ابن الدولة يكتب: التفجيرات فى كل مكان وأوروبا ليست بعيدة عن الإرهاب.. العمليات الإرهابية لا تستثنى أحداً.. والدول الكبرى ليست بعيدة بل هى فى قلب استراتيجيات التنظيمات التكفيرية

ابن الدولة
ابن الدولة

نقلا عن العدد اليومى...


من الشرق للغرب، الإرهاب يتمدد ويتسع، لا فرق بين إرهاب طائفى وآخر انتحارى، كله تخريب باسم الدين، والإسلام منه براء، وخلال يوم واحد كانت أيدى إرهاب تنظيم داعش تفجّر فى ثلاث قارات.. فى الكويت نفذ تنظيم داعش الإرهابى تفجيرًا بمسجد للشيعة، أسفر عن أكثر من 30 قتيلًا وعشرات الجرحى. وفى تونس نفذ الإرهابيون هجومًا على فندق سياحى بمدينة سوسة، فقتلوا حوالى 30 فى هجوم يتوقع أن يؤثر على السياحة التى تشكل أحد أهم أعمدة الاقتصاد التونسى، ويتوقع ارتفاع أعداد الضحايا. وفى اليوم نفسه اقتحم متطرف مصنعًا للغاز قرب ليون، شرقى فرنسا، وفجّر بعض الأنابيب قبل اعتقاله، مما أدى إلى مقتل شخص عثر على جثته مقطوعة الرأس قرب الموقع، وإصابة شخصين بجروح طفيفة، وقد فشل الإرهابى فى تفجير المصنع كما كان ينتوى، لكنه مثل إنذارًا لفرنسا وأوروبا بأنهم ليسوا بعيدين عن أيدى الإرهاب، ولن يفيدهم كثيرًا الصمت، واعتبار الإرهاب فى الشرق الأوسط بعيدًا عنهم. كان هذا بعد يوم واحد من مجزرة نفذها «داعش» ضد المدنيين فى عين العرب، قتلوا فيها 150 شخصًا، استمرارًا للمذابح التى ينفذها التنظيم.

الإرهاب فى ثلاث قارات، ويتخذ أشكالًا مختلفة، لكنه فى النهاية يصب فى اتجاه واحد، فالعملية الانتحارية ضد مسجد الشيعة فى الكويت تبدو امتدادًا لتفجير مسجد للشيعة بالمنطقة الشرقية بالسعودية بنفس الأسلوب، ووقت صلاة الجمعة. لا فرق أمام «داعش» بين مسلم شيعى ومسيحى وإيزيدى وسنى، وضرب السياحة فى تونس، والذى يتكرر فى سوسة، حيث سبق أن هاجم إرهابيون المتحف فى عملية فشلت وخلفت جرحى وقتلى، وهو ما يوضح كيف تمت صياغة وتوجيه هذه التنظيمات التى ترفع رايات الإسلام، بينما تحمل أكثر الأفكار انحطاطًا وتخلفًا، لأنها تسعى لضرب الاقتصاد فى الأساس، بما يسهل لها جوًا من الفوضى يساعدها على النمو وسط حالة الفوضى.

وقد رأينا كيف وجدت التنظيمات الإرهابية الدعم والتمويل فى البداية من الدول الأوروبية، واكتشفت هذه الدول أن التنظيمات تجند مواطنيها من المسلمين للانخراط فى العمليات الإرهابية، وليس للقتال من أجل الحرية كما يزعمون. وقد كان واضحًا فى سوريا وليبيا أن هناك دولًا وأجهزة تقدم الدعم لـ«داعش» و«النصرة» بزعم مواجهة النظام المستبد، لكن السوريين اكتشفوا تدفق مقاتلين من أنحاء العالم إلى سوريا والعراق. وفى ليبيا تكرر الأمر، وتحولت ليبيا إلى دويلات متصارعة، تغيب عنها السلطة المركزية، ويرفض التنظيم أى تقوية أو دعم لسلطة الدولة فى ليبيا لأنها تطرد هذه التنظيمات التى لا تنمو إلا فى وضع فوضوى.

تصورت أوروبا أنها بعيدة عن الإرهاب الشرق أوسطى، لكنهم يجندون الشباب الأوروبى لتنظيم داعش الذى يرتكب كل الجرائم، وربما تفيق أوروبا يومًا على كارثة ينفذها تنظيم داعش، مثلما حدث فى 11 سبتمبر 2001، فقد صنعت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة قبل أن ينقلب عليها، وينفذ ضدها عمليات فى سفارات أو حتى داخل الولايات المتحدة نفسها.

لقد كانت مصر سباقة للتحذير من التهاون مع الإرهاب فى المنطقة، وأنه لن يستثنى أوروبا أو أيًا من دولها التى تمنح الدعم والحماية للإرهابيين عمدًا أو من دون معرفة، لكن الإرهاب سوف يصل إلى هذه الدول ما لم ينتبه العالم للخطر الواضح، ولا يتصور العالم أن هناك دولة بعيدة عن خطر الإرهاب الذى أصبح عابرًا للقارات

اليوم السابع -6 -2015


موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: من الذى لا يريد البرلمان؟ الأحزاب تقاعست كالعادة وتشاغلت ولم تقدم مقترحاتها وتهدد طوال الوقت بمقاطعة الانتخابات مع أنها لا تمتلك مرشحين يمكنهم النزول فى كل الدوائر

- ابن الدولة يكتب: سر صندوق "تحيا مصر".. الجميل فى تبرعات صندوق تحيا مصر أنها حققت ولأول مرة منذ فترة طويلة هدف أن تذهب هذه التبرعات خالصة إلى جيب ومصلحة المواطن المصرى

- ابن الدولة يكتب: ملف التعليم فى يد الرئيس.. صبر الرئيس طويلا على الحكومة وتكلم أكثر من مرة عن تطوير المناهج ويبدو الآن أنه ضاق ذرعا بكل هذا التأخير وقرر أن يمد يده بنفسه

- ابن الدولة يكتب: على الطريق الصحيح.. مؤشرات الاقتصاد المصرى فى تحسن مستمر وهو ما تؤكده تقارير مؤسسات التصنيف الائتمانى الدولية

- ابن الدولة يكتب: الذى فضحه أحمد منصور.. الانكسار الإخوانى سببه صدمة الجماعة مما حدث فى ألمانيا.. وهل عرضت قطر فعلا على مذيع الجزيرة جنسيتها لإخراجه من المأزق؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اعتماد حركة مديري ووكلاء مديريات الشئون الصحية بمحافظات الجمهورية لعام 2025

رابطة الأندية تحدد موعدين للسوبر المصري وتنتظر الحسم من اتحاد الكرة

استمرار عقوبة خصم الـ6 نقاط للانسحاب بالموسم الجديد وتغليظ الغرامة المالية

خبير يصف العنب بـ"الطعام الخارق" لاحتوائه على 1600 مركب يعزز صحة القلب والمخ

الاحتلال الإسرائيلى يسلم مفتى القدس قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع


تنسيق الجامعات 2025.. 92 كلية ومعهدا للحاسبات والذكاء الاصطناعى

مصر تواصل دعمها المتكامل للقضية الفلسطينية.. جهود إنسانية وسياسية متواصلة بشهادة قادة الأحزاب.. الشهابي: القضية الفلسطينية ستظل أولوية كبرى.. عبدالعزيز: الدولة المصرية أثبتت التزامها العميق بدعم الشعب الفلسطينى

وزير الكهرباء يتفقد موقع إصلاح العطل المتسبب فى انقطاع التيار بالجيزة

مصدر دبلوماسي ينفي لـ"اليوم السابع" اقتحام السفارة المصرية فى ليبيا

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة بـ71 معهدا للشعبة التجارية بدائل للكليات


تنسيق الجامعات 2025.. اجتياز اختبارات القدرات لا يعنى قبول الطالب بالكلية

فتوح يخوض تدريبات منفردة خارج الزمالك بعد أزمة الساحل

جدول امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى.. تعرف على موعد بدء الاختبارات

بوابة تظلمات الثانوية العامة 2025.. إتاحة التظلم على النتيجة إلكترونيا

لأول مرة.. اختبارات علمية لتحديد ميول وقدرات الطلاب قبل اختيار المسار الدراسى

العليا لاختبارات القدرات تهيب بالطلاب سرعة تسجيل الرغبات عبر موقع التنسيق

سفاح المعمورة.. 3 فرص قضائية تنتهى أمام محكمة النقض

بعد نفقة وطعن وحجز.. ممتلكات إبراهيم سعيد تعود إلى صاحبها.. التفاصيل

الطقس اليوم.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 41 درجة وأسوان 46

قانون الإيجار القديم يحدد حالتين ترد فيهما الشقة للمالك فورا.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى