مصر التى فى خاطرى

كمال حبيب
كمال حبيب
بقلم كمال حبيب
ستبقى مصر التى فى خاطرى موحدة بوحدة أبنائها مسلمين وأقباط، ذلك أن الدين اختيار لا يفرق والوطن يسع كل أبنائه، هويتنا فيها معنى المصرية التى تتسع للمسلمين الأغلبية العددية والمسيحيين الأقل عددا، لكن مصر لا تعرف الأقلية بالمعنى الغربى والتى تشير إلى صفة تبدو فيها الأقلية وكأنها تعانى من اضطهاد أو تمييز أو معاناة بسبب سطوة الأغلبية، فنحن جميعا مصريون مسلمون ومسيحيون، لا توجد سمات ثقافية أو عرقية أو فيزيقية تميز بين المصريين، بل الجميع لهم نفس الشكل والملمح ونفس الثقافة العربية الإسلامية ونفس اللون والعرق. مصر التى فى خاطرى وفى دمى هى وطن لكل أبنائها، بلا تمييز أو تفرقة أو ظلم أو تمييز أو عنصرية فنحن لم نعرف انتماءات تستدعى النظر إليها بنظرية دونية، فالنوبة مصريون وأهلنا فى الصعيد بكافة قبائلهم مصريون، والمسلمون مصريون، والمسيحيون مصريون، كلنا مصريون هذا انتماؤنا الذى يصهر كل خلافاتنا ليجعل منا شعبا قويا لا يمكن النفاذ إلى نسيجه الاجتماعى للتلاعب به أو توظيفه للاستقطاب والاحتراب الأهلى.

مصر بلد الأزهر الشريف، وبلد العلماء الفطاحل والمؤرخين الكبار كالمقريزى والسيوطى والجبرتى، وبلد المقرئين العظام كالشيخ رفعت ومصطفى إسماعيل والحصرى والبنا وعبد العظيم زاهر، مصر التى تكسرت على أبوابها كل جحافل الغدر والمكر والشر، هى التى هزمت التتار فى عين جالوت، وهى التى هزمت الصليبيين فى المنصورة، وهى التى انتصرت فى العاشر من رمضان على اليهود الصهاينة، وهى التى استعادت سيناء كاملة وهى قلعة العروبة والإسلام. مصر التى هضمت حضارات الأمم التى تعاقبت عليها دون أن تفقد شخصيتها، ولأن هويتها ومزاجها وروحها عربية وإسلامية فقد استجابت للفتح العربى الإسلامى لها، وهو الذى حررها من طغيان الرومان، وحرر كنيستها من سطوة الكنائس الغربية لتبقى رائدة الكنائس المشرقية، ولم يفرض الفاتحون العرب المسلمون على الناس عقيدتهم أو الدخول فى دينهم كما يفعل المتطرفون المتشددون اليوم – ولكنهم أقروا ما كان قائما من نظم فى الضرائب ونظام الأراضى والجوالى وأقروا العدل فى البلاد، وقصة القبطى الغلام الذى تسابق مع ابن عمرو بن العاص فسبقه القبطى فضربه ابن عمرو بن العاص وقال أنا ابن الأكرمين، فسافر أبو الغلام القبطى وابنه إلى المدينة ليشكو الوالى وابنه إلى أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، فأمر أن يأتى عمرو وابنه إلى المدينة، فلما حضروا جميعا عنده أعطى عمر السوط لابن القبطى وأمره أن يضرب ابن عمرو بن العاص، وقال كلمته المشهورة «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».

مصر بوجهها العربى الإسلامى ستظل درعا واقيا لأمتها العربية ولقضايا تلك الأمة، فمهما كان لنا بعد متوسطى يصلنا بالحضارة الغربية كما ذكر طه حسين فى كتابه «مستقبل الثقافة فى مصر»، بيد إننا بوجودنا الجغرافى فى المنطقة العربية وانتمائنا الحضارى للحضارة العربية وللدين الإسلامى يجعل أمننا القومى كمصر مرتبطا بالعالم العربى، فعالمنا العربى أمنه القومى لايمكن فصله أو تجزئته، وما يجرى فى العراق وسوريا واليمن وليبيا يؤثر بشكل مباشر على مصر، وهى الكنانة التى تجتمع فيها الأسهم وبها يتحقق الأمن ولذا فقيامها وبقاؤها وقوتها هى ذخر لكل العرب وقوة لهم وحماية لأمنهم خاصة ما يتعلق بالشام وفلسطين والقدس الشريف. مصر بحدودها الجغرافية المعروفة هى جزء من دار الإسلام، ولا نفرط فى شبر منها، والحمقى الذين يتصورون إمكان اقتطاع جزء منها لإقامة ولاية إسلامية بزعمهم، فماذا تكون مصر إن لم تكن إقليم الإسلام المركزى وقلب العروبة النابض، وستظل وحدة واحدة لا يمس منها ولا ذرة رمل واحدة. مصر بجيشها الموحد الذى ينفى عنها خبث المعتدين والمجرمين العابثين، جيشها الذى عماده كل المصريين، مصر التى فى خاطرى قد يعتريها بعض الهبات والهزات والعواصف لكنها تبقى أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يسدد الزوج 1.1 مليون جنيه مصروفات عامين لمدرسة دولية بعد ملاحقته بالحبس؟

أم ياسر أول سيدة بدوية تكسر التقاليد وتصبح دليلا سياحيا في جبال سيناء.. عمر تجربتها 5 سنوات بدأتها من منطقتها بوادي الصهو بأبوزنيمة.. تقود السائحين فى عمق الجبال ليعيشوا تقاليد البدو والطبيعة البكر ودفء الضيافة

المصري يُخطر الرابطة باختيار استاد السويس ملعبا له في الموسم الجديد

عناوين 16 مأمورية شهر عقارى بالمدن الجديدة ألغت النظام الورقى لتسهيل التسجيل

ارتفاع عدد المصابين فى حادث أسيوط الغربى إلى 22 مصابا


الرئيس السيسي يصدق على قانون بتعديل بعض أحكام "الضريبة على القيمة المضافة"

وسام أبو علي يحدد موقف الأهلي من إبرام صفقات جديدة في الصيف

وزارة الصحة تكشف نتائج التحاليل فى واقعة وفاة 5 أطفال أشقاء بمحافظة المنيا

تشغيل خدمة جديدة بعربات ثالثة مكيفة على خط القاهرة - مرسى مطروح

مطر فى عز الصيف.. الأرصاد تكشف سر تغيرات الطقس المفاجئة.. وتجيب على السؤال الأهم حول سبب أمطار الجنوب رغم ارتفاعات الحرارة.. خبيرة بالهيئة: الحزام المداري على الحدود المصرية مع السودان السبب


نيكولاس كيج يكشف سر فشل علاقته مع سارة جيسيكا باركر

فصل التيار الكهربائى عن مدينة بنها بالكامل لإجراء أعمال صيانة شاملة غدا

تعديل على برنامج الأهلي في معسكر تونس والمباريات الودية

نهضة بركان يفاوض الأهلي لضم أشرف داري ورضا سليم

أندونيسيا تُفكك شبكة إجرامية تبيع الرضع إلى سنغافورة مقابل 700 دولار

التعليم: لم يتم تحديد موعد نتيجة الثانوية 2025 والتصحيح مستمر

تصفيات كأس العالم.. قرعة الملحق تضع السعودية فى مواجهة العراق وإندونيسيا

إمام عاشور ينشر صورته مع زيزو من داخل صالة الجيم بالأهلى

مواعيد مباريات اليوم.. السويد ضد إنجلترا بأمم أوروبا للسيدات وتصفيات الدوري الأوروبي

بيراميدز يبحث عن جناح أجنبي لتعويض رحيل إبراهيم عادل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى