"تحت السيطرة" يحاكى الواقع ويفضح فساد وعنف مصحات علاج الإدمان

نقلا عن العدد اليومى...

اعتمد تامر محسن، مخرج مسلسل «تحت السيطرة»، على حقائق موثقة ليخرج من خلالها المسلسل بشكل قريب من الواقع، خاصة أن العمل يناقش قضية مهمة تمس فئة موجودة فى مجتمعنا، هم المدمنون، فكما قام المخرج بالتعرف على مدمنين متعافين وعاش معهم خلال تصوير المسلسل، وعقد التعديد من الجلسات معهم برفقة فريق عمل المسلسل، ليستطيعوا تجسيد ما مر به هؤلاء المدمنون فى جميع مراحل إدمانهم وصولًا للتعافى.

واستشهد تامر محسن بحقيقة أخرى فى الحلقات الأخيرة من المسلسل، حيث جسد مأساة المدمنين الذين يتعرضون للضرب والإهانة فى مصحات علاج الإدمان التى تعتمد على هذه الطريقة غير الآدمية، وكانت أشهر هذه المصحات «الندى» التى تم إغلاقها بعد ذلك، هذا بعدما اكتشفت الجهات أن المسؤولين فى المركز يعاملون المدمنين أسوأ معاملة ويقومون بتعذيبهم، وهذا ما استطاع تجسيده الفنان الشاب محمد فراج خلال المشاهد التى ظهر فيها وهو بالمصحة التى عانى فيها من التعذيب بالكهرباء، وعدم النظافة، وعدم تناول طعام نظيف، وأيضًا طريقة النوم غير الآدمية فى غرفة صغيرة بها أكثر من 50 شابًا على الأرض، وكما صرحت من قبل كاتبة المسلسل مريم نعوم فإن الواقع أكثر حدة من أحداث المسلسل، وبالفعل هذه حقيقة، حيث حاول المخرج تامر محسن تبسيط المشهد ولم يظهر كل أنواع التعذيب التى تعرض لها المدمنون فى مراكز التعافى من الإدمان، وأشهرها مركز «الندى».

كما استطاع المخرج تامر محسن أن يظهر مدى التأثير السلبى الذى يتعرض له المدمن خلال وجوده فى مثل هذه المصحات، فبالعكس هم يخرجون منها للأسوأ، ويعانون من الروح الانتقامية، وهذا ما فعله على الروبى «محمد فراج»، حيث انتقم من المسؤول عن المصحة وفعله فيه كما كان يفعل معه، وهو تعذيبه بالكهرباء وتبوله وتبرزه على ملابسه. المسلسل كذلك يعد من أوائل الأعمال الدرامية التى دخلت عالم الإدمان، وطرق التعافى منه، سواء من خلال مستشفيات الدولة، وطارق يجسده أحمد وفيق الذى ذهب إلى مستشفى قطاع عام، حيث المدمنون ملقون على الأرض أو على أسرة متجاورة، وهناك مستشفيات ومراكز خاصة مثل التى عولجت فيها «مريم» و«هانيا»، إضافة إلى التركيز على الاجتماعات التى يجلس فيها المدمنون ليروى كل واحد فيهم تجربته.

«تحت السيطرة» قام ببطولته عدد كبير من الفنانين، منهم نيللى كريم، وظافر العابدين، وأحمد وفيق، وهانى عادل، ومحمد فراج، وجميلة عوض، تأليف مريم نعوم، وإخراج تامر محسن، وإنتاج العدل جروب.