محمد محمد السعيد عيسى يكتب: عفريت الشمس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
عندما كنت صغيرا فى سن السابعة من عمرى كنت معتادا على الذهاب مع أصدقائى كى ألعب لعبة البلى، وهى لمن لا يعرفها عبارة عن مجموعة من الكرات الزجاجية الملونة الصغيرة جدا يمسك كل لاعب بمجموعة منها ويتم تحديد على الأرض مكان صغير على شكل دائرة بواسطة طباشيرة ثم يضع كل لاعب بليتين أو ثلاثة فى الدائرة التى تسمى صينية ثم يتم تحديد خط الوقوف على بعد ثلاثة أمتار من الصينية. يقف كل لاعب ومعه بليته ليرمى بها بقوة تجاه الصينية وعندما يحدث التصادم بين بليته وبقية البلى الموجود فى الصينية يخرج عدد من البلى خارج الصينية وكل ما يخرج يصبح ملكا للرامى وهكذا.

كنا نستمتع كثيرا بهذه اللعبة على الرغم من بعض المنغصات التى قد تحدث نتيجة الشجار الدائم بين اللاعبين عن مشروعية الرمية هل كانت رمية صحيحة أم حدث غش من الرامى، ولكن كان أشد ما يحيرنا هو سرقة البلى من الصينية، كان معنا أحد الأولاد أطلقنا عليه اسم العفريت من شدة ذكائه وقدرته على التخفى ومهارته الكبيرة فى اللعب.

وفى أحد الأيام هجم علينا مجموعة من الأولاد من الشارع المجاور لنا وسرقوا كل ما معنا من بلى بالإكراه ولم ينفع معهم قوة أو عنف لأنهم كانوا أكبر منا فى العمر. فجلسنا نبكى حالنا وضعفنا حتى جاء العفريت وعرف منا القصة، فقال لنا ما رأيكم لو رددت لكم ما سلب منكم وزيادة؟، فقلنا له نتمنى ذلك نحن معك ولكن كيف؟، فقال أولا تعطونى عشرين بلية مقدم ثم يكون لى عشرين أخرى بعد أن تنتهى العملية، وأحتاج خمسين قرشا لشراء مستلزمات المعركة، فوافقنا وجمعنا له كل ما يريد.

ذهب العفريت واشترى مجموعة من البالونات وكان يعبئ كل واحدة بالمياه ويعطينا ثم قال لنا سأذهب لأرى ما يفعله الأولاد فى الشارع المجاور وعندما تسمعون صفارتى تهجمون عليهم هجمة رجل واحد لنرشهم بالماء ونخطف منهم ما معهم من بلى ثم نرجع مسرعين إلى بيوتنا وننام هذه الليلة تحت الأسرة ولا ننزل الشارع قبل ثلاثة أيام.

وبالفعل ذهب العفريت وأطلق صفارته وانطلقنا إلى أرض العدو كى ننتقم ونأخذ بثأرنا على غفلة كما فعلوا معنا ولكن العجيب أننا وجدنا الأولاد الآخرين مستعدون تماما ومعهم أيضا بالونات مليئة بالمياه مثلنا وكانت حرب طاحنة، وأثناء الاشتباك كنت ألاحظ العفريت وهو يلتقط بسرعة البلى الذى يسقط منا ومنهم ويضعه فى كيس ضخم ويسرق صينية الأولاد ثم يهرب مسرعا دون أن يلاحظه أحد غيرى.

وبعد أسبوعين قابلته وأنا ذاهب مع والدى إلى السوق وكان هو أيضا مع والده، فذهبت معه لنلعب سويا وصارحته بأننى قد رأيته وهو يأخذ البلى ويهرب.. فضحك وقال لى كلكم أغبياء وأنا ضحكت عليكم.. فقلت له كيف؟، قال أنا من خطط لكل ذلك وأنا من أرسلت لكم الأولاد من البداية وأخذت منهم أربعين بلية كمكافأة ثم عدت لكم وخططت لكم الثأر منهم وأخذت منكم أربعين بلية أخرى ثم أثناء العراك أخذت كل ما معكم وما معهم..

فقلت له غاضبا سأقول للأولاد وسوف يضربوك.. فقال لى مبتسما لن تستطيع فكل واحد منهم الآن منشغل بثأره من الآخر وكل واحد فيهم يريد منى مساعدته لكى أنتقم له من الآخر.. وهنا ضحكت وقلت له صدق من سماك بالعفريت يا عفريت.. ثم عدنا مسرعين إلى أهلنا قبل أن تغيب الشمس علينا ولكن العجيب فى هذا اليوم أن الشمس بدت وكأنها لن تغيب.. وكأنها تستعد كى تشرق ولكن هذه المرة من المغيب.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريجيكامب: الزمالك لم يفاوضنى وتم استطلاع رأيي حول تدريبه

بعد اعتذار آية سماحة للفنانة مشيرة إسماعيل.. تعرف على القصة الكاملة للأزمة

العالم هذا المساء.. مصرع 11 شخصًا وإصابة 46 آخرين جراء الأمطار الغزيرة فى باكستان.. ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى على غزة إلى 54,321 شهيد و123,770 إصابة.. ارتفاع عدد ضحايا فيضانات نيجيريا إلى 115 شخصا

ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدا

إقبال على شواطئ الإسكندرية بعد انتهاء امتحانات صفوف النقل وبدء الإجازة الصيفية.. تكثيف الاستعداد لموسم الصيف.. مشايات خشبية لكبار السن وبوابات جديدة.. تفعيل منظومة الحجز الإلكترونى.. فيديو وصور


صحتك بالدنيا.. كل ما تريد معرفته عن التصلب المتعدد في يومه العالمي.. استشاري يحذر من تعلق الطفل بألعاب قبيحة ومخيفة مثل لابوبو.. دراسة تكشف العلاقة بين دهون البطن والصدفية.. و8 عادات يومية ترفع ضغطك فى صمت

هدية الدولة للمصريين فى الخارج.. كل شىء عن أسعار وشروط ومساحات "بيت الوطن"

آية سماحة تزور مشيرة إسماعيل لتقديم اعتذارها الشخصي

الخارجية الإسرائيلية تهاجم فرنسا: ماكرون يقود حملة صليبية ضد اليهود

اكتشاف مذهل.. اليابان تبدأ اختبارات "دم صناعى" مدة صلاحيته تصل لأكثر من عام


لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى