أفكار قتلت أصحابها ..لوركا يدفع ثمن "اشتراكيته" رميا بالرصاص

لوركا
لوركا
كتبت نبيلة مجدى
أريد أن أنامَ نصفَ ثانية/ ثانيةً .. دقيقةً .. دهراً/ لكننى أريدهم أن يعلموا بأننى مازلت حياً.. هكذا أراد الشاعر والمسرحى الأسبانى الأشهر فريديريكو جارسيا لوركا، فى قصيدته "الموت الأسود"، وكأنما تنبأ بموته، فأراد أن يغلب الموت بإعلان بقائه حيا ما حيا محبوه ومريدوه، وكأنه تنبأ بأن حبل "الديكتاتورية" سيلتف يوما ما على رقبته ليخنقه، لتصبح واقعة اغتياله حتى الآن وبعد مضى أكثر من 70 عاما، خاضعة للتأويل، فالشاعر الذى قتل وهو لم يتجاوز الـ38 من عمره، لا يزال موته يشكل غموضا حتى الآن، ولكن السبب الأكثر شهرة من بين كل ما أشيع هو قتله فى بدايات الحرب الأهلية بأسبانيا بين قرى فيثنار وألفاكار فى 19 أغسطس من عام 1936، والتى قادها الجنرال فرانكو، بعد قيامه بانقلاب عسكرى ضد حكم الجبهة الشعبية الذى كان يحكم أسبانيا فى ذلك الوقت.
 
وترجح معظم الآراء أن اغتيال لوركا كان على يد مؤيدى فرانكو، لأنه كان اشتراكيا فى الوقت الذى أدار فرانكو معكرته ضد الديمقراطيين والاشتراكيين على حد سواء ليحكم أسبانيا، وأعدم رميا بالرصاص لانتمائه السياسى ولاتهامه بالمثلية الجنسية.
 
وترجح بعض النظريات الأخرى حول مقتل لوركا أن الدافع وراء قتله كان بسبب الصراعات التى تورطت فيها عائلته مع عائلات غرناطة، وكان أبوه أحد أطرافها، إلا أنه لم يتم حتى الآن الحسم فى سبب مقتله ولا الوصول إلى جثته.
 
لم تكن شهرة لوركا من قبيل المصادفة، لأن أشعاره وكتاباته كانت ولا تزال من أفضل ما كتب فى الشعر والأدب، فقد كان منغمسا فى حب أسبانيا، يعشقها حد الموت، على صلة بأرضها وسمائها وعلى حديث لا ينقطع مع قمرها الذى كتب فيه الكثير.
 
ولد لوركا فى يونيو 1898 وتربى قريبا من غرناطة، درس الآداب والحقوق، وبدأت مسيرته تتخذ اتجاها أكثر جدية وتأثيرا منذ اختلاطه الأول بأهم أدباء وفنانى أسبانى الذين التقاهم فى سكن الطلبة بمدريد بعد انتقاله إليها ومن بينهم رافاييل البيرتى وسيلفادور دالى وغيرهم، غير أنه اقتدى بالأديبين أنطونيو ماتشادو وجوستاف أدولفو بيكير.
 
لم يكن لوركا مولعا بالأدب والشعر فقط، ولكن الموسيقى أغوته أيضا فربطته علاقة قوية بأحد أشهر موسيقيى أسبانيا، وهو مانويل دى فايا، الذى علمه الموسيقى، فأصبح عازفا للبيانو، عرفت قدما لوركا طريقهما إلى الترحال فتنقل بين البلدان، ليعرض أعماله المسرحية ويلقى الشعر فزاد عشاقه، ومن أشهر ما عرض كانت مسرحيتيه "عرس الدم" و"سحر الفراشة اللعين".
 
وكما تنبأ لوركا بموته تنبأ كذلك ببقاء السبب ورائه غامضا، فقال فى قصيدته "نبوءة موتى"
عرفت أنى قتيل/ فتشوا المقاهى والمقابر والكنائس/ فتحوا البراميل والخزائن/ سرقوا ثلاثة هياكل عظمية لينتزعوا أسنانها الذهبية/ ولم يعثروا علي/ ألم يعثروا عليّ؟/ نعم لم يعثروا عليّ/ لم يعثروا عليه حقا، لا زال جسده مفقودا، وكأنما أراد أن يكون حرا حيا كان أو ميتا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مانشستر سيتى يكتسح وست هام بثلاثية ويتصدر الدورى الإنجليزى مؤقتا

بيزيرا وناصر وشريف يقودون هجوم الزمالك أمام حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

توتنهام ضد ليفربول.. التشكيل الرسمى لقمة الجولة 17 فى الدورى الإنجليزى

شقيق ناصر البرنس يحرق نفسه أمام المطعم الجديد بالشيخ زايد بسبب خلافات بينهما

إيمى سمير غانم تكشف موقفها من زواج حسن الرداد عليها


تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان وفقا للحسابات الفلكية

صيام رجب.. فضل شهر رجب في شريعة الإسلام؟.. تعرف عليها

دار الإفتاء تعلن غدا الأحد أول أيام شهر رجب لعام 1447 هجريا

الطريق إلى نهائى بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 .. موقف منتخب مصر

تايلاند تقصف مدرسة فى كمبوديا بـ6 قنابل جوية


أحمد الفيشاوى يغيب عن جنازة والدته سمية الألفى.. اعرف السبب

عقد قران ابنة أحمد سليمان على المغربي محمود بنتايج لاعب الزمالك.. صور

قرار توروب يُعيد التفكير فى مستقبل أليو ديانج بالأهلي.. اعرف التفاصيل

برشلونة يرفع عرضه المالي لضم حمزة عبد الكريم فى يناير المقبل

الطقس غدا.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بدرجات الحرارة والصغرى بالقاهرة 11

تعرف على سبب انفصال سمية الألفي عن فاروق الفيشاوي وقصة بكاءهما عند الطلاق

بعد قليل يبدأ التسجيل إلكترونيا.. مجلس الدولة يفتح باب التقديم لوظيفة مندوب مساعد

تطورات العثور على جثة الطفلة شهد بعد اختفائها بإحدى قرى الصف في الجيزة

إخلاء سبيل طليقة إبراهيم سعيد بعد مشاجرة بينهما فى فندق بالتجمع

وفاة الفنانة سمية الألفى بأحد مستشفيات المهندسين بعد صراع مع المرض

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى