القذافى وليبيا.. وصراع الجرذان

أكرم القصاص
أكرم القصاص
عادت ليبيا بفضل مليشيات الإرهاب إلى ما قبل الدولة، ورأينا كيف أصبح الصراع بين الأكثر تكفيرا وتسلحا. كائنات تنظيم القاعدة تتصارع مع مليشيات داعش، وكلها تضم مقاتلين مرتزقة من خارج ليبيا، تسربت من ثغرات ومجارٍ، بل إنهم يقتلون الليبيين الذين يقفون ضد الإرهاب. والذين خرجوا ضد القذافى كانوا يطالبون بحكم أفضل لبلادهم اختفوا ولم يعد لهم صوت.

يتهرب كثيرون من وصف أطلقه القذافى، بدا فى حينه ساخرا فكاهيا على من خرجوا ضده بالسلاح قبل قتله، كان يسأل: من أنتم.. أيها الجرذان؟

الجرذان كائنات قذرة تزحف فى المجارى وفى الظلام، لكنها تمتلك قدرة هائلة على التدمير، وقد وصل الحال فى ليبيا إلى أن تبقى موزعة بين مليشيات مسلحة والتنافس بين الأكثر إرهابا والأكثر تكفيرا، سواء القاعدة أو داعش أو فجر ليبيا، وتختفى التنظيمات السياسية، بل ويختفى الشعب الليبيى، ويبدو السؤال: أين اختفى هؤلاء الذين خرجوا وقتلوا القذافى؟ المتاح الآن هو إرهاب مستورد، ومقاتلون مرتزقة يتم تجميعهم من كل مكان فى العالم.

الشعب الليبيى أو أغلبيته يعلن أنه لم يكن يريد الوصول لهذا الدرك. كثيرون كانوا يعترضون على حكم القذافى، كانوا يريدون بلدهم أفضل، لكنهم لم يطلبوا أن تختفى ملامح ليبيا لتعود إلى ما قبل الدولة.
لقد سخر كثيرون من معمر القذافى وهو يصف من خرجوا ضده بأنهم جرذان، وسألهم من أنتم؟ يومها بدا الأمر كوميديا ممن رأوا أن الطاغية يرفض التخلى عن السلطة، تدخلت قوات الناتو، وأسقطت القذافى، ومن يومها لم يظهر سوى الجرذان، داعش والقاعدة، وعشرات المليشيات المسلحة كائنات زاحفة، تتنافس أيها أكثر دموية وقدرة على القتل.

كثيرون من السياسيين والمعارضين لمعمر القذافى ممن كانوا يريدون نظاما ديموقراطيا تعدديا تشاركيا، يخجلون عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على إقامة مجرد دولة أو بلد من أربع جدران، ويحتفظون بالحد الأدنى من مقومات الحياة.

كان مشهد قتل القذافى والتمثيل بجثته مؤشرا على شكل مستقبل لم يره أحد، غادر حلف الأطلنطى ليبيا وتركها بلا سلطة ولا دولة، وسمح لكل المتطرفين والتكفيريين. ولم يشارك منهم أحد ضد القذافى، وتم جمعهم من مرتزقة العالم الذين يتم تمويلهم، وكأنها كانت نبوءة، أن يستبعد الليبيون الذين كانوا يعارضون القذافى ونظامه، ليحل مكانهم مسلحون تكفيريون، ينهبون ثروات الشعب الليبيى، ويوزعونها فيما بينهم، ويرفضون أى محاولة لإقامة دولة أو نظام. ومازال الشعب الليبى يحاول انتزاع بلاده من بين أيدى القاعدة وداعش، وباقى الجرذان.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باتشيكو يرفض تقسيط مستحقاته في الزمالك

انطلاق أعمال القمة الخليجية الأمريكية الخامسة بمشاركة ترامب وقادة دول الخليج

فرص عمل للأطباء فى السعودية براتب يصل إلى 13 ألف ريال شهريا

الزمالك يدرس تظلم زيزو على العقوبات الانضباطية

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط


مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

أكرم القصاص يكتب: على هامش لقاء مع وزير السياحة.. التسويق المطلوب لكنوزنا السياحية

الرمادى يبحث عن وديات للزمالك استعدادا لمواجهة بتروجت

ميلان يتحدى بولونيا فى نهائى كأس إيطاليا 2025.. الليلة

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025


زى النهارده.. الأهلى يحسم التتويج بالدوري المصري للمرة 31 بثنائية فى الزمالك

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

تعرف على عقوبة نشر الأخبار الكاذبة بعد إحالة سوزى الأردنية إلى المحاكمة

تجويع سكان غزة.. الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء التقارير الدولية بالتجويع المتعمد لسكان غزة.. وتحذر من خطر المجاعة.. وتشيد بالجهود المصرية لإنهاء معاناتهم.. وجوتيريش: القطاع الصحى على المحك

الإسماعيلى يبدأ مباريات الحسم بدوري نايل أمام مودرن سبورت

جولتان لحسم صراع التتويج بدوري نايل بين الأهلى وبيراميدز

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 14-5-2025 والقنوات الناقلة

اللى معاه كلب يربطه.. وزارة الزراعة تبدأ عهدا جديدا لتنظيم حيازة الحيوانات

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى