محمد فودة يكتب.. المظاهرات والاحتجاجات الفئوية.. الباب الخلفى لعودة «الانفلات»

محمد فودة
محمد فودة
يقلم - محمد فودة
ما يحدث من وقفات احتجاجية نفاجأ بها هنا وهناك تحت عدة مسميات ولأسباب غير منطقية، أمر يدعو للأسى والأسف على ما وصل إليه حال بعض فئات المجتمع، فهل هذا هو الوقت المناسب لعودة الاحتجاجات والمظاهرات والتلويح بالإضراب عن العمل؟ وهل تستحق الدولة التى تنفذ العديد من المشروعات التنموية كل هذا الجحود ونكران الجميل من جانب بعض فئات المجتمع؟!

وهو ما يدعونى إلى القول بأن ما نراه الآن لم يأت من قبيل المصادفة بل هو- بكل تأكيد- خطة خبيثة تستهدف «خلخلة» أركان الدولة وزعزعة الاستقرار المجتمعى، حيث إن الغالبية العظمى من تلك الفوضى «غير الخلاقة» التى شاهدناها على مدى الأيام القليلة الماضية لا تستهدف فقط الحصول على بعض الامتيازات، كما يردد البعض أو كما يقول أصحابها، إنهم يدافعون عن حقوقهم، فأى حقوق تلك التى يتحدثون عنها وسط هذا الانفلات الذى ما يجب ألا يمر دون أن تكون هناك محاسبة لكل من يتجرأ على هيبة الدولة؟!

إننى أرى أن تلك الاحتجاجات والدعوة إلى التظاهر هى فى حقيقة الأمر بمثابة ثورة على مؤسسات الدولة فى ظل ما يردده البعض بأن هناك فجوة بين المطالب المجتمعية المتصاعدة من ناحية وبين القدرات الاستيعابية المحدودة لتلك المؤسسات من ناحية أخرى، فى ظل استنزاف الموازنة العامة وتحويل الجزء الأكبر منها فى مجالات إعادة ترميم البنية التحتية التى أفسدتها الصراعات السياسية التى كانت وما تزال سبباً رئيسياً فى «خيبة الأمل» التى تخيم على رؤوس الجميع، وخطورة هذا النوع من الاحتجاجات أنها تبدأ فى سكون مرحلى، ولكن سرعان ما نفاجأ بانفجارها فى لمح البصر لتصبح أكثر حدة وأكثر خطورة، فهى تنتشر من مكان إلى آخر وكأنها «ميكروب» يصيب كل من يقف فى طريقه بالعدوى الفورية.

وعلى الرغم من ارتباط بعض الوقفات الاحتجاجية المتصاعدة مؤخراً بمطالب تكاد تكون ثابتة تتمثل فى مسألة تعديل الأجور وتثبيت العمالة المؤقتة وتطهير المؤسسات من القيادات الفاسدة فإن هناك سبباً آخر وراء ظهور تلك الموجة من الاحتجاجات يتمثل فى ارتفاع حدة الصراع بين جميع التيارات السياسية التى تحرض بعض ضعاف النفوس على التظاهر.

وهنا أتوقف قليلاً أمام مسألة الصراعات السياسية باعتبارها المحرك الرئيسى، على الأقل، فيما يحدث الآن لتلك الظاهرة «السلبية» فهل هى مصادفة أن يتكرر نفس المشهد الذى يحرض على التظاهر ضد الحكومة الذى عشناه فى عام 2011 حينما كان المجلس العسكرى مكلفاً بإدارة شؤون البلاد عقب تنحى مبارك، حيث وصلت الاحتجاجات والمطالب الفئوية ذروتها وقت أن كانت تحركها أيدى جماعة الإخوان، وقت أن كانت تخطط وترتب لإثارة الفتن والمؤامرات من أجل إحراج المجلس العسكرى آنذاك وإظهاره فى صورة الكيان «الضعيف» الذى لا حول له ولا قوة، فكانت النتيجة أن علت الأصوات وتجرأ «كل من هب ودب» على النظام الحاكم بل والتفت أيضاً الغالبية العظمى من البسطاء و«المغيبين» حول هذه «الجماعة» التى استطاعت فيما بعد بالغش والخداع الوصول إلى سدة الحكم، مما جعلها تتحول إلى «عصابة» كادت تغتصب وطنا بأكمله وهو أمر لم يعد خافياً على أحد.

ومن خلال متابعتى للمظاهرات والوقفات الاحتجاجية التى شاهدناها مؤخراً فإننى أكاد أجزم بأن هناك بالفعل أيادى «خبيثة» تحرك تلك الوقفات الاحتجاجية التى بدأت تظهر على السطح فى أعقاب صدور قانون الخدمة المدنية، وأيضا فى أعقاب قيام بعض أمناء الشرطة بتلك الوقفة الاحتجاجية التى تمت فى محافظة الشرقية، تلك الأيادى ليس خافيا على أحد أنها تجسد بشكل كبير تغيرا استراتيجياً فى تحركات أعداء الوطن الذين تحولوا مؤخراً من مرحلة المواجهة وتنفيذ العمليات الإرهابية وجها لوجه إلى مرحلة جديدة تماماً وهى تحريك المظاهرات والاحتجاجات الفئوية من وراء الستار، وهو ما يدعونى إلى القول بأن هناك أصابع اتهام تشير إلى أن بقايا «الإخوان» ما زالوا يمارسون هوايتهم المفضلة فى استخدام هذه الأنواع المريبة من «الاحتجاجات» التى، للأسف الشديد، تكون فى ظاهرها مشروعة ومنطقية وربما تبدو أهدافها نبيلة، إلا أنها تحمل فى باطنها أغراضاً هدامة وتخدم مصالح «جماعة» انتهت وتم حظرها بل إنها أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة لا أحد يحب سماع اسمها بأى شكل من الأشكال.

لذا فإننى أطالب بضرورة اتخاذ مواقف حاسمة وأكثر صرامة ليس فقط مع هؤلاء الذين يخونون الوطن ويقومون بتلك المظاهرات ويشاركون فى هذه الاحتجاجات، وإنما أرى ضرورة أن يمتد العقاب ليشمل هؤلاء «المحرضين» والذين يقفون خلف تلك الاحتجاجات ويبررون هذه النغمة التى بدأت تتردد مؤخراً بالحق فى التظاهر لتوصيل أصوات المظلومين عبر وقفات احتجاجية، والذين يحاولون بشتى الطرق تشويه صورة القانون الذى ينظم «التظاهر».

لقد كنت وما زلت أطالب بعدم التعامل مع هؤلاء بأسلوب «الطبطبة» الذى كان متبعاً من قبل، وأرى أهمية تفعيل قانون التظاهر للضرب بيد من حديد على هؤلاء المتجاوزين فى حق المجتمع ككل، وأعتقد أن قانون تنظيم التظاهر، فى حالة تنفيذه كما يجب أن يكون، فإنه سيحقق بكل تأكيد الاستقرار لمجتمع يعيش حالة حراك على مستوى رفيع، وفى كل المجالات.. فبأى منطق يكون هناك قانون ينظم تلك المسألة بينما تترك الدولة كل من هب ودب يعيث فى الأرض فساداً ويقوم بتنظيم مظاهرة حسب هواه وحسب ما يحقق له مصالحه الخاصة حتى لو كانت تلك المصالح تتعارض مع المصلحة العامة للوطن؟!

إننى حينما أطالب بتشديد العقوبة على كل من ينفلت ويحاول ضرب استقرار الدولة فإننى أستند هنا إلى أن أسلوب «التهاون» وعدم «الشدة» فى تنفيذ القانون الذى لم نجن من ورائه من قبل سوى المزيد من الانفلات و«قلة الأدب» المرفوضة مجتمعياً الآن من كل فئات الشعب، فكل فئات المجتمع ترى رأى العين ما يتحقق على أرض الواقع من إنجازات لا يمكن بأى حال من الأحوال تجاهلها أو التقليل منها، وهو ما يجعل الناس ترفض تماماً عودة تلك التصرفات غير المسؤولة التى تبتلع الكثير من الإنجازات.

والغريب فى هذا الأمر أن تخرج احتجاجات بعض أمناء الشرطة فى الشرقية من جهاز الشرطة الذى هو فى حقيقية الأمر بمثابة صمام الأمان لاستقرار الوطن، فهل يمكن أن ينسى أحد الدور المهم لجهاز الشرطة ورجالها الشرفاء الذى كان سبباً فى نجاح ثورة 30 يونيو؟، وهل يمكن أن ينسى أحد ما يقوم به رجال الشرطة بشكل يومى وما يقدمونه من تضحيات كبيرة فى حربهم المقدسة ضد الإرهاب والإرهابيين وخير دليل على ذلك هذا العدد الكبير من الشهداء من أبناء الشرطة الذين يتساقطون يوما بعد الآخر برصاص الغدر والخسة على يد عصابات الشر الإرهابية الممولة من الداخل والخارج؟!

أقولها وبأعلى صوت.. هيبة الدولة خط أحمر لا يجب بأى شكل من الأشكال السماح لأحد بأن يتخطاه ويتجاوزه، فهيبة الدولة هى صمام الأمان لمصر الجديدة التى تتشكل ملامحها الآن على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لم يأل جهداً من أجل إعادة الاعتبار لمصر فى الداخل والخارج.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عادة كل سنة.. قس يشترى خروف العيد لمشاركة المسلمين فى الأضحية (فيديو وصور)

معلومات لا تفوتك عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 .. صور

فيلم Thunderbolts يحقق 358 مليون دولار عالميا

اعترافات دجالين بمدينة نصر: أوهمنا الضحايا بالعلاج الروحانى مقابل مبالغ مالية

الإسماعيلى يستعيد خدمات محمد عمار أمام سيراميكا في كأس عاصمة مصر


آخر فرصة.. وظائف شاغرة حتى نهاية مايو بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

زد يبحث عن مهاجم سوبر لتدعيم صفوفه في الموسم الجديد

حدائق سوهاج تتزين لاستقبال المواطنين خلال عيد الأضحى 2025.. مساحات خضراء تنشر البهجة وتعيد للعائلات متعة التنزه فى أجواء احتفالية.. وفتح 11 حديقة جديدة مجانًا للجمهور.. وجزيرة الزهور تتلألأ فى ليالى العيد.. صور

موعد مباراة الزمالك وفاركو في دوري نايل والقنوات الناقلة

اعرف مواعيد قطارات عيد الأضحى 2025 الإضافية على خطوط السكة الحديد


احذر الشبورة صباحًا.. حالة الطقس اليوم الجمعة 30 مايو 2025 فى مصر

وفد منتخب 20 سنة يشارك فى ورشة عمل قبل إجراء قرعة المونديال

قادرون باختلاف.. "آلاء" بطلة من ذوى الإعاقة سراج يضيئ أركان منزل أسرتها.. حصدت ميداليات ذهبية فى ألعاب القوى.. نالت تكريم قرينة رئيس الجمهورية فى احتفالية المجلس القومى لمتحدى الإعاقة.. ووالدتها: نشعر بالفخر

بعد اطلاق اسم شقيق ووالدة حسن الرداد على أولاده.. لماذا خلد الرداد ذكراهم؟

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دوري أبطال أفريقيا

أنهار الذهب الأصفر مستمرة في الجريان على شون وصوامع الأقصر.. توريد 20 ألف طن قمح لشون إسنا وأرمنت.. وكيل التموين: 4 نقاط جاهزة لاستلام المحصول.. والمحافظ يوجه بتوفير أعلى معايير الأمن والسلامة.. فيديو وصور

تفاصيل استشهاد وكيل إدارة المرور فى حادث مرورى بطريق وادى النطرون العلمين

الاحتلال الإسرائيلى يواصل هدم المنازل فى مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم

استفزاز جديد.. قوات الاحتلال ترفع علم إسرائيل على قبة مسجد بالضفة الغربية

فيديو جديد لـ أرابيلا ستانتون من تجارب أداء لشخصيتها فى Harry Potter

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى