تغريبة «النصارى»

نبيل شرف الدين
نبيل شرف الدين
يعيش «صاحبكم» حاليًا متواريًا عن «منظومة الأسى» ويحتمى بالصمت خشية المشاعر المريرة والريح العاتية التى ستعصف بأدنى كلمة «مرفوعة الرأس» فتباغته وقائع تُشعل ضميره بضراوة، بانتكاسة حضارية لم يعرفها تاريخ مصر المعاصر، حيث تتحول القوانين لمنشفة يحملها المحافظ والشرطى والعمدة حتى يُنهى «حُرّاس الفضيلة» مهمتهم المُقدسة بالترحيل القسرى لمواطنين ذنبهم أنهم مسيحيون أخطأ أو اتهم أحدهم بجريمة ما، فبعدما اعتادوا دفع فواتير القتل على الهوية وحرق كنائسهم وممتلكاتهم، والتنكيل المهين بحمل أكفانهم والدّية صاغرين، والآن تشهد المحروسة عقوبة جديدة بتهجيرهم من بلادهم.. أكتب بأصابع مرتعشة مُراعيًا اعتبارات كثيرة عن وطن يشهد تغريب أبنائه فينسحب بعضهم للداخل للعيش بانكسار ورعب، بينما يسعى جيل شباب المسيحيين للهجرة، فلم أقابل شابًا إلا وحدثنى عنها لشعوره بالمهانة والفجيعة بأهل وطنه الذين كانوا يملأون الدنيا بالصخب الجميل، والحياة الكريمة، والمواطنة ودولة القانون، فإذا الأمور تتدحرج لتصب بجلابيب السلفيين، الذين صاروا فيما يبدو «حُكّامًا من الباطن» يخترعون عقوبات لم يرد بها نص قانونى أو قرآنى فأتساءل: أين الدولة؟ أين الإسلام؟!
فالأحداث التى تابعتها بقرى الصعيد اختلطت خلالها داخلى مشاعر العار والأسى حينما رأيت رؤوسًا منحنية، ذليلة، تحمل أكفانها تأهبًا للقتل، وشعبًا يتابع هذا الأمر كمسرحية تتساوى فيها الحياة والموت، فالقول الفصل لمشايخ السلفية وينفذ المسؤولون قراراتهم باعتبارها «قانون المرحلة» لانتهاء أزمات مُفتعلة، ويجلس المحافظ مُنتشيًا وحوله مسؤولو الأمن، يشاركون فى هذا الأمر بمزاعم «تطويق الاحتقانات الطائفية»التى ينكرون وجودها أصلاً حين تناقشهم برامج الفضائيات التى التزمت الصمت وتجاهلت تلك الممارسات المُخجلة التى تسىء لمصر.

تمنيت الكتابة عن أحلام بسيطة وحياة كريمة، يكبر فيها الأطفال، وتخضر فيها الحقول لتمنح خيرها للجميع.. مجرد حياة لبشر خُلقوا أحرارًا لا تُلاحقهم «ثقافة الكراهية» وأتساءل: ما جدوى الكتابة مادامت الأمور تنزلق للأسوأ؟ فالحزن أكبر من الكلمات، لن أستغيث بمسؤولين لأنهم صاروا طرفًا بهذه المهازل، ومصر الآن أمام «منعطف وجودى» وعلينا أن نختار بين «دولة القانون» أو الرضوخ لإملاءات «جنرالات المصاطب» ومجالسهم العرفية التى ينبغى حظرها، لأنها سلطة موازية للدولة، و«عورة قانونية» لا يقبلها وطن يتسع للجميع بسلطة القانون، ولن أحلم بروح التسامح والمحبة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد فؤاد سليم يكشف تأثير معلمه في ابتدائي على مشواره الفني في "معكم"

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

نجوم الفن يدعمون كريم محمود عبد العزيز وزوجته بعد نفيه شائعة الانفصال

رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

صلاح محسن يقود هجوم المصري أمام طلائع الجيش في الدوري

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

سيراميكا يتعادل سلبياً مع زد في الجولة الثانية من بطولة الدوري


7 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق بمصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية

طرح أغنية "بنطلون جينز" بصوت محمد رحيم بعد 9 أشهر من رحيله

قرار جمهوري بترقية عدد من مستشارى هيئة قضايا الدولة.. تعرف على الأسماء

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري

اتحاد السلة يعلن مد فترة قيد الأندية لمدة 24 ساعة إضافية

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

نيويورك تايمز: ارتفاع قياسى لهجمات المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية

رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

اللجنة المصرية توزع آلاف الطرود الغذائية على سكان غزة.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى