باحث صينى: حزب أردوغان يتحمل جزءا من مسئولية تنامى الشعور الدينى المتطرف.. شياو لين: مظاهرات أنقرة ضد معاملة الصين لمسلمى الأويغور سببها تقارير غربية كاذبة وأفكار حزب العمل التركى

مسلمى الايغور
مسلمى الايغور
تحت عنوان "العلاقات الصينية التركية والإشاعات المغرضة ضد الصين" كتب ما شياو لين، باحث وخبير فى شئون الشرق الأوسط، وأستاذ فى كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين مقالا يرصد فيه أسباب اندلاع مظاهرات مناهضة لحكومة الصين فى اسطنبول بعد تقارير تفيد بسوء معاملتها لمسلمى الأيغور فى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم، معتبرا أن أحد هذه الأسباب يرجع إلى الأفكار القومية التى روجها حزب العمل القومى اليمينى الذى وصفه بـ"المتطرف"، وهو ثالث أكبر حزب فى تركيا فى انتخابات شهر يونيو الماضى، محملا جزءا من المسئولية على عاتق حزب العدالة والتنمية.

فإلى نص المقال الذى حصل اليوم السابع على نسخة منه..


وقال ما شياو لين فى مقال: إن فى أوائل شهر يوليو الجارى اندلعت مظاهرات فى مدينة إسطنبول التركية احتجاجا على تقرير "سوء معاملة الحكومة الصينية لمسلمى الأويغور" المزعوم، ونصحت السفارة الصينية لدى أنقرة عقب ذلك المواطنين الصينيين المسافرين إلى تركيا بتوخى الحذر من المظاهرات وعدم الاقتراب من المتظاهرين. فقد تعرض مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين الذين اعتقدوا خطأ بأنهم من الصينيين للهجوم أمام أبرز المعالم السياحية قصر توبكابى، كما تعرضت بعض المحال والمطاعم الصينية للتحطيم.

إن تلك المظاهرات الاحتجاجية المناهضة للصين جاءت بسبب تقارير غربية كاذبة حول معاملة الصين للمسلمين من قومية الأويغور، التى تعيش بكثافة فى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم، وتم الإدعاء فيها بأن الحكومة منعتهم من العبادة والصيام خلال شهر رمضان المبارك. وانتشرت مثل هذه الأخبار والتقارير العارية عن الصحة على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعى منذ دخول شهر رمضان، مما أثار غضبا عارما واتهاما شديدا لدى بعض الناس على منع الحكومة الصينية الجماهير المسلمة من الصوم فى رمضان.

ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، حيث تفيد الأنباء بأن حكومة منطقة شينجيانغ عقدت اجتماعا خاصا قبل رمضان من أجل توفير كل الضمانات والتسهيلات لممارسة المسلمين الشعائر الدينية، كما دعت وزارة الخارجية الصينية المواطنين المسافرين إلى الدول الإسلامية إلى الاحترام الكامل للعادات والتقاليد الدينية فى هذا الشهر المبارك. وفى عيد الفطر المنصرم، شارك حاكم شينجيانغ أهل قومية الأويغور فى قضاء العيد وتناول وجبة الإفطار فى إحدى المدارس الدينية فى مدينة أورومتشى حاضرة شينجيانغ. وأدلى كثير من المواطنين المسلمين فى شينجيانغ وغيرها من المناطق الصينية بشهادات أمام وسائل إعلامية صينية وأجنبية على أن حريتهم فى الصوم لم تتعرض لأى تقييد من قبل الحكومة الصينية.

وتجدر الإشارة هنا إلى حقيقة هامة، هى أن اليوم الخامس من يوليو قبل ست سنوات قد شهد أعمال شغب شرسة فى شينجيانغ وأدت إلى مصرع 197 شخصا، لذا، لم يكن مفاجأة أن استغل بعض المتطرفين المقيمين فى تركيا هذه المناسبة بغية إحداث الفوضى فى نفس الفترة، خصوصا بعد أن انتشرت تقارير كاذبة عن "حظر الصوم الرمضانى".

لم تكن هذه الإدعاءات إلا إشاعات مغرضة لتقويض الوحدة الوطنية الصينية وتشويه صورة الصين، وذريعة قريبة فى المتناول لجأت إليها عناصر متطرفة لعرقلة المبادرة الصينية لبناء "الحزام والطريق"، التى ستدفع العلاقات بين الصين والدول الإسلامية ومنها تركيا بدون شك.

بالإضافة إلى ذلك، قد لاحظ المراقبون أن أحد أسباب اندلاع المظاهرات المناهضة للصين فى اسطنبول يرجع إلى التغيرات على البيئة السياسية الداخلية فى تركيا، حيث راجت الأفكار القومية حتى أصبح حزب العمل القومى اليمينى المتطرف ثالث أكبر حزب فى تركيا فى انتخابات شهر يونيو الماضى.

ينبغى على حزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يتبع السياسة الدينية المحافظة، تحمل المسئولية إلى حد كبير عن تنامى الشعور الدينى المتطرف فى الداخل، وصعود نفوذ حزب العمل القومى الذى اعتبر من المنظمات الرئيسية وراء المظاهرات المناهضة للصين فى إسطنبول.

يعيش فى تركيا حاليا أكثر من 200 ألف مواطن صينى من قومية الأويغور، الذين تتعامى الحكومة التركية عن مشاركة بعضهم فى النشاطات المناهضة للصين، على الرغم من إعلانها بشكل علنى عن عدم رضاها مما سيصنع الشقوق على العلاقات الصينية التركية التى حافظت على الاستقرار طوال السنوات الماضية.

تشترك الدولتان فى التعاون الوثيق فى الشؤون الدولية والإقليمية باعتبارهما من أعضاء مجموعة الـ20. وقد أصبحت تركيا قبل عامين عضوا شريكا فى الحوار لمنظمة شانغهاى للتعاون التى تعتبر الصين من مؤسسيها، وقررت فى مارس الماضى شراء الأنظمة الدفاعية الصاروخية الجوية الصينية "العلم الأحمر-9"، وفوق ذلك كله، من المتوقع أن ترتفع الزيارات الرفيعة المستوى بين الدولتين إلى ذروة جديدة فى العام الجارى.

لذا، على الحكومة التركية ألا تقف مكتوفة اليدين أمام المتطرفين المناهضين للصين، ولا ينبغى أن تكون العلاقات الثنائية بين الدولتين رهينة للإشاعات المغرضة، ذلك لأن هذه العلاقات تخدم فى المقام الأول المصالح العليا للدولتين والشعبين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لا تجف مياهها منذ 3 آلاف سنة.. سر البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك.. صور

تفاصيل إحالة لص الهواتف بالشرابية بأسلوب المغافلة للمحاكمة

باريس سان جيرمان "البطل" يختتم مشواره فى الدوري الفرنسي أمام أوكسير

المحطة الأخيرة.. زيارة ترامب للإمارات.. رسائل سياسية واتفاقيات مليارية تعزز 5 عقود من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. ترامب يتعهد بتخفيف معاناة غزة.. بن زايد: استثمار 1.4 تريليون بأمريكا خلال 10 سنوات

موعد مباراة مصر ونيجيريا لتحديد المركز الثالث بأمم أفريقيا للشباب


نظر استئناف ربة منزل على حكم إعدامها فى اتهامها بقتل زوجها فى الجيزة

اليوم.. انطلاق بطولة العالم لتنس الطاولة بمشاركة المنتخب المصرى

مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم السبت 17- 5- 2025

غزل المحلة يقرر توجيه الشكر لـ بابافاسيليو وجهازه المعاون عقب الهزيمة من الجونة

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة


إحالة عاطل للجنايات بتهمة حيازة مخدرات وترويجها فى التبين

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

تعرف على تطورات مفاوضات الأهلى مع الصفقات المحلية لتدعيم الفريق

محامى أسرة العندليب: مستعدين تقديم خطابها لأى جهة لفحصها وبيان صحتها

محمد صلاح يفتح أبواب ليفربول أمام دي بروين

وزير الدفاع الإسرائيلى يهدد باغتيال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثى

الحكم بالسجن 25 عاما على المتهم بمحاولة قتل الكاتب سلمان رشدى

أول فوج من الحجاج الجزائريين يصل مكة المكرمة

الأهلي يبحث مصير ميشيل يانكون بعد التعاقد مع ريفيرو لتدريب الفريق

مشروع قانون أمريكى جديد يسعى لتجريم المواد الإباحية على الإنترنت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى