نفقات وتفاصيل الحفل الأسطورى لقناة السويس القديمة 1869.. تكلف نصف مليون جنيه.. وحضره 6 آلاف مدعو أكلوا 8 آلاف صنف من الأطعمة الفاخرة.. وشهد رقصات الإمبراطورة أوجينى مع الخديوى إسماعيل

قناة السويس - أرشيفية

كتب عبد الله محمود - مروة الغول – محسن البديوى

الخميس، 06 أغسطس 2015 04:41 م

146 عاما تفصلنا عن حفر قناة السويس القديمة، شهدت مصر خلالها الكثير من الأحداث السعيدة والحزينة، فمنذ أن تم حفر قناة السويس وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ مصر الحديث، ليصنع المصريون تاريخا سطوره بالدم والعرق والجهد، وتنشر "اليوم السابع" تفاصيل الحفل الأسطورى لافتتاح القناة القديمة.

حفل افتتاح قناة السويس نوفمبر 1869

البداية كانت مع الخديوى إسماعيل الذى أمر بتجميل وتزين مدينة بور سعيد، وإعدادها لتكون فى أجمل مظهر حضارى لها فى ذلك الوقت، كما أمر بتوفير جميع السلع والخدمات، وتوفير العدد الكافى من السفن لنقل المدعوين من المدن الأخرى إلى بور سعيد .

سفن الملوك وكبار الشخصيات

فى مطلع نوفمبر من عام 1869 أخطر ديلسبس محافظة بورسعيد بأن الخديو أذن فى بدء إعداد الزينات للاحتفال بالقناة، فى خطة أعقبها إخلاء الشوارع وترتيب العساكر اللازمين لحفظ الأمن وامتلأت بورسعيد بالمشاركين فى الحفل، فيما طلب الخديو من مديرى الأقاليم أن يستدعوا عددًا من أهالى الأقاليم بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح، فانتشروا من فلاحين ونوبيين وعربان وغيرهم بملابسهم التقليدية على خط القناة.

استقبال المصريين للمدعويين

بلغ عدد المدعوين من ذوى الحيثيات الرفيعة حوالى ستة آلاف مدعو، وتم استدعاء خمسمائة طباخ من مرسيليا وجنوه وتريستا، حيث أقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامى ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحى، وجلس الخديو إسماعيل، ومسيو ديلسبس، والإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا، وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة، والأمير محمد توفيق ولى العهد، والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائرى، بالمنصة الكبرى .

منصة حفل افتتاح القناة

وعلى رصيف النزول اصطف العساكر، لترتيب المدعويين وحفظ الأمن ومنع الازدحام، بعد أن اصطفت المراكب الحربية على شكل نصف قوس داخل ميناء بورسعيد فى منظر بديع وخلاب، وتلا الشيخ إبراهيم كلمة تبريك، وقام الأحبار المسيحيين بإنشاد نشيد الشكر اللاتينى، وصدحت الموسيقى بالغناء وبعزف النشيد الوطنى، بعد أن تناول الجميع الغذاء على نفقة الخديو.

الإمبراطورة أوجينى

استمرت الاستعدادات لحفل افتتاح القناة 40 يومًا، وبلغت نفقات الحفل مليون ونصف المليون جنيه، كما أقيمت الموائد التى تحتوى على شتى أنواع الأطعمة والمشروبات، وانطلقت الألعاب النارية التى تم استيرادها خصيصًا لهذا الحفل، وتلألأت سماء بورسعيد بالأنوار والأضواء وسادت شوارعها أنغام الموسيقى، وقدم الخديو على أضواء الشموع، 8 آلاف صنف من أصناف الطعام والخمور المعتقة، بالإضافة إلى رقصات أوجنيى الفاتنة مع الخديو، ورقص كل الضيوف وبعض الفلاحين الذين كانوا يتضورون جوعًا، وأرسلت الإمبراطورة أوجينى برقية إلى الإمبراطور نابليون الثالث، وقالت: "إن الاحتفال كان فخمًا، وأنها لم ترَّ مثله فى حياتها، وما زاد الأمر أبهة، اصطفاف الجيش والأسطول المصرى فى ميناء بورسعيد، بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة".

معلومات عن قناة السويس

كما أقيمت فى مدن القناة حفلات لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وأريقت الخمور ودقت أنغام الموسيقى، وكان طول القناة أثناء افتتاحها 164 كليومتر، وأقصى غطس مسموح به للسفن العابرة 23 مترا، وعرضها على مستوى سطح الماء 52 مترًا، وتم إنفاق مليون فرانك لعمل قواعد السفن، و2 مليون فرانك لملئ البحيرات المرة، و4 ملايين فرانك للأعمال التكلمية، وقدرت تكاليف القناة عند حفرها 219 مليون فرانك ذهبى لإعمال الحفر والردم، و14 مليون فرانك لحجز الأمواج عند بورسعيد، ليبلغ مجموع الأموال التى أنفقت على أعمال القناة 287 مليون فرانك.

مصر بين "إيجيل" و المحروسة"

عبرت القناة فى ذلك اليوم السفينة "إيجيل"، وعلى متنها كبار المدعوين، تبعتها 77 سفينة، منها 50 سفينة حربية، وبعد 146 عاماً من افتتاح قناة السويس، تعبر "المحروسة" قناة السويس الجديدة، لتكون شاهدة على حضارة، وإعجاز الشعب المصرى العظيم.