"علاج الخطأ"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم - الأنبا إرميا
"«فور أن تُخطئ، ينسى الجميع أنك قدَّمتَ كثيرًا إليهم، وأنهم كانوا يَثنون عليك يومــًا ما ». قالتها والدموع تملأ عينيها، فهى كثيرًا ما احتملت وقدَّمت كثيرًا من الأعمال الرائعة التى أثنى عليها الجميع. ومع حدوث الخطأ جاءت الكلمات القاسية أيضـًا من الجميع، كأنه غير وارد فى حياة البشر! توقفت الكلمات والأفكار عند آلام تشعر بها فى أعماقها وسؤال يطرح نفسه: أيمحو الخطأ كل الخير؟ ويظل السؤال يتردد، وتنطلق أصداؤه عبر الحياة".

يتساءل البشر: لماذا ينسى بعض الناس ما يقدَّم من خير إزاء خطأ يحدث؟ وهنا أجد أن الإجابة هى ضعف/ فقدان المحبة. نعم، فالمحبة العميقة الكامنة فى قلوب البشر هى الوقود الذى لا يتوقف فى فكر الإنسان ليتذكر ما قدَّمه الآخرون إليه من أعمال حسنة. فمع أن الحزن الذي يتولد عن أخطاء أناس نحمل إليهم المحبة يكون أشد من غيرهم حين يُخطئون، إلا أن المحبة العميقة لهم تجعلنا نفكر فى أعمال الخير والود التى قدَّموها يومـًا ما. وربما يكون السبب الكامن من مواقف لآخرين، حين يصدر منك خطأ ما، هو رغبتهم فى الابتعاد فقط؛ قيل: "بعض البشر لم يرحلوا من حياتك لأنك أخطأتَ، لٰكنهم فقط كانوا ينتظرون أن تُخطئ كى يرحلوا".

ومن ينسى الأعمال الطيبة هو لا يهتم بالإنسان إنما بالموقف فى حد ذاته، وبأسلوب منفرد عن سائر المواقف، ما يجعل حكمه على الأمور غير دقيق؛ وهو فى هٰذا يحاول فصل الإنسان عن تأثره بما مر به من ظروف فى الحياة تؤدى إلى حدوث الخطأ. لذا يجب أن نتذكر أن الناس من حولنا بشر ولهم أخطاؤهم، إذ لا بشرى كامل. ولٰكن ما يُعد خطأً حقيقيـًّا فى حياة الإنسان، هو عدم تعلم الإنسان من أخطائه، لأن التعلم يَزيد إلى خبراته مزيدًا من الدُّروس والوعى والخبرات والحكمة التى تساعده على تخطى فرص الأخطاء المستقبلية. يقول الكاتب المسرحى "برنارد شو": "النجاح ليس عدم فعل الأخطاء، بل هو عدم تكرارها".

وهنا يأتى سؤال آخر: "أيعنى هٰذا ألا نحدِّث الآخرين عن أخطاء نراها أو نشعر بها منهم فى الحياة الخاصة أو فى العمل؟ بالطبع: لا! هناك فارق شديد بين أن تحادث إنسانـًا فى محبة، موضحـًا له خطأه، أو مستفسرًا عن موقف ما له، وبين أن تعاقبه أو تحاسبه على هٰذا الخطأ ناسيـًا، وأحيانـًا متناسيـًا، الجوانب الأخرى المضيئة من حياته، فيكون موقفك وكلماتك غير ملائمين لما صدر منه من أخطاء! وكما أن المحبة تقود الإنسان إلى احتمال أخطاء الآخرين ومساعدتهم على تخطيها، فهى أيضـًا الطريق إلى كيفية معالجة أخطاء أناس آخرين ربما لا يُدركون أخطاءهم وأحيانـًا يبررونها بكلمات براقة؛ إن هؤلاء يجب أن نتوقف معهم قليلـًا ونستميلهم ليُدركوا ويتعلموا بأسلوب هادئ حساس.

عزيزى: كُن طبيبـًا فى علاج الخطأ، يحاول أن يعالج الخطأ لا المخطئ!
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فراس شواط يهدد الإسماعيلى بإيقاف القيد رقم 7

ماذا يعنى تصنيف ترامب الفنتانيل ضمن أسلحة الدمار الشامل؟.. CNN تجيب

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار المتوقعة حتى نهاية اليوم


مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

مواعيد مباريات اليوم.. جوادالاخارا مع برشلونة ومصر أمام نيجيريا


التضامن تفتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية موسم 1447هـ - 2026م

بدء استلام ملفات التعيين.. قضايا الدولة تفتح باب التقدم لوظيفة مندوب مساعد

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى