د.عبدالجواد حجاب يكتب: ناصر كلنا بنحبك

فى ذكرى ثورة يوليو 1952م، ظهرت أمامى فجأة صورة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر مفجر ثورة يوليو التى ولدنا وترعرعنا تحت أعلامها وشعاراتها.

تذكرت الأغانى التى كنا ننشدها فى مدارسنا الابتدائية والإعدادية والثانوية وكان المقطع المفضل لدى هو عندما كنا نغنى ناصر كلنا بنحبك ناصر وهنفضل جنبك.

تذكرت كتاب ياولدى هذا عمك جمال الذى ألفه رفيق دربه الرئيس الراحل أنور السادات وتذكرنا صور الضباط الأحرار وكل واحد منهم ينفذ ما تم التخطيط له للقيام بهذه الثورة العظيمة وتذكرنا صور الدبابات فى شوارع مصر وهى تسير فى وسط كتل بشرية من أبناء الحالمين بالتغيير.

ناصر كان واحدًا من أبناء الفقراء دخل قلوب الشعب وحدد أهداف الثورة، وبدأ فى تحقيقها نتذكر الملك وهو يغادر على يخته من ميناء الإسكندرية تذكرنا صور انسحاب جنود الاحتلال الإنجليزى إلى بلادهم وبلا رجعة وتذكرنا خطاب عبدالناصر الذى أعلن فيه قناة السويس شركة مساهمة مصرية.

تذكرنا وضع حجر الأساس لبناء السد العالى الذى يعتبر أكبر إنجاز بشرى فى العصر الحديث وتذكرنا النهضة الصناعية وعلى رأسها مصنع الحديد والصلب.
إنجازات ناصر مهولة وعظيمة وعلى رأسها مجانية التعليم التى لولاها ما كنا أطباء أو مهندسين فتح الطريق أمام أبناء الفلاحين المعدمين ليثبتوا كفاءاتهم العلمية والعملية.

أيضا الإصلاح الزراعى وتطبيق أكبر عملية عدالة اجتماعية شهدتها مصر، حيث حدد الملكية بخمسين فدانا ووزع عقود الملكية الجديدة على الفلاحين المعدمين.

طبق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص فى كل المجالات فى المرتبات والأجور، وفى مجال التوظيف وفى مجال التعليم وفى مجال الصحة.

عبدالناصر كان ومازال أسطورة مصرية تاريخية إنجازاته لا يمكن إحصاؤها ولا يمكن تكرارها وكل من حاولوا التشبه به فشلوا لسبب بسيط وهو امتلاك الإرادة السياسية الصلبة التى تحطمت عليها أحلام ملك فاسد واحتلال غاشم وإقطاع مستغل وخونة وعملاء كثيرين.

عبدالناصر بشر بطبيعة الحال يخطئ ويصيب ولكن إنجازاته فاقت بكثير أخطاءه نعم كان يؤمن بفكرة القومية العربية التى تحولت إلى كابوس نعانى منه حتى اليوم نعم كان بؤمن بمساعدة حركات التحرر وبها تورطنا فى اليمن وبعدها نكسة يونيو 1967م.

نعم تأخر فى تطبيق الديموقراطية ولكن مصر لم تشهد أى انتخابات حرة ونزيهة، إلا فى عصر هذا الرجل عصر تميز بالنزاهة والنظافة والعدالة والمساواة.

من على هذا المنبر الحر أردت أن نؤدى تحية إعزاز وتقدير لروح هذا الزعيم الخالد زملاؤه الضباط الأحرار وأبطال قواتنا المسلحة مدرسية الوطنية والعطاء بلا حدود.
حفظ الله مصر.. حفظ الله جيش مصر