شنودة فيكتور فهمى يكتب: ما بين التهوين والتهويل

ورقة وقلم - أرشيفية
ورقة وقلم - أرشيفية
لغوياً يفسر التهوين بأنه تخفيف الأمر وتبسيطه بمعنى تسهيله أما عن التهويل فهو المبالغة والتضخيم فى الأمور ليصل الأمر لحد التخويف والتهديد.

وما بين هذين المعنيين تتلخص بإيجاز حقيقة ما نعيشه فى مصر تلك الأيام.

فتختلط العديد من الأمور والقضايا التى هى بالأساس واضحة وضوحاً جليا.

لا يحتمل الخلط أو الخطأ وقد حُسمت أبعادها وجوانبها وآثارها المختلفة منذ سنواتٍ عدة.

إنها بالأساس قضايا مجتمعية مختلفة توارثتها أجيال عدة عبر سنوات تحولت فيها مصر من دولة ليبرالية منفتحة إلى دولة تبدو فى ظاهرها كذلك وأن كانت تعقدت فيها الأمور واختلطت حتى أصبحنا نبدو أحيانا بلا طعم أو رائحة.

إن المتأمل والباحث فى الشأن المصرى ليدرك حجم التغير الذى شهدته مصر مع مطلع القرن التاسع عشر على يد محمد على وانفتاحها على المجتمات الأوروبية حينئذاً.

بعدما عانت قرونا ظلامية فى غياهب العثمانيين والمماليك وإن كانت أكثر حظاً فى العصر المملوكى عن ما آلت إليه من جهل وتخلف مع العثمانيين وهو ما يحاول أحفادهم تكراره هذه الأيام.

ولأن إرساء قواعد الحداثة فى مجتمع شرقى كمجتمعنا المصرى يخضع لمؤثرات تقليدية قويه فإن المؤثرات الحضارية لا تبدأ إلا بعد أن تهدأ الحروب والثورات والصراعات.

ولا أريد أن أطيل فى تلك المقدمة والتى كان لابد منها حتى ندرك ما آل إليه حال أمتنا المصرية طوال الـ44 عاماً الماضية
فقد كنا نعيش خلال هذه السنوات على المظاهر فقط فى كافة مناحى الحياة.

فنتحول مع منتصف السبيعنيات إلى مجتمع الانفتاح دونما أن نملك صناعة قوية راسخة أو تجارة قائمة على منافع متبادلة حتى لا يختل ميزان المدفوعات.

كنا نشدو بالأغانى الوطنية فى كل المناسبات ونحن دون أن ندرى نهدر قواعد مواطنة بدعاوى التخلف والرجعية التى هبت علينا من خارج الوطن ووجدت من يساندها بالداخل فتطور إرهاب الفكر إلى ارهاب القتل والتفجير والاغتيالات، كنا نتظاهر كثيرا بالتدين الشكلى الخارجى الخادع بمظاهرة.
الكاذبة والصادم بجوهره الفارغ. والمسيس. والقائم على إشعال الوطن وتفتيته حتى كدنا بل وأصبحنا لا نخشى الله حتى فى أبسط تعاملاتنا اليومية.

استحدثنا مناهج تعليمية وكدسنا بها الكتب وعقول الأبناء كل فترة ونحن لا نضع استراتيجية واضحة لبناء عقلية علمية مصرية متطورة تواكب العصر وتكتشف المبدعين والمجتهدين من بناء الوطن بل تطردهم إلى الخارج بحثاً عن الفرص الضائعة داخل الوطن .

كنا نفتتح صروحاً طبية ومستشفيات كثيرة بالملايين تارةٍ والمليارات تارةٍ دون اهتمام بإعداد طبيب مؤهل تأهيلاً مواكباً للعصر وانما كنا اكثر جدارةٍ لاستقبال أصعب وأشد انواع الامراض من فيروسات واورام وفشل كلوى وكبدى.. وبالطبع كانت هذه النتيجه الطبيعيه لإهمال الرقابة على الغذاء والصحه بشكل عام مع فساد عقول وضمائر وذمم .

شيدنا قصوراً وابراجاً بتجريف أراض ومخالفات بناء ودون تخطيط علمى مدروس لإحداث توازن بيئى بين الريف والحضر.. ومن جانب آخر تركنا غول العشوائيات يتسرطن بين جنبات الوطن ويخرج لنا عالماً آخر من الجريمة، وغيره الكثير والكثير، وما بين التهوين والتهويل أضعنا الأكثر خلال تلك السنوات.
أما آن الأوان بعد كل ما مررنا به وبعد أن اكرمنا الله بالفرج بعد الشده وعبرنا بثورتين مُصقلين بخبراتٍ عدهَ.. وعرفنا حجم وقيمه وطننا الغالى.. أم أن الاوان أن نضع الامور فى نصابها الحقيقى ونخرج خارج اطار الدائره المفرغه العقيمه فما نملكه من خبرات حياتيه وحضاريه يكفى لبناء وطن يملك من مقومات التقدم والرقى كنوزاً لا تفُنىَ ولا تنضُب ولكن كل ما ينقصنا هو المواجهه والاراده مع تلك الحقائق . حتى نسير فى ركب الكبار وسوف نفعلها يوما.

ولتحيا مصر.. رغم أنف الحاقدين
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طلاب الثانوية يؤدون امتحان العربى والدين.. هدوء باللجان الامتحانية.. وزارة التعليم تتخذ إجراءات مشددة ضد محاولات الغش الإلكترونى.. وتحدد 24 إجراء استعدادا للعام الدراسى الجديد قبل انطلاقه 20 سبتمبر المقبل

فيضانات النيجر تقتل 23 شخصا وتشريد أكثر من 42 الف متضرر

اليوم.. الاجتماع الفنى لبطولة أفريقيا للشباب والناشئين لرفع الأثقال بأكرا

مؤسس المطبخ العالمي خوسيه أندريس يصل قطاع غزة لتقديم الطعام للسكان.. صور

وزارة التعليم: تسجيل غياب الطلاب يوميا بالعام الدراسى الجديد 20 سبتمبر


أقباط المهجر وصوم العذراء مريم.. الحفاظ على صيغ الصلاة القبطية مع ترجمة وشرح بلغة البلد.. حملات لإطعام الفقراء وتوزيع طرود غذائية على المحتاجين.. مدارس الأحد وجلسات الثقافة تلعب دورا فى نقل التاريخ للأجيال

شابات الطائرة يهزمن تونس فى ختام تحديد مراكز بطولة العالم

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

الدنمارك تسعى لزيادة الضغط على إسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني


"?In Whose Name".. وثائقي جديد يكشف التحولات الجذرية في حياة كانييه ويست

الطفلة سبين النجار تفقد القدرة على الحركة والتنفس بسبب التلوث ونقص العلاج فى غزة

طبيب الأهلى يكشف موعد مشاركة إمام عاشور في المباريات

مواعيد مباريات اليوم السبت.. السيتي يواجه ولفرهامبتون وبرشلونة ضد مايوركا

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

مانشستر سيتي يتسلح بـ عمر مرموش في معركة استعادة عرش الدوري الإنجليزي

30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

1500 فرصة عمل كأفراد أمن بمرتبات تصل لـ9000 جنيه.. اعرف التفاصيل

وزارة الصحة تخصص آلية لاستعلام المواطنين عن قرارات العلاج على نفقة الدولة

محمد عنتر يقود تشكيل المقاولون المتوقع أمام الزمالك في الدوري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى