يوسف أيوب يكتب: "فتنة ويكليكس السعودية" تفضح انجرافنا وراء ألعاب استخباراتية تهدف للإضرار بالأمن القومى العربى.. كيف سمحنا لأنفسنا بتسويق وثائق هدفها تدمير المجتمعات العربية برداء الوقيعة

ويكليكس
ويكليكس
الآن فقط تأكدنا من خطورة "حروب الجيل الرابع" التى سبق وتم تحذيرنا منها.. الآن فقط تأكدنا بأن لنا مساحة تحرك لا نستطيع أن نتجاوزها، ومن يجرؤ على ذلك فإنه سيواجه عاصفة شديدة تتجاوز كل معايير الأخلاق والمنافسة الشريفة.. الآن فقط صار الحديث عن المؤامرات التى تحاك لمنطقتنا حقيقة نعيشها، فالمؤامرة ليس مهما أن تكون بضربات عسكرية واستخدام أحدث الأسلحة، لأن هناك أسلحة أصبحت أكثر فتكاً، أنها أسلحة حروب الجيل الرابع التى يستخدم فيها "القوى الناعمة" إلى جانب "قوى السلاح"، ومنها بالطبع وسائل الإعلام والقنوات التى تخدم أجندات ومصالح إقليمية ودولية خاصة .

ويكليكس السعودية هو هذا النوع من أنواع حروب الجيل الرابع، فمنذ إعلان وزارة الخارجية السعودية عن تعرضها قبل عدة أيام لهجمة إليكترونية، وكثيرون توقعوا أن يتم تسريب عدد من الوثائق الدبلوماسية التى تم السطو عليها من أرشيف الخارجية السعودية، فضلاً عن إمكانية دس بعض الوثائق المزورة لتمرير رسائل معينة تستهدف الوقيعة بين الدول العربية، ولم يكن خافياً على أحد أن من قاموا بعملية القرصنة سيختارون وقتاً محدداً لنشر هذه الوثائق ليحققوا من خلالها الهدف الذى يسعون إليه .

توقيت نشر الوثائق مثير للشك


الهدف لدى القراصنة كان موجودا والبحث كان عن توقيت النشر ونوعية الوثائق التى سيتم بثها، من بينها الحقيقى والمزور، فجاء النشر مساء الجمعة على موقع ويكليكس فى توقيت أثار الشك والريبة لدى من تابعوا عملية التسريبات، فالمملكة العربية السعودية منذ فترة تتعرض لهجمات متتالية من جانب إيران، وزادت حدة الهجوم بعد عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين اليمنيين، فضلاً عن أن هناك هدفا آخر وهو أن المفاوضات النووية الإيرانية اقتربت من مرحلة الحسم والمحدد لها 30 يونيو الجارى، وهناك تحفظات خليجية تقودها السعودية على نتائج هذه المفاوضات، وبالتالى فليس مستغرباً أن تصدر هذه التسريبات فى هذا التوقيت لإرباك الدبلوماسية السعودية وإدخالها فى صراعات إقليمية وداخلية، حتى لا تكون قادرة على الوقوف فى وجه الاتفاق النووى الإيرانى، وتفوز طهران بمغانم كثيرة من وراء هذا الاتفاق فى غيبة الخليجيين وتحديداً المملكة .

أهداف واضحة ونية مبيته للأضرار بالأمن القومى العربى


نحن أذن هنا أمام أهداف واضحة ونية مبيتة ليس فقط للإضرار بالأمن القومى السعودى، وإنما بالأمن القومى العربى، الذى يتعرض لهجوم شرس من جانب قوى إقليمية لا تريد لأمننا القومى أن يستقر .

والسؤال المنطقى هنا وبعد أن تكشفت أمام الجميع النوايا السيئة والدنيئة من تسريب هذه الوثائق، لماذا نسعى كإعلاميين عرب ومصريين لنسوق بأيدينا أمورا نعلم جيداً أن هدفها هو هدم وتدمير المجتمعات العربية تحت مسميات مختلفة، لكنها ترتدى رداء واحداً وهو رداء الوقيعة والفتنة.. كيف نسمح لأنفسنا بأن نكون أداة فى يد الآخرين وننجرف خلف ما يضر بأمننا القومى، ونسير وراء ألعاب استخباراتية تهدف للإضرار بالأمن القومى العربى والسعودى .

وسائل إعلامية مصرية وعربية وقعت فى الفخ الذى نصبته لنا اجهزة مخابرات


لم يكن مفهوماً بالنسبة لى ولكثيرين أن تقع وسائل إعلامية مصرية وعربية فى هذا الفخ الذى نصبته لنا أجهزة مخابرات تحاول أن تلهينا عن القضايا الأهم.. أجهزة تعلم عشقنا للنميمة على حساب قضايانا الأساسية والمفصلية.. أجهزة لها رصيد طويل معنا فى عمليات الإلهاء السياسى، تركتنا نتغنى ببطولات منتظر الزيدى صاحب ضربة الحذاء الشهيرة للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وتجاهلنا الاتفاق الأمنى المشئوم بين واشنطن وبغداد .
ما نفعله الآن بنشر هذه الوثائق المعروف أهدافها هى جريمة فى حق مجتمعنا العربى المستهدف من دوائر إقليمية ودولية عديدة، وللأسف نحن نساعدهم بنشر سمومهم وكأنها حقائق دون أن ندرى بأننا نساعد فى سكب الزيت على نار العرب المشتعلة .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مع تزايد حدة الجوع.. برنامج الأغذية العالمي ينزل المساعدات جواً جنوب السودان

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب


مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام


بدء جلسة محاكمة سائق السيارة النقل المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الإقليمى

خالد صلاح يكتب : إنذار مبكر.. الأفكار المتطرفة لم تمت بعد .. وعمليات تجنيد إرهابيين جدد لا تزال مستمرة

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

أجواء شديدة الحرارة ورطوبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

"اليوم السابع" يجرى جولة بمحطات الخط الرابع لمترو الأنفاق.. التنفيذ يتخطى الـ50% والتشغيل 2027.. أول قطار يصل العام القادم والشركات المصرية تصنع التاريخ.. والرصيف بوسط المحطات وأبواب زجاجية لحماية الركاب.. صور

التعليم تكشف طريقة تغيير المسار الدراسى بالبكالوريا.. التفاصيل

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى