مدير مستشفى الخانكة يكشف أزمات المرضى والأطباء.. ويؤكد: سيارات نقل المرضى تشبه عربات الموتى.. 30 طبيبا لـ1600 مريض وعدد المرضى النفسيين الموجودين بالشوارع أكثر من المتواجدين بالمستشفيات

أكد الدكتور مصطفى شحاتة مدير مستشفى الصحة النفسية بالخانكة وجود عجز فى الإمكانيات ونقص شديد فى عدد الأطباء النفسيين، مشيرا إلى أن المستشفى تعالج المرضى الأكثر فقرا فى المجتمع وأن تذكرة دخول المريض النفسى للإقامة والعلاج جنيه واحد فقط.

وقال شحاتة فى حوار لـ"اليوم السابع" بعد واقعة وفاة 11 نزيلا من المرضى النفسيين بالمستشفى إن عدد الأطباء القائمين على علاج 1600 مريض (550 مودعين – 250 مريض إدمان والباقى مذنبين)، يبلغ 30 طبيبا، وهو بمعدل طبيب لكل 150 مريضا، وأنه يوجد سيارة تشبه نقل الموتى لنقل المرضى ويستعين بسيارة واحدة من هيئة الإسعاف.




وتفاصيل أكثر عن أحوال المستشفى فى الحوار التالى:

ما أسباب وفاة الـ11 نزيلا من مرضى المستشفى خلال الفترة الماضية؟

السبب هو موجة الحر الشديدة التى شهدتها البلاد، لكن التقارير الطبية هى التى ستكشف عن أسباب الوفاة.

هل التقصير والإهمال كان سببان فى وفاتهم؟

لا، الإدارة والأطباء وطاقم التمريض لم يقصروا فى رعاية المرضى، لكن نحن نعانى من ضعف الإمكانيات.

هل كان يوجد بالعنابر مراوح أو تكييفات وقتها؟

كان يوجد فى كل العنابر مراوح، لكن كان بعضها يحتاج لصيانة وبعض العنابر كان يوجد بها تكييفات قديمة.

وماذا عن الوضع الآن؟

بعد حدوث حالات الوفاة تم شراء 14 جهاز تكييف وتم تركيبهم بالفعل فى العنابر، وأيضا قام شباب من مدينة الخانكة بالتبرع بـ35 مروحة و21 كولدير مياه، تم توزيعها على الأقسام بالمستشفى.

وماذا عن حجرة العزل؟

يوجد حجرتان للعزل تضم تكييفات وكان يجب أن يكون فى كل عنبر حجرة عزل للمريض الذى تعرض لارتفاع درجة حرارة لكن لم تكن هناك إمكانيات.

ما نوعية المرضى الذين يدخلون للعلاج بالمستشفى؟

يوجد مرضى مودعين وهم يدخلون بإرادتهم الكاملة ويقومون بالتوقيع على ذلك وفى هذه الحالة يكون خروجهم من المستشفى جائز فى أى وقت، ولا يشترط وجود الأهل وهناك مرضى فاقدين الأهلية ويعانون من أمراض نفسية خطيرة، تكون سببا فى إيذاء نفسه والآخرين، وهناك مرضى الإدمان ومرضى السجون وهم الذين يتم إيداعهم بالمستشفى بموجب حكم قضائى.

كيف يتم التعامل مع المرضى داخل المستشفى؟

نحن نعامل جميع المرضى معاملة حسنة ويتم تقسيمهم فى العنابر وفقا لسياسة محددة، فهناك أقسام مخصصة للمرضى الإلزاميين لخطورة حالتهم، كما توجد أقسام أخرى للمرضى الطوعيين.

هل يتم تقييد المريض النفسى بالسلاسل فى الأسرة وما حقيقة ذلك؟

نحن نراعى حالة المريض خاصة المرضى المذنبين، وأحيانا يتم تطبيق إجراءات استثنائية لهم وكلها من أجل حماية المريض ومن حوله ومنعا لمحاولة هروبه.

كم يبلغ عدد المرضى بالعنابر أو الأقسام؟

يوجد بالعنبر الواحد مابين 30 – 60 مريضا نفسيا، وبين كل سرير وآخر 2 أو 3 أمتار.

كم يبلغ عدد الأسرة داخل جميع عنابر المستشفى؟

يوجد 2109 أسرة داخل 30 مبنى، وكل مبنى مكون من دور واحد ماعدا مبنى علاج مرضى الإدمان يضم 3 أدوار ويوجد لدينا 1600 مريض.

هل يتم اتباع إجراءات وقاية للمرضى خلال فترة موجة الحر الشديدة حاليا؟

نعم، نقوم بالتنبيه على المرضى بشرب السوائل والماء، وعدم الخروج من العنابر وقت الظهيرة.

هل توجد أى أنشطة يقوم بها المرضى؟

يمارسون لعب كرة القدم، ويوجد ملعب مخصص لذلك داخل المستشفى.

ماذا عن رؤيتك لتطوير المستشفى؟

نحن نحتاج إلى أطباء نفسيين فليس من المعقول أن يقوم 30 طبيبا بالإشراف وعلاج 1600 مريض، كما أننى قمت بتقديم مقترح لتطوير أقسام المستشفى للأمانة العامة للصحة النفسية، لكن لم يتم تنفيذ الطلب نظرا لعدم وجود موارد، كما قدمت خطة لو تم تنفيذها سيتم القضاء نهائيا على تواجد المرضى النفسيين بالشوارع لأنهم أكثر من المتواجدين بالمستشفيات، وهى أن تقوم كل محافظة بالتعاون مع الجهات المسئولة "الداخلية، الصحة، التضامن الاجتماعى" بنقل جميع المرضى النفسيين الذين ينامون بالشوارع وإيداعهم بمستشفيات الصحة النفسية، وقد قمت بتقديم استقالتى فى شهر فبراير الماضى بسبب المشاكل، لكنه تم رفضها مع وعد بإيجاد حلول لتلك المشاكل.

كم يبلغ عدد الممرضين والعاملين بالمستشفى؟

يوجد 400 ممرض و400 عامل وموظف.

كم عدد الأطباء الذين يحتاجهم المستشفى؟

لكى أستطيع تقديم رعاية وخدمة طبية مميزة للمرضى فالمستشفى تحتاج إلى 120 طبيبا، بالإضافة إلى الـ30 المتواجدين حاليا لأن لدينا 1600 مريض نفسى.

هل ترى أن سبب العجز فى الأطباء النفسيين هو رفضهم العمل فى مستشفى الخانكة؟

العجز فى عدد الأطباء النفسيين يوجد على مستوى مصر كلها.

هل أعداد التمريض كافية بالمستشفى؟

لا، عدد الممرضين أقل من المعدل الذى تحتاجه المستشفى.