محمد خالد السباعى يكتب: الفرق بين الفرح والحزن "لحظة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
الفرق بين الفرح والحزن لحظة، وبين النجاح والفشل لحظة، وبين الحب والكره لحظة، ولكن أصعب اللحظات هى التى ما بين الموت والحياة..

اليوم موعد عملية سيجريها من الممكن أن تعيده للحياة أو تودى بحياته إلى الابد، طَلَبَ الدعاء على الاستحياء، كيف لرمز قوة وصلابة أن يطلب من كل عرفهم الدعاء له، لكن اليوم لا تنفع القوة وكل ما ينفع هو الدعاء ...

المستشفى بجدرانها البيضاء التى يقال أنها كذلك لتبعث الطمأنينة داخل المرضى ولكن عند مروره بكل جدار يرى هذا البياض كفن ضخم، كل مدى يضيق عليه حتى يوصله إلى مقره الأخير ....

غرفة عمليات أشبه بورشة لتقطيع الحديد، ما كل هذه الأدوات المعدنية، وكيف لهم أن يستخدموا تلك الأدوات لتكون سببا فى تخلص أحدهم من الآلام، أصحاب الزى الأخضر يقفون منتظرين سباته بعد المخدر ولكن عينيه تتمسك بآخر نظرة له حتى أنه استخدم يديه لرفع جفناه ولكن خر الذراعين وخرت الجفوت وذهب الجسد فى سبات عميق....

الجميع بالخارج، منهم المتلهف لرؤيته ومنهم المستمر فى النحيب، والذى جاء لمجرد أن يكون قد حضر قبل الوفاة، والحامل لكتاب الله يتلو الآيات كأنه يتمنى أن تكون هى بأذن الشافى سبب فى تخفيف آلامه، ومنهم من ينظر إلى صوره ويتذكر كل لحظة معه، كل فى واد، ولكن ما لم يشغل بالهم قط هو أنه قبل أن تخر قواه كان شديد الاهتمام بمعرفة من أتى ومن تخلف عن المجئ، لقد كان يريد أن يقع بصره عليهم ولو لآخر مرة..
غرفة العمليات، الجراح يقبض مشرطه، هدوء يسود المكان، لا تسمع صوت سوى رنين الجهاز الذى يشير إلى أن هناك فى قلبه نبض، التحرك محسوب، والمساعدين متأهبين، والورم فى انتظار استأصاله، يتزايد النبض، يشير الجهاز إلى تسارع الانفاس، الوقت يمر ويتمالك الجراح أعصابه مع من حوله وتعود الحالة إلى الاستقرار من جديد ....

خمس ساعات أشغال شاقة داخل هذه الغرفة، بدون صوت، خمس ساعات ستحدد أن تكمل أم تخرج آخر نفس مع آخر دقيقة من تلك الساعات، وفى النهاية يخرج من يملك زمام الأمور بعد العلى القدير (الجراح) ويطلق رصاصة الرحمة أن الله قد مَنَ عليه بعمر جديد، فمن الواقفين من يهدأ ومنه من يتمسك أكثر بكتاب الله وينهال عليه تقبيلا ومنهم من يهرول على الباب لرؤيته من جديد، ويخرج محمولا على سرير نقال حتى يصل لغرفته ومع أول ضوء يصل لنظره يرى جميع من عرفهم حوله، وهنا يشعر أن هنالك فرصة جديدة لكى يعيش مع هؤلاء ما لم يعشه قبل الخمس ساعات الفاصلة فى حياته..

تذكر دائما أن أصعب اللحظات هى اللحظات التى تفصل بين الموت والحياة وليس فقط الموت بشكله المعتاد بل تفصل بين موت أشياء بداخلنا وإحيائها من جديد .

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جلسة أخيرة تفصل علاء عبد العال عن قيادة غزل المحلة الموسم المقبل

موعد تسجيل أحمد سيد زيزو في قائمة الأهلى وسفره إلى أمريكا

فصيل فلسطينى يطالب حماس بالعمل مع الوسطاء العرب للتوصل لهدنة بغزة

رئيس وزراء المجر: مواطنو دول الاتحاد الأوروبى يعارضون انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد

اتحاد الكرة يلزم الأندية بـ3 ضوابط قبل المشاركة فى البطولات الموسم المقبل


على طريقة ألعاب الفيديو.. إسرائيل تقتل فلسطينيا من ذوى الاحتياجات الخاصة.. فيديو

موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي فى افتتاح كأس العالم للأندية

مصرع وكيل نيابة إثر اصطدام سيارة ملاكى بسور محور 26 يوليو

الأهلى ضد إنتر ميامى.. هل يحضر ترامب ضربة البداية فى كأس العالم للأندية؟

الأرصاد تكشف تفاصيل الظواهر الجوية المتوقعة حتى الأربعاء المقبل


فيلم المشروع X لـ كريم عبد العزيز يحقق 36 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات

بعد جدل المحكمة الرياضية.. سألنا الـ"AI" مين بطل الدوري؟ اعرف الإجابة

هل ينجو المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين من المؤبد؟.. الاستئناف تحدد مصيره

محامي الطفلة ريتال: موكلتي تتماثل للشفاء والتحقيقات ما زالت مستمرة

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا

ريفيرو يبحث مع مسئولي الأهلي خطة الاستعداد لكأس العالم للأندية

الأضخم فى تاريخ المسجد الحرام وتسع مليونى مصلٍ.. تعرف على ثالث توسعة للحرم

الدولة لا تنسى أبناءها.. نقل جثامين المصريين بالخارج مجانا فى هذه الحالات

متهم يمارس السحر والشعوذة: أوهمت الضحايا أن أمراضهم ليست عضوية

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد الإنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى