محمد خالد السباعى يكتب: كوابيس

شخص نائم - أرشيفية
شخص نائم - أرشيفية
لم يكن تركك للواقع بظلمه وهروبك منه بالنوم إلا بحثا جديدا للغوص فى ظلام لا هروب منه، لأنك هذا المرة لم يفرض عليك الواقع ظلمه بل أنك من تنسج خيوط الظلام بعقلك الباطن لتصور لنفسك "كوابيس "....

الليل، وقت النوم لبعضهم، وقت الحب للبعض الآخر، وقت السمر للكثير، ولكن بالنسبة إلى ما هو إلا الوقت الذى استعد فيه لمواجهة كابوسى اليومى، أسرارى التى لا استطيع أن أفصح بها لأى شخص، عيوبى التى فاقت ما امتاز به، عادة ينتهى الكابوس بقتلى ولكن الليلة الماضية كان مختلفا، لقد ظللت مقيدا لساعات ،ثم بدا لى أن هناك شخصا يقترب، لم اكن اعلم انه وسيلتى للهروب من هذا المكان، بعد أن فك قيدى لم ينطق سوى بكلمات مبهمة، باتت وكأنها تعاويذ لا اعلم ماذا كان يقصد بها، ولكنى شعرت بالخوف، بدأت بالهرب، أجرى.... واثناء هرولتى وجدت نفسى عند نقطة البداية من جديد وامامى هذا الرجل، فاسرعت اكثر ولكن للمرة الثانية اعود من حيث بدأت، لم افهم..ان كان يريد بى شرا فلم فك وثاقى وان كان خيرا لم لا يرد ولما يبتسم;كأنه يشعر بالراحة كلما ازددت تحيرا، لم اعد افهم ما يدور حولى، ولم تكن صرختى قد اخترقت الكابوس فقط ولكن منها ما هرب معى للواقع..

أصبحت أهاب النوم لمعرفتى بما سألاقيه داخل هذا المكان، ولكن حتما سأنام وعلى الرغم من خوفى من هذا إلا أننى فى شوق إلى تفسير كل هذا.

هذه المرة لم أكن مقيدا بل أننى طليق ومازال الرجل ينطق بتعاويذه، بل لاحظت أن اسمى قد اندرج فى جزء منها، شعرت بالخوف ولكنه توقف فجاة واقترب منى وقال "إن الراحة تكمن فى الرضا، فإن لم ترضى ستظل تعدو وتعدو ولن تنل من الدنيا غير ما هو مقسوم لك "، وابتسم، هنا علمت انه لم يكن هناك كوابيس قط ولكنها كانت دائما انعكاس لما يدور بداخلى من تخبط وسخط، الجرى بقوة والعودة إلى نفس المكان من جديد حتى التعاويذ التى كان يرددها الرجل كانت دائما كلام سخطى على ما حولى ولكن كانت مختلفة، كان ينطقها بطريقة معاكسة للحروف مما صعب على فهمها، حتى اختيارى للمواقف فى الكوابيس، فى البداية كنت أموت لأنى دائما وبعد الصراع يتملكنى الياس ولكن فى هذا اليوم قد اخترت الطريق، الوسيلة التى تجعلنى ابدأ فى تقبل الامر والرضا بما هو مقسوم لى وصورت هذا بصورة شخص يكون انعكاس لى، بل أشعر أنه سيكون أنا بالفعل ولكن فى لحظة رضا.

الكابوس الأكبر هو عنادك وتحدٍ مثير للشفقة خَلَقته بذاتك لتواجه قدرك وتحاول تغيير ما كتب بيد الرب ولكن أعلم أنه مهما حاولت فانك ستواجه هذا القدر لا محالة وما سيجعل الأمر أسهل هو رضاك به.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يتفقد عددا من المشروعات الجارى تنفيذها بحدائق العاصمة

الشباب والرياضة تنسق مع نادي بيراميدز الحضور الجماهيري في نهائي أبطال أفريقيا

المحكمة الاقتصادية ترفض دعوى حفيدة نوال الدجوى بشأن أسهم "دار التربية"

صندوق التمويل العقارى: بدء إرسال رسائل نصية بأولوية التقدم لـ سكن لكل المصريين 5

عماد النحاس مستمر فى جهاز ريفيرو بالأهلي ورحيل شوقي ويانكون


نتنياهو: موافقتنا على مقترح ويتكوف لا تعنى قبولنا بوقف الحرب

الرمادى يفاضل بين حسام أشرف والجزيرى لقيادة هجوم الزمالك أمام فاركو

الحكومة الإسرائيلية توافق على مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار بقطاع غزة

وثيقة ويتكوف: مصر وقطر وأمريكا ستضمن استمرار وقف النار لمدة 60 يوما

ربوت المرور بالعاصمة الإدارية مزود بتقنيات حديثة لرصد السرعات الجنونية.. صور


خلدون المبارك: تأثير مرموش على أداء السيتي كان فوريًا وهو لاعب ممتاز

دموع أحرجت العالم.. لحظات مؤثرة بمجلس الأمن بسبب أطفال غزة.. صور وفيديو

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا

صراع الهداف.. إمام عاشور يترقب مشاركة ناصر منسى مع الزمالك

4 دول أوروبية تدعو لقبول فلسطين كعضو كامل العضوية بالأمم المتحدة

الحكومة: الامتحانات مستمرة وفق مواعيدها خلال إجازة عيد الأضحى

خفة دم "كتاليا عاشور" تخطف الأجواء في ليلة تتويج الأهلي بالدرع الـ45.. فيديو

استشهاد وكيل إدارة المرور فى حادث مرورى بطريق وادى النطرون العلمين

رابط نتيجة الصف السادس الابتدائى بالقاهرة

نموذج استرشادى لامتحان مادة اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الإعدادى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى