«علشان متقولش معرفتش»

سامح جويدة
سامح جويدة
بقلم - سامح جويدة
أسوأ ما يصيب الدولة أن تحكمها حكومة قليلة الحيلة تعترف بالمصائب ولا توقفها. تشاهد الكوارث و«تولول» عليها. فإذا كان رئيس الوزراء غاضبا، ووزير الصحة غاضبا، والأطباء غاضبين، فمن يملك قرار إصلاح الخدمات الصحية فى مصر، هل سيصلحه غضب وعويل المسؤولين أم زيارتهم البائسة إلى مستشفيات الدولة المتهالكة وبكائهم أمام الإعلام على حالة المواطنين؟ فهل يرضون ضميرهم بهذا البكاء أم يعتقدون أنه حل!! وهل علينا أن نأخذ بخاطرهم ونتحايل عليهم، ونرقص لهم «عشرة بلدى» حتى تعود ضحكتهم الحلوة، أم نجلس نبكى بجانبهم إلى أن «يحلها حلال»؟ فإذا كان رجال الدولة وكبار المسؤولين لا يملكون إلا البكاء فهل على الغلابة أن يدفنوا أنفسهم تحت التراب. وهل وظيفة الحكومة العياط والعويل أم الإصلاح والتغيير؟ وهل كان يخفى على المسؤولين مثلا مصائب معهد القلب وشكاوى كل من فيه مرضى أو أطباء. هل كان رئيس الوزراء يتصور أنه صرح للرعاية والنظافة وخدمة المساكين.

منذ سنوات طويلة وكلنا نعرف أن المستشفيات العامة منيلة بنيلة. أذكر أن صديقى الدكتور خالد وهبة، أخصائى القلب المعروف، طالما حكى لى عن المهازل التى تحدث فى معهد القلب، حتى أنه كان يستحرم أن يأخذ راتبه من المعهد، لأنه لا يقدم للمرضى خدمة حقيقية، وجاءنى سعيدا منذ عامين، لأنه أخذ إجازة بدون مرتب قال لى وقتها قد أعود إليه يوما حينما تأتيه إدارة تحترم آدمية الطبيب والمريض. ونحن نريد حكومة تحترم ذلك أيضا. فلا يكفى أن تزور وتولول على اللبن المسكوب ولا سيحل. المشكلة أن ننفق مئات الآلاف لنعد مكتبا لمعالى وزير الصحة فى كل مستشفى حكومية. الحل الوحيد أن يتم رفع ميزانية الصحة فى أروقة الحكومة، وأن يصبح تحسين الخدمات الصحية العامة هدفا أساسيا له برنامج زمنى محدد وليس مجرد وعود وحكاوى. وتحسين وتطوير المستشفيات لا يحتاج معجزة أو ناظرا بعصاية، بل يحتاج ميزانية جيدة ورقابة صارمة، وخبراء فى إدارة المستشفيات، والأهم روح شابة عندها القدرة على التغيير والابتكار. أما النحيب والعويل والاستمرار فى الاستعانة بالخبرات القديمة والمدارس العتيقة فلن يؤدى إلا لما نحن فيه. وعلى شباب الأطباء الذين تبنوا حملة «علشان لو جه ميتفاجئش» أن يتبنوا حملة موازية باسم «علشان متقولش معرفتش»، يطرحون فيها حلولا وخططا ومقترحات الإصلاح والتطوير، فقد تجد فيها الحكومة ما يجعلها تكف عن النحيب والبكاء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نيوكاسل ضد ليفربول.. التاريخ ينحاز للريدز قبل موقعة الدوري الإنجليزي

تعيين صلاح جمبلاط نائباً لرئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربى والعضو المنتدب

الإسماعيلى يتسلح بالتفوق فى المواجهات المباشرة أمام الطلائع في الدورى

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

شكوك طبية تُهدد انتقال بونيفاس إلى ميلان الإيطالي


إصابة 9 اشخاص إثر حادث تصادم سيارتين بمدينة 6 أكتوبر

ميت رهينة تودع بهاء الخطيب بالدموع.. صور

كاتي هولمز وجوشوا جاكسون يشعلان شائعات بعودة الرومانسية بعد أكثر من 20 عاما

زوجان يتخليان عن ابنهما في المطار لانتهاء صلاحية جواز سفره.. والشرطة تتدخل

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد


من هاتفك وخلال دقائق معدودة.. كيف تبلغ عن وقائع العنف الأسرى؟

منتخب الناشئين يخوض الودية الثانية أمام السعودية اليوم استعدادا لكأس الخليج

المحكمة تفصل فى طلب الحجر على نوال الدجوى بعد شهر ونصف.. تفاصيل

مساعدات استثنائية للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى تصرف فى 7 حالات

نقيب المعلمين: البكالوريا تنهي كابوس الثانوية العامة وتؤهل الطلاب لسوق العمل

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

الإجهاد الحرارى يهدد حياة الملايين.. الأمم المتحدة: نصف سكان العالم يعانون من آثار سلبية من ارتفاع درجات الحرارة.. والعمل الدولية: 2.4 مليار عامل يتعرضون للحرارة المفرطة وأكثر من 22.85 مليون إصابة مهنية كل عام

يوفنتوس يستضيف بارما بحثا عن انطلاقة قوية بالدوري الإيطالي

أبطال فيلم ماما وبابا يحتفلون بعرضه الخاص الأربعاء المقبل

مصطفى محمد فى مهمة صعبة مع نانت أمام ستراسبورج بالدوري الفرنسي

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى