زواج السلطة والثروة قمة الفساد!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم : كرم جبر
الفساد مثل فيروس «سى» يتسلل متخفيا مثل الشبح، ويتم رصده من الأجسام المضادة المحيطة به، والأهم من اكتشافه أن تنجح الدولة فى توفير العقار الذى يقضى عليه، لأن القصة معقدة وتختلط فيها الثروة بالسلطة، بالنفوذ، بالنفوس الضعيفة، وأياد مرتعشة تخاف من التصدى والمواجهة فينكل بها الفاسدون، وهنا مربط الفرس وأصل الحكاية، وطوابير طويلة من رجال الأعمال يحصدون خيرات الوطن دون دفع حقوق الوطن، بل يبحثون عن المزيد.

توحش الفساد ينبع من قوة الفاسدين، فهم يستطيعون شراء الذمم والضمائر والألسنة والأقلام والفضائيات، ويجدون متطوعين وبالأجر يدافعون عنهم ويحاربون معاركهم وينكلون بمن يحاول الاقتراب منهم.

فى الأنظمة المنغلقة يعرف الناس أسرار الفساد ويخافون من البوح بها، فتنتشر الشائعات التى تضرب الشرفاء والأبرياء مع الفاسدين والمرتشين، أما فى مصر فالمشكلة عكسية وتنطلق الاتهامات بسرعة الصاروخ وتسير الإجراءات ببطء السلحفاة، فتتحول العدالة من ناجزة إلى مؤجلة، ويأخذ الفاسدون هدنة مريحة يعيدون فيها ترتيب أوراقهم والتلاعب فى أدلة اتهامهم، ويخرجون مثل الشعرة من العجينة كما يقول المثل.

والحل: الشفافية التى هى بنت الديمقراطية، والاثنتان لا تُمنحان بالقوانين والإجراءات، وإنما بتهيئة الأجواء لنظام ديمقراطى حقيقى، يكشف ولا يخفى ويتجرأ ولا يخاف، فهل نحن على استعداد، مثلا، لترسيم الحدود بين السلطة والثروة وفض الزواج غير الشرعى بينهما، والاستفادة من تجربة الماضى القريب، حيث كان المكوشون عى خيرات البلد وثمار التنمية فى سنوات حكم الرئيس مبارك، هم أول القافزين من السفينة عندما تعرضت للغرق، وتنقلوا فى سلاسة وبجاحة من حضن الإخوان إلى ميادين 30 يونيو؟ وغيروا هوياتهم وأسماءهم وألسنتهم ووجوههم، جريا وراء السلطة أينما تكون.

يقول المثل «إذا أردت أن تنظف سلم بيتك ابدأ بالدرجات العليا»، يعنى من الكبار وأصحاب المناصب والنفوذ الذين يجب أن يكونوا القدوة والمثل، وأن تطبق القوانين على الملياردير قبل الموظف الغلبان، وأن يكون السادة الوزراء قدوة ومثلا، فلا يتكالبون على دخول البرلمان هم ورجال الأعمال، حتى لا يتم توظيف السلطة لخدمة الثروة، وهى لا تقل خطورة عن توظيف الأديان، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إهمال الصيانة كلمة السر فى اشتعال النيران بمحطة محولات العاشر من رمضان والورديان.. وزير الكهرباء يغادر منفعلا بسبب الإهمال بالمحطة.. وتجاهل صيانة "مغير الجهد" وراء الانفجار.. وفتح تحقيقات مع المسؤولين

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

الداخلية تضبط 166 قطعة سلاح و 339 قضية مخدرات خلال 24 ساعة

الأهلى يدرس التراجع عن ضم ظهير أيمن.. والقرار النهائى لـ ريبيرو

موعد جلسة الاستماع لمسئولى الزمالك فى شكوى النادى ضد زيزو


ضبط عناصر شديدة الخطورة بحوزتها مخدرات بقيمة 94 مليون جنيه

أحمد السقا ناعيا سامح عبد العزيز: اللهم ارحمه واغفر له

قيس سعيد: نعمل على استرجاع الآثار المنهوبة ومهرجاناتنا لا تفتح أبوابها إلا لمتبنى الفكر الحر

5 قرارات مهمة من النيابة العامة لكشف تداعيات حريق سنترال رمسيس

يسرا تنعى المخرج سامح عبد العزيز وتعتذر عن عدم حضور الجنازة لهذا السبب


محمد هنيدى وشيكو وإدوارد ينعون سامح عبد العزيز: ربنا يصبرنا على فراقك

نقابة المهن السينمائية تنعى المخرج سامح عبد العزيز: ندعو له بالرحمة والمغفرة

الانبعاثات الكربونية شبح يهدد أوروبا.. زيادة الحرائق بسبب موجات الحر يؤدى لتكاثف الغازات السامة فى الغلاف الجوى.. ومساعٍ لخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040.. وارتفاع درجات الحرارة يهدد حياة الآلاف

سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد

هالاند يتصدر أغلى 10 لاعبين انضموا إلى البريميرليج دون اللعب فى إنجلترا

طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

وداعًا للقلق والتوتر.. طلاب الثانوية العامة ينهون اليوم آخر الامتحانات

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى