إسماعيل عبد الهادى يكتب: الداعية المزعوم.. ومنهج النبى المعصوم

وجدى غنيم
وجدى غنيم
من الآثار الإيجابية لثورة الثلاثين من يونيو 2013م أنها كانت بمثابة البوتقة، التى أظهرت المعدن الخبيث لكثير ممن ينتمون للجماعة الإرهابية خصوصًا ممن كان يعدهم الناس دعاة وكانوا يصعدون المنابر لإلقاء الخطب والمواعظ وعلى رأس هؤلاء وجدى غنيم، الذى انتشرت له مؤخرًا العديد من مقاطع الفيديو، التى تنم عن حقد دفين لمصر والمصريين بل تدل عن جهل عظيم بأبسط قواعد الدين منها على سبيل المثال لا الحصر المقطع الذى ظهر فيه وهو يتمنى لمصر أن يصيبها مثل ما أصاب العراق!

ولما كان المسلم بصفة عامة والداعية بصفة خاصة عليه أن يتأسى بأخلاق الرسول صلوات الله وسلامه عليه فى الفعل والعمل مهما كانت الأنواء ومهما ألم الخطب فمن المعلوم أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه ولد وعاش صباه وشبابه بمكة المكرمة وكلف بالدعوة فيها وناله ما ناله من أذى فى سبيل ذلك وأوذى بكافة صنوف الإيذاء البدنية والنفسية وحينما جاءه الأمر بالخروج وقف بالجزورة فى سوق مكة يقول: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أنى أُخرجت منك ما خرجت"، ذلك درس ينم عن حب الوطن وتملكه لشغاف القلب وحينما ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الطائف وهناك اعتدى عليه أيضا فجلس يستريح من الإعياء إلى حائط بستان ودعا إلى الله بالدعاء المشهور" اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ أن لم يكن بك على غضب فلا أبالى , ولكن عافيتك هى أوسع لى أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك أو يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك " وعلى إثر هذا الدعاء العظيم جاءه سيدنا جبريل صحبة ملك الجبال وقال له: "يامحمد لك ماشئت.. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت" فماذا كان رد الرسول عليه الصلاة والسلام؟ وهو على هذا الحال من من الضنك واليأس والأعياء قال: "لا بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا" نموذج آخر فى حب الوطن وحب أهله والتمنى لمن عذبوه وأذوه بأن يخرج من أصلابهم من هو أفضل إلى الله وأتقى ولم يثأر لنفسه عليه الصلاة والسلام ولم يسع إلى الانتقام ممن أذوه ولم يتمنَ لبلده وأهله الخراب والدمار وكان الدعاء الذى دعا به قبل أن يأتيه سيدنا جبريل صحبة ملك الجبال دعاء غاية فى البلاغة عن وصف الحال وعف اللسان والإمتناع عن تمنى الشر لمن هم قد اعتدوا عليه وأخرجوه.

بينما نجد أمثال وجدى غنيم الذى لم يناله ولو جزء يسير مما نال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على بلده بأن يحدث فيها ما حدث لدولة عربية شقيقة بفعل أمثاله من العملاء للغرب لماذا لمجرد أن هناك تغييرا كان لابد من حدوثه بإجماع شعبى غفير فى ظل ما يمر به العالم العربى من حولنا من أنواء واضطرابات كان يريدها لمصر أمثال وجدى غنيم.

فأين هؤلاء المتشدقين بالدين من أخلاق المصطفى صلوات الله وسلامه عليه؟ وهل السلوك الدينى هو سلوك مظهر بينما الجوهر كالبيت الخرب؟ وهل يليق بالمسلم أن ينعت المسلمين بآيات من القرآن الكريم نزلت فى وصف الكفار والدعاء عليهم ويحض الناس على الدعاء بها فى شهر رمضان أثناء أداء عبادة الصيام الجليلة؟كما دعا إلى ذلك وجدى غنيم بمقطع آخر من أقواله التى سيحاسبه الله عليها حينما ينزل إلى قبره ليس معه جماعة أو حزب أو فصيل كان يرضيهم فى الدنيا بغض النظر عن إهدار لقيم الدين القويم والبعد عما كان عليه خلق النبى الكريم المبعوث رحمة للعالمين الذى يتعين على كافة المسلمين أن يحذو حذوه وأن يتحلوا بأخلاقه الكريمة وصفاته الحميدة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 معلومات عن مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر

مواعيد مباريات منتخب مصر فى كأس أمم أفريقيا بالمغرب

انتخابات النواب 2025.. أرقام الحصر العددى لدائرة الزقازيق فى الشرقية (فيديو)

خطوات التسجيل فى برنامج تكافل وكرامة والفئات المستحقة

إعلان نتيجة الحصر العددى لأصوات الناخبين بفاقوس وكفر صقر فى الشرقية


ظاهرة فلكية مهمة فى شهر رمضان المقبل.. تعرف عليها

مواعيد مباريات اليوم الجمعة فى ثانى جولات كأس عاصمة مصر

موعد انتهاء لجان حصر وحدات الإيجار القديم نهائيا

حسام حسن يسجل المشاركة الأولى فى قيادة منتخب مصر بأمم أفريقيا 2025

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 19-12-2025 والقنوات الناقلة


انتخابات مجلس النواب 2025.. الحصر العددي للدائرة التاسعة بأجا فى الدقهلية

هل نشهد شتاءً قارس هذا العام؟.. هيئة الأرصاد: فصل البرودة يتخلله حالات عدم استقرار وأمطار وانخفاضات ملحوظة بالحرارة.. ومعدلات المطر ستكون قريبة الشبه بالعام الماضى.. وتكشف: الحرارة تصل لـ«- 4» بهذه المناطق

برودة شديدة وشبورة.. حالة الطقس اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 فى مصر

حسام حسن يجتمع بصلاح ومرموش.. ومفاجأة خاصة لمحمد الشناوى

ترامب: الرئيس عبد الفتاح السيسى صديق لى وأرغب فى استضافته

تسرب غاز يسفر عن اختناق 5 أشخاص فى الجيزة

رحلة نيفين مندور من النجومية للوفاة ودخول المشرحة لدموع فراق الأحباب بالمقابر

العثور على جثة طفلة بعد اختفاءها في ظروف غامضة بالصف

جميلة دائما من الشباب لآخر العمر.. صور تنشر لأول مرة للراحلة كريمان

الأردن ضد المغرب.. نهاية المباراة بالتعادل 2-2 واللجوء لوقت إضافي.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى