ماجد كمال بدروس يكتب: فيس بوك - عداء أم تواصل اجتماعى؟

الفيس بوك أشهر وسيلة تواصل اجتماعية على الإطلاق بإجمالى مستخدمين فاق 1.44 مليار مستخدم، وهنا لن أتحدث عن فوائد ومزايا هذا الموقع العملاق ولكن سالقى الضوء على ظاهرة غريبة وهى هل فعلا نتواصل؟ وان كنا نتواصل فلماذا العدائية الشديدة فى التواصل ؟ حينما ينشر احد الاصدقاء - جدليا ً- منشور فإن الغرض الاساسى هو التواصل والمشاركة بغض النظر عن ماهيه التفاعل إيجابى ام سلبى إن التفاعل شئ خاص ليس لانى صديقك سأوافقك الرأى تماما ً وليس هناك غضاضة او إحتقار حينما أُجادلك، اذا ً فلماذا هذا العنف ؟ لماذا الغضب ؟ إن التواصل خارج نطاق العالم الرقمى يتواجد به كل المشاعر من موافقة ورفض وإعتراض فلماذا ردة الفعل تكون مبالغ فيها عند التعبير عن الرفض مثلا ً لمنشور معين والغضب بل واحيانا إزالة الرد إن لم تصل إلى مرحلة الإزالة من قائمة الاصدقاء . هنا يتبادر بذهنى الاختلاف بين الواقع والفيس بوك والاختلاف الجوهرى المتمثل فى أولا ً غياب التواصل البصرى الذى يعتبر أهم معايير التواصل على الاطلاق بما يحملة من قدره على إيصال الرسالة بإحترافية بالاضافة إلى غياب مشاعر التواصل عامة ثانيا ً هى الحساسية والشعور بالإحراج ليس بين الاثنين فقط ولكن فى عالم الفيس بوك يكون الإحراج عام بين كل الاصدقاء بين كل من يشاهد المنشور لذلك يلجاء الفرد إلى إزالة التعليقات الغير مرغوب فيها ومن هنا تكمن الازمة . هناك فرق إن تشاركنا حياتك اليومية ماذا تاكل ؟ ماذا تلعب ؟ إلى من تستمع ؟ وهنا تنتظر منى إن اضغط زر الإعجاب حتى ولو انى أكره ما تاكل ولا أحب رياضتك المفضلة او مطربك الحبوب، ولكن إن تشاركنى قضية ورأى فيجب عليك إن تستعد جيدا ً للنقد والمجادلة هذه سمة عامة ونظرية كونية او بالاولى إن تحتفظ برأيك ومشاركتك لنفسك ويكفينا منك إن نستمع إلى تفاصيل حياتك - المملة - على الاقل - بالنسبة لنا - ويكفيك إن تنتظر إن اضغط إعجاب . لسنا مقيدين او مجبرين لان نُعجب برأيك مثلما نحن مضطرين إن نقبل حياتك اليومية . هل تكفيك كلمة إعجاب إنها أسهل بكثير من إن اُكلف نفسى عنا البحث عن الحروف على لوحة المفاتيح لاكتب رأيئ فى منشورك انه اهون على من اكسب عدائك بكلمات بسيطة . تقبل الواقع وإقبل النقد وقبل إن تشاركنا شئ توقع انه لن يحوز إعجاب الجميع الا اذا كنت فتاة جميلة فقط هنا الإعجاب ليس للمنشور بل للفتاة .