محمد فودة يكتب.. عشت فى الجنة.. أيام عمرة رمضان

محمد فودة
محمد فودة
بقلم محمد فودة
كأن القدر فاجأنى بهذه الرحلة لأداء العمرة فى الثلاثة أيام الأخيرة، بل أحسست أنه ترتيب من الله عز وجل، إذ شعرت أننى فجأة فى الأراضى الحجازية، إحساس روحانى غريب كأن يقتحم كل مشاعرى، لا أعرف كيف أصفه ولا أعرف أيضاً كيف يمكن أن أحتويه.. لقد منحنى الله فرصة أداء العمرة أكثر من مرة.. بل مرات عديدة.. ولكن هذا العام كل شىء أصبح جديداً بصورة أدهشتنى.. فقد كان الزحام الشديد هذا العام كبيراً، لدرجة أننى لم أره من قبل حتى فى أيام الحج.. خاصة فى الثلاثة أيام الأخيرة من عمرة رمضان، وكذلك ليلة خاتمة القرآن الكريم.. ورغم قصر الرحلة فقد كانت ممتعة جداً.. وتيقنت أن الله سبحانه وتعالى ييسر لى كل خطوة، وكنت أنا وأصدقائى ممسكين بعضنا البعض فى رباط قوى.. لدرجة أننى كنت أشعر وأتأكد أننى تحولنا إلى شخص واحد.. بمشاعر واحدة وروح واحدة.. كم كانت هذه الأيام القليلة زاخرة بالمعانى العميقة، وكم كانت الساعات تتوالى كأنها تسابقنا وأسابقها، وأحاول أن أشدها حتى لا تجرى منى.. كل لحظة من هذه الأيام كانت مليئة بالدفء الروحانى والزخم الدينى العميق.. والتوغل فى أسرار هذه الأراضى المقدسة التى أبداً لا يمكن الوصول إلى مفرداتها وإلى معانيها، كم كانت هذه الرحلة السريعة موحية لى بكثير من المفردات الإنسانية الكثيرة، وكم كانت شديدة الثراء، بحيث إنها شدتنى إلى الماضى وجعلتنى أستجمع كل الذكريات بكل ما فيها من تضاد وتلاق وفراق للأحباب، حيث صورة أمى رحمها الله التى لن تزول من مخيلتى، وحيث صورة شقيقتى رحمها الله.. أحتوى هذه الصورة الجميلة وكأنى أراهما فى الجنة.. برغم مرورها سريعاً من أيام عيونى، وبرغم أنى أحاول أن أستعيدها وأثبتها فى حائط عمرى، كل لحظة كانت شديدة البهاء والبريق خاصة لحظات الطواف، حيث أحس معها أن جسدى كله يطير نحو روحانيات تتخلل كل خلاياى، وتنتفض بى نحو المجهول، حيث يتهيأ أمامى سر كأنه السر الأعظم.. أما ليلة الخاتمة أثناء دعاء الشيخ السديسى بالحرم المكى فهذا وحده كان كافياً، لأن يغسل روحى وكل كيانى.. كم كانت هذه الأيام زاخرة بالمعانى العميقة وكم كانت الساعات تتوالى كأنها تسابقنا وأسابقها، وأحاول أن أشدها حتى لا تجرى منى.. كل لحظة تسكن بداخل دمى، خاصة اللحظات الروحانية أثناء الطواف فى الكعبة.. كانت رحلة العمرة سهلة دافئة ولم أحس بأى نوع من الإرهاق.. بل كنت أحس أننى أطير من السمو النفسى والروحانى.. كم كنت هادئ النفس وراضى السريرة، وأحس أننى برغم كل الزحام والجو أننى أعيش فى أرض أخرى وسماء أخرى، وحياة جديدة تنبض بالأمل فى غد أفضل ملىء بالعبق الروحى.. مازلت أستمتع بهذا الكيان الذى سكن جسدى، لأنى أحس أنه ترتيب إلهى وليس ترتيبا بشريا، لهذا رأيت نفسى تنتقل إلى دنيا أخرى غير تلك الدنيا التى أعرفها.. زيارة غريبة غير كل عام.. وغير كل الزيارات السريعة إلى المدينة المنورة أو أرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حقاً كانت عمرة هذا العام مميزة كأنها أول مرة بالنسبة لى.. اغتسلت نفسى واغتسلت روحى واغتسل جسدى بهذا البريق الشفاف من الروحانية التى يملأ كل خلاياى، وتتمدد وتغير من كل ما بى.. وترتقى بأحاسيس وبنظرتى للناس بل لكل ما حولى.. بعد هذه الرحلة لم أعد أحتاج إلى أى شىء من الدنيا.. أتمنى من الله أن يتقبل عمرة هذا العام، وأن تظل كما أحس.. تعيش فى كيانى وفى كل خطوة من خطوات حياتى، وكأننى أعاهد نفسى أن تتغير كل ملامح خطواتى القادمة.. أعاهد نفسى ألا أعود إلى ما كنت أهرب منه.. وأهرب من كل ما كنت أنوى أن أعود إليه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة


مناقشة كتاب "عن المسرح سألونى" لـ عصام السيد بمكتبة مصر العامة

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

اعترافات المتهم بقتل زميله داخل مطعم فى كرداسة

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي


أحمد حداد يتعاون مع لطيفة فى "هوينا هوينا" ضمن ألبومها الجديد

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

3 شهداء فى قصف على مواصى خان يونس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى