سيبوا الناس فى حالها

إسراء عبدالفتاح
إسراء عبدالفتاح
نحن فى أكثر عصور تدخل الناس فى حياة الناس، قصة قصيرة حزينة قرأتها على مواقع التواصل الاجتماعى لشاب وفتاة يوم فرحهما راحا يحتفلان بالفرح فى دريم بارك وسط سخرية رواد دريم بارك لهذا اليوم، حسب ما تم نقله على صفحات التواصل الاجتماعى، لدرجة «أنهم حطوا الموضوع فى دماغهم لحد ما عرفوا هم ليه راحوا دريم بارك يوم فرحهم وأن فى شخص توفاه الله فى الشارع اللى كانوا عاملين فيه الفرح فإنسانيا قرر العروسان وقف مظاهر الاحتفال فى الشارع مراعاة لأهل الفقيد وده طبعا شىء نبيل من العروسين» ولكن هذا لم يشفع لهما أن الناس تسيبهم فى حالهم يحتفلوا زى ما هم عايزين. فلا أعلم ماذا جنى الناس من التدخل وفرض أنفسهم فى حياة ناس قررت تحتفل زى ما هى حابه!!

ومظهر آخر من مظاهر فرض السيطرة على اختيارات البشر وشكل من أشكال فرض الوصاية وتدخل مفرط فى خصوصيات البشر هو منع المحجبات من دخول بعض الأماكن بالإضافة إلى التعليقات على فلانة قلعت الحجاب وفلانة لبست النقاب. ومؤخرا تصنيف الناس حسب الفرحة مين فرح أوى يبقى وطنى ومين فرح نص ونص يبقى طابور خامس واللى مفرحش عميل وخاين. ومن وجهة نظر أخرى لا تختلف عن الأولى اللى فرح أوى مثلا واتصور مع التورته يبقى باع الثورة واللى مفرحش يبقى ثابت على مبادئه ويدخل فى صف مكملين. تقييم الناس من بوست أو صورة وينسوا ليهم أى حاجة ثانية.

وأصبح البرنت سكرين والبوستات القديمة شعار المرحلة. وكله ماسك على كله بوستات وبرنتات وإذا قلت فى يوم عكس اللى هم عايزين يسمعه هتبقى ضدهم والسب والقذف سينهال عليك من حيث لا تحتسب.

أشعر وكأن ما يقدمه الإعلام المصرى خاصة برامج التوك شو من التدخل فى حياة المشاهير وإبراز الجوانب الشخصية بغض النظر عن الجوانب العامة قد انعكس بشكل كبير على المجتمع وعلى سلوكه وتصرفاته، هذا الإعلام المفتقد للمهنية هو الذى شارك فى إعطاء المشاهد الذى هو فرد من أفراد المجتمع كارت أخضر لاقتحام خصوصية الآخرين ممن هم دون المشاهير بشكل مسىء للأسف لكل الأصول المتعارف عليها. ومن أبرز ما يثبت ذلك فى الأونة الأخيرة هو وجود كاميرات الإعلام داخل جنازات وسرادقات عزاء الفنانين والمشاهير لترصد بعناوين صارخة نموذجا حادا لاقتحام الخصوصية بين انهيار فلانة من البكاء وغياب فلان من العزاء.

لا أدرى هل هناك مساحة لتراجع هذه الثقافة من إعلامنا ومن مجتمعنا أم سنستمر على هذا الوضع لتسقط قيما أخرى تتابعا لسقوط قيمة احترام خصوصية الآخرين.

أتمنى أن نوجد بأنفسنا هذه المساحة للتراجع ونقدس خصوصية حياتنا الشخصية حتى يستطيع الآخرون تقديس خصوصية الآخرين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. استشهاد 3 فلسطينيين فى قصف للاحتلال غرب خان يونس.. إيران تستلم بطاريات صواريخ أرض جو من الصين.. وزارة الصحة بغزة: ارتفاع مقلق فى حالات الإصابة بالحمى الشوكية


استشهاد 3 فلسطينيين فى قصف للاحتلال غرب خان يونس

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

بالدموع والحزن.. ميت غمر تودع المهندس محمد طلعت ضحية سنترال رمسيس (فيديو)

فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية


الداخلية تكشف حقيقة استعراض شخص بتوك توك على الطريق الدائرى بالقاهرة

إستيفاو يرفض الاستمرار مع تشيلسي لنهاية كأس العالم للأندية

311 مترشحًا تقدموا بأوراق ترشحهم لانتخابات مجلس الشيوخ حتى الآن.. فيديو

الاتحاد الفلسطيني يستنكر تهديدات الاحتلال للاعب المنتخب علاء الدين حسن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى