دعاء عبد الله تكتب: ولدى طبيب العيون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
وهكذا بدأت يومى بعيون طفلى الصغير التى ظلت متعلقة بصورتى فى المرآه وأنا أستعد للذهاب للعمل، فعيونه تعلقت بملامحى التى ظلت تتحرك على سطح المرآه وأنا أكمل استعدادى لذهابى لعملى كما تتعلق عيون فتاة حالمة بنجوم السماء فى ليلة صيف صافية، واستوقفتنى تلك النظرة التى سكنت ملامحه للحظة وتذكرت كيف تعلقت عيونى بأحلام كثيرة فى الماضى ولم تتحقق وظلت عيونى وتبخرت الأحلام، وما عدت أعرفها ولا تعرفنى ايضا تلك النظرة التى ذكرنى بها طفلى هذا الصباح، وربما أخجلتنى براءته فكان يتطلع إلى صورتى فى المرآة بنقاء إستفز كل المشاعر الإنسانية بداخلى وأطاح بجمودى بعيدا وعلقنى بعيونه مثلما تعلقت عيونه بصورتى المتحركه على سطح المرآه .

وبين عيونه وداخل عيونه وخلف عيونه تبعثرت كل عباراتى وتشككت فى جميع المفردات، فما عدت أعرف كيف أعبر عن ما شعرت به وأذاب جمودى هذا الصباح .

ومرت دقائق كثيرة وأنا شاردة بأفكارى ومازالت عيونه عالقة بى، فلا هو تعبت عيونه ولا انا قويت على أن أسكن مساحة أخرى غير عيونه، فكيف أتخلى عن هذا الصباح البرىء وبكل بساطه أتركه وأرحل لتنصهر وتحترق بنار الشمس كل مشاعرى الإنسانية من جديد مع أول خطوه أخطوها خارج المنزل وتتصلب شرايينى مثل صلابة أسفلت الطريق...كيف أتخلى عن دماء جرت فى تلك الشرايين وأترك سفينة حريتى التى وجدت مرساها فى بحر عيون طفلى وأصبح أسيرة لقانون الطريق، وأكتب بكامل إرادتى نقطة النهاية لهذا الصباح الجميل .

وعلى الفور نظرت مباشرة إلى عيون طفلى فلا داعى للمرآه الآن، فهذا صباحنا نحن، وابتسم طفلى بعد أن مسكت يديه، فهذا الصغير صاحب الحروف المتلعثمة أدرك بذكائه أنه لا ذهاب للعمل اليوم، وتلذذ بإنتصاره على بعد أن قيدتنى نظراته وأوقفت عالمى المتحرك وصرت انا طفلته هذا الصباح .... فالقرار قراره والإرادة إرادته .

وبدأت معه حديث ربما لن يدركه ولكن لم أشعر يوما أن احدا ما يستحق ان يسمعه مثلما يستحق هو أن يسمعه " وإن لم يفهمه" .
وتساءلت لما تتعلق عيوننا بشىء دون باقى الأشياء ؟، وما هى تلك الكيميا التى تغزو حدقة العين وتستوطنها، أهو شغف حقيقى أو مجرد إحتياج لحالة من الحالات.

وشطحت بخيالى لدقائق وتصورت لو أنهم يدرسون فى كليات الطب "علم العيون الروحانى" فيصبح طبيب العيون قادر على أن يقرأ ما بداخلها ويحررها من كل شىء يأسرها ولا يقتصر علمه فقط على بعد النظر وقصر النظر ومشاكل البصر، بل يصبح قادرا على تحليل وتشخيص ما هو أبعد من النظر، وبغض النظر إن كنت شطحت بخيالى أو أن خيالى سيصبح يوما ما حقيقة، أتمنى لك يا ولدى راحة العيون، فلا هى تجن ولا تأسرها الشجون .

فعادة ما ندعو براحة البال، ولكن أول دعائى لك هو راحة العيون فمنها يبدأ كل شىء، الحلم والفكرة والهدف والشغف والرضا والقبول كله يبدأ بنظرة واحدة من العيون، وربما أراك يوما ما طبيبا للعيون لديه أدواته الخاصة التى تختلف عن أى طبيب
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي


محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة


مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي

أحمد حداد يتعاون مع لطيفة فى "هوينا هوينا" ضمن ألبومها الجديد

حبيبتى ملاك الأغنية الوحيدة من كلمات أمير طعيمة بألبوم الهضبة "ابتدينا"

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى