الكاتب الكويتى ماضى الخميس يكتب : الإسلام برىء من منفذ الهجوم على مسجد الإمام الصادق..الأجهزة الأمنية مطالبة برفع درجة اليقظة حتى لا يتكرر الحادث .. الجميع شركاء فى مواجهة خطر الفتنة وضرورة محاربتها

الكاتب الكويتى ماضى الخميس
الكاتب الكويتى ماضى الخميس
تكمن بشاعة هذا الحادث الإجرامى البغيض، الذى استهدف مسجد الإمام الصادق، باعتقاد منفذيه أن هذا فى سبيل الإسلام، والإسلام براء منهم إلى يوم الدين.

لقد قام الإرهابى بعمل جبان ومحرَّم، وهو يفجِّر نفسه فى وسط المصلين، وهم يتجهون بأجسادهم وقلوبهم وعقولهم إلى الله.. من دون مراعاة لحُرمة هذا الشهر الفضيل (رمضان)، أو حُرمة المكان المقدَّس (المسجد)، أو حُرمة هذا الدين العظيم (الإسلام)، أو أفضلية اليوم المبارك (الجمعة)، وهو يغتال أرواح أبرياء يؤمنون بنفس الدين والعقيدة، وإن كانوا يختلفون بالمذهب والطائفة.. اجتمعوا لأداء فريضة الصلاة والتقرُّب إلى الله بقلوب مؤمنة خاشعة مبتهلة.

إن هذا الحادث الإرهابى الدنيء الذى وقع بالأمس يجعلنا أمام مؤشرات عديدة، يجب أن ننتبه لها، كى لا يتكرر ما حدث، أولها؛ الحذر الأمنى المضاعف الذى يجب أن يكون، ثم الحزم فى التصدى لظواهر الإرهاب المختلفة، قولا أو فعلا، ومعاقبة كل مَن يسعى إلى أن يجرح جدار الوحدة الوطنية، أيا كان، ثم الانتباه إلى التعليم، ومشتقاته وقوائمه ومخرجاته

وضرورة تكثيف مواد الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية.. ومن ثم بالتأكيد الإعلام، بمختلف وسائله وأدواته، الذى نعترف أنه أحيانا يكون مرتعا خصبا لحوارات الطائفية وقضايا الفتن. لذلك، من الضرورى أن يتحمَّل الجميع مسؤولياتهم الحقيقية، سواء الحكومة أو أجهزة الداخلية أو مؤسسات التعليم، وكذلك الأسرة والمجتمع والإعلام..

الجميع شركاء فى مواجهة خطر الفتنة، وضرورة محاربتها، بكل الوسائل، أيا كانت، فما حدث يجرنا لتوقع الأسوأ، وعلينا أن نعيد النظر بالكثير من القوانين، سواء بتطبيقها أو عدم تطبيقها، وبالأفكار السلبية والهدامة التى تبث سمومها عبر وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة،وبات من الضرورى التصدى لها بشكل حازم.

إن ما حدث لا يستدعى ردة فعل عاطفية فحسب، بل من الضرورى أن تكون هناك خطوات وإجراءات حازمة ورادعة لمواجهة هذا التطرف، وإن كان هناك تقصير فى ما مضى أو تسويف أو تردد فى تنفيذ بعض المشاريع التى تعزز مفاهيم الوحدة الوطنية، فالوقت الآن هو وقت الحاجة، وليس وقت الرغبة. إننا فعلا بحاجة إلى الكثير من الجهد فى مواجهة هذا التطرف البغيض، بمشاركة الجميع، باختلاف طوائفهم ومذاهبهم وميولهم الفكرية والسياسية. إننا بحاجة إلى وجود مناهج وطنية مستمرة، لا تأتى كردة فعل على الأحداث فحسب، لكننا مطالبون بأن نوجد برامج وطنية واجتماعية، وأن تتضاعف اليقظة الأمنية، ويتم التشديد عليها من كافة النواحى.

حفظ الله الكويت وأهلها، وهى مستهدفة اليوم من قِبل تيارات الإجرام والبغض، مستهدفة بأعز وأقوى ما تملك، وحدتها الوطنية، التى قبل 25 عاما راهن الغازى المعتدى أنه يستطيع احتلال الكويت فعجز وقهرته..

هذه الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعى المتداخل صعب المنال والتفكيك، هو من سيهزم الإرهاب، بفضل حكمة القيادة السياسية، ومحبة الشعب لبعضه.. سينهزم الإرهاب ويندحر وتبقى الكويت سالمة. إن وجود سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد فور تلقيه خبر الحادث البغيض فى موقع الانفجار بعد دقائق معدودة، وكذلك سمو ولى العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، دليل قاطع على أن القيادة السياسية لا تتهاون أو تتوانى فى الوقوف صفا واحدا فى مواجهة الإرهاب، بل وفى الصفوف الأولى لقيادة المجتمع ككل، ليشكل سورا منيعا للكويت يصد أى معتدٍ غادر.. هذا السور هو ذاته الذى حمى الكويت على مرِّ السنين، وفى مواجهة كافة الفتن والمصائب، وهو الذى يحميها اليوم.

بإذن الله تعالى، ثم بفضل قيادتها الحكيمة، وشعبها المتجانس والمنسجم بتركيبته الاجتماعية الصلبة. لقد رأينا أعين الكويتيين جميعهم تدمع، وقلوبهم تنفطر، وأياديهم ترتفع بالدعاء إلى الله، عز وجل، أن يحفظ الكويت وأهلها، وأجسادهم تتجه طواعية لبنك الدم والمستشفيات للتبرع بالدم، أو التطوع بأى عمل من الممكن أن يساهم بتخفيف المصاب الجلل. نسأل الله العلى القدير أن يحمى الكويت وأهلها، ويحفظها من كل شر أو سوء يدبر، وأن يتغمَّد الشهداء بواسع مغفرته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يشفى المصابين ويحفظهم من كل سوء.. إنه سميع الدعاء.



Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

المقاولون العرب يقترب من ضم ثنائي كهرباء الإسماعيلية في الميركاتو الصيفي

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025


للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025


أخبار × 24 ساعة.. الإسكان: طرح كراسات شروط حجز 113 ألف شقة 15 يوليو

أيمن الرمادى: القبانى أخطأ فى تصريحاته ضدى وأنا مش زعلان منه

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

الزمالك يكرم أيمن الرمادى بعد التتويج بكأس مصر

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

منتخب 20 سنة يواصل برنامجه التدريبى.. ونبيه يشيد بالروح الجديدة

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

الخارجية الأمريكية: ترامب متفائل بشأن التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة

بطل من الحماية المدنية.. يصر على عدم النزول من السلم حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

استمرار التسجيل فى مسابقة دولة التلاوة عبر منصة وزارة الأوقاف حتى 8 أغسطس.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى