نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

مصر التى فى خاطرى

كمال حبيب
كمال حبيب
بقلم كمال حبيب
ستبقى مصر التى فى خاطرى موحدة بوحدة أبنائها مسلمين وأقباط، ذلك أن الدين اختيار لا يفرق والوطن يسع كل أبنائه، هويتنا فيها معنى المصرية التى تتسع للمسلمين الأغلبية العددية والمسيحيين الأقل عددا، لكن مصر لا تعرف الأقلية بالمعنى الغربى والتى تشير إلى صفة تبدو فيها الأقلية وكأنها تعانى من اضطهاد أو تمييز أو معاناة بسبب سطوة الأغلبية، فنحن جميعا مصريون مسلمون ومسيحيون، لا توجد سمات ثقافية أو عرقية أو فيزيقية تميز بين المصريين، بل الجميع لهم نفس الشكل والملمح ونفس الثقافة العربية الإسلامية ونفس اللون والعرق. مصر التى فى خاطرى وفى دمى هى وطن لكل أبنائها، بلا تمييز أو تفرقة أو ظلم أو تمييز أو عنصرية فنحن لم نعرف انتماءات تستدعى النظر إليها بنظرية دونية، فالنوبة مصريون وأهلنا فى الصعيد بكافة قبائلهم مصريون، والمسلمون مصريون، والمسيحيون مصريون، كلنا مصريون هذا انتماؤنا الذى يصهر كل خلافاتنا ليجعل منا شعبا قويا لا يمكن النفاذ إلى نسيجه الاجتماعى للتلاعب به أو توظيفه للاستقطاب والاحتراب الأهلى.

مصر بلد الأزهر الشريف، وبلد العلماء الفطاحل والمؤرخين الكبار كالمقريزى والسيوطى والجبرتى، وبلد المقرئين العظام كالشيخ رفعت ومصطفى إسماعيل والحصرى والبنا وعبد العظيم زاهر، مصر التى تكسرت على أبوابها كل جحافل الغدر والمكر والشر، هى التى هزمت التتار فى عين جالوت، وهى التى هزمت الصليبيين فى المنصورة، وهى التى انتصرت فى العاشر من رمضان على اليهود الصهاينة، وهى التى استعادت سيناء كاملة وهى قلعة العروبة والإسلام. مصر التى هضمت حضارات الأمم التى تعاقبت عليها دون أن تفقد شخصيتها، ولأن هويتها ومزاجها وروحها عربية وإسلامية فقد استجابت للفتح العربى الإسلامى لها، وهو الذى حررها من طغيان الرومان، وحرر كنيستها من سطوة الكنائس الغربية لتبقى رائدة الكنائس المشرقية، ولم يفرض الفاتحون العرب المسلمون على الناس عقيدتهم أو الدخول فى دينهم كما يفعل المتطرفون المتشددون اليوم – ولكنهم أقروا ما كان قائما من نظم فى الضرائب ونظام الأراضى والجوالى وأقروا العدل فى البلاد، وقصة القبطى الغلام الذى تسابق مع ابن عمرو بن العاص فسبقه القبطى فضربه ابن عمرو بن العاص وقال أنا ابن الأكرمين، فسافر أبو الغلام القبطى وابنه إلى المدينة ليشكو الوالى وابنه إلى أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، فأمر أن يأتى عمرو وابنه إلى المدينة، فلما حضروا جميعا عنده أعطى عمر السوط لابن القبطى وأمره أن يضرب ابن عمرو بن العاص، وقال كلمته المشهورة «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».

مصر بوجهها العربى الإسلامى ستظل درعا واقيا لأمتها العربية ولقضايا تلك الأمة، فمهما كان لنا بعد متوسطى يصلنا بالحضارة الغربية كما ذكر طه حسين فى كتابه «مستقبل الثقافة فى مصر»، بيد إننا بوجودنا الجغرافى فى المنطقة العربية وانتمائنا الحضارى للحضارة العربية وللدين الإسلامى يجعل أمننا القومى كمصر مرتبطا بالعالم العربى، فعالمنا العربى أمنه القومى لايمكن فصله أو تجزئته، وما يجرى فى العراق وسوريا واليمن وليبيا يؤثر بشكل مباشر على مصر، وهى الكنانة التى تجتمع فيها الأسهم وبها يتحقق الأمن ولذا فقيامها وبقاؤها وقوتها هى ذخر لكل العرب وقوة لهم وحماية لأمنهم خاصة ما يتعلق بالشام وفلسطين والقدس الشريف. مصر بحدودها الجغرافية المعروفة هى جزء من دار الإسلام، ولا نفرط فى شبر منها، والحمقى الذين يتصورون إمكان اقتطاع جزء منها لإقامة ولاية إسلامية بزعمهم، فماذا تكون مصر إن لم تكن إقليم الإسلام المركزى وقلب العروبة النابض، وستظل وحدة واحدة لا يمس منها ولا ذرة رمل واحدة. مصر بجيشها الموحد الذى ينفى عنها خبث المعتدين والمجرمين العابثين، جيشها الذى عماده كل المصريين، مصر التى فى خاطرى قد يعتريها بعض الهبات والهزات والعواصف لكنها تبقى أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رقص وألفاظ خارجة.. الداخلية تضبط تيك توكر تهدد قيم المجتمع

وزير الصحة: العلاج الفورى والمجانى فى الطوارئ حق مكفول لكل مواطن دون شرط

شائعة وفاة ترامب.. الرئيس الأمريكى يظهر بوجه منتفخ وترقب لإعلان غامض.. صور

تجديد حبس سيدة لدخولها فى علاقة غير شرعية مع شاب أثناء سفر زوجها بالشرقية

بعد غياب 8 سنوات.. وزارة التعليم تقدم كتاب رياضيات بمعايير الجودة اليابانية


مانشستر سيتى يضم رسميا دوناروما من باريس سان جيرمان حتى 2030

الأهلى يستقر على عودة مدير الكرة.. ومتعب وبركات والحاوي أبرز المرشحين

تحدى لترامب.. بكين تستعرض قوتها العسكرية بحضور روسيا وكوريا الشمالية وإيران

الزمالك يحسم ملف تمديد عقد حسام عبد المجيد بعد التوقف الدولى

حيثيات إعدام سفاح المعمورة: يهتم بمظهره الخارجى والطب النفسى أثبت أنه مراوغ


مانشستر سيتى يعلن رسميًا انتقال إيدرسون إلى فناربخشة

كيم كارداشيان تلجأ للعلاج النفسى والتنويم الإيحائى لتجاوز جروح كانييه ويست

وزارة التعليم: الأسبوع المقبل بدء العام الدراسى الجديد 2026

النادي المصري يدعم المنتخبات الوطنية بـ5 لاعبين

"عمال الدليفري" فى بؤرة اهتمام الدولة.. تفاصيل استراتيجية وزارة العمل لحماية عمالة التوصيل.. الخوذة غير القياسية تقتل بدلا من أن تحمى.. واجتماعات عاجلة مع شركات الدليفرى لتوفير مهمات الوقاية

مصر وبوركينا فاسو ضمن أقوى 5 مواجهات فى تصفيات أفريقيا المونديالية

القبض على ربة منزل وشقيقها لاتهامهما بقتل ابنتها فى الجيزة

أسامة نبيه يدرس تقديم موعد سفر منتخب الشباب إلى تشيلي قبل كأس العالم

الأهلي يبدأ دراسة السير الذاتية لمدربين أجانب لخلافة ريبيرو

قبل أيام من الحكم.. تعرف على مصير هدير عبد الرازق أمام المحكمة الاقتصادية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى