حديث المصالحة مع الإخوان

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم :كريم عبد السلام
ذهب البعض إلى أن نجاح الأجهزة الأمنية فى القبض على قيادات الإخوان غزلان والبر ووهدان خلال الأيام الماضية يفسح الطريق أمام قيادة جديدة للجماعة تعطى الدولة ما تريده فى عملية مصالحة مقبلة، تحتاجها الدولة الساعية لاستقرار اقتصادى وأمنى وسياسى وتحتاجها الجماعة التى يتهددها خطر الزوال بصورة غير مسبوقة منذ إعلانها قبل ثمانين عاما أو يزيد.

وذهب البعض الآخر إلى أن انحياز الدولة المصرية لتيار فلول مبارك دفعها لفتح جبهة ثانية مع التيارات المدنية والثورية بما يهدد شعبية النظام بالتآكل البطىء، ويجعل من احتمال تكرار 25 يناير أو 30 يونيو أمرا ممكنا، إلا إذا استبقت الدولة المصرية الزمن بمصالحة مع التيارات المدنية والثورية بإقصاء رموز الدولة العميقة وفلول مبارك فى المفاصل الحاكمة أو بمصالحة مع الإخوان لتبريد الأجواء واحتواء التيارات المدنية والثورية للأبد، وإن كان الاحتمال الثانى هو الأقرب.

والحق، أن من يتصور جلوس ممثلى الدولة المصرية للتفاوض مع قيادات الإخوان فى الداخل أو فى التنظيم الدولى مباشرة أو عبر وساطة السعودية وغيرها من دول الخليج وثيقة الصلة بمصر، واهم وقصير النظر، لسببين، أولهما أن تاريخ الدولة المصرية منذ تدشين جماعة الإخوان بمعرفة سلطات الاحتلال الإنجليزى فى عشرينيات القرن الماضى وحتى الآن لم يشهد أبدا ما يسمى بمفاوضات الدولة أو النظام مع ميليشيا أو جماعة من منطق الندية، فعندما أراد عبدالناصر إقصاءهم وتجفيف منابعهم فعل، وظلوا فى مخابئهم حتى استدعاهم السادات لضرب اليسار وسار مبارك على نهجه، وسمح لهم بالانتشار فى النقابات وعلى مستوى القواعد.

السبب الثانى، أن جماعة الإخوان لا تملك القرار فى التسخين أو التبريد، فى التخريب أو المصالحة، قرارها يخرج من مكاتب الأجهزة المعنية فى واشنطن وبرلين ولندن، وتعبر عنه دول مثل تركيا وقطر، ولذا فالمناورة والحوار والتفاوض لا يكون مع الشاطر أو بديع أو محمود عزت أو حتى أردوغان إذا وضعنا التنظيم الدولى فى صناعة قرار الجماعة بمصر، لا، القرار سيصدر بالتبريد عندما يحسم السيسى الموقف المصرى مع أوباما وبوتين، وعندما يتم استيعاب أمواج الصراعات التى تهدد الأمن الإقليمى للدولة المصرية من جميع الجهات، وعندما تستطيع القاهرة أن تظهر ما يمكن أن يردع طهران أو يغريها بالتعاون.

فى جميع الأحوال، الإخوان غاربون ساقطون زائلون، لكن فى أى مدى زمنى؟ هذا هو ما تسعى الدولة المصرية لحسمه لتقليل الخسائر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يؤكد اهتمام مصر بالتنسيق مع الصين بشأن ملف مبادلة الديون

رئيس مجلس الدولة الصينى: الرئيس السيسي صديق عزيز لبكين ويحظى دائماً بترحيب بالغ

الداخلية تضبط 166 قطعة سلاح و 339 قضية مخدرات خلال 24 ساعة

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس


5 قرارات مهمة من النيابة العامة لكشف تداعيات حريق سنترال رمسيس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

رئيس الوزراء يستعرض جهود جهاز حماية المستهلك خلال شهر يونيو الماضى

مقتل وإصابة 3 جنود فى انفجار شمال شرقى كولومبيا

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على


سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد

طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى