بالصور.. أحمد العطار فى "العشاء الأخير" يعرى الطبقة البرجوازية

مسرحية العشاء الأخير
مسرحية العشاء الأخير
كتب جمال عبد الناصر - تصوير ماهر إسكندر
يعرى المخرج أحمد العطار من خلال مسرحيته (العشاء الأخير) طبقة من طبقات المجتمع المصرى هى الطبقة البرجوازية التى من خلال تصرفاتهم وأفعالهم نكتشف طريقة تفكيرهم فهذه الطبقة تمتلك من التفاهة الكثير وتمتلك من الانانية الأكثر فهى طبقة غير منتجة لكن تعيش من فائض قيمة عمل العمال وقد رسم العطار مؤلفا ومخرجا صورة واقعية جدا وساخرا جدا من خلال تجمع عائلة مصرية ميسورة الحال حول مائدة العشاء ونكتشف على طاولة تلك المائدة الكثير من العدمية والعبثية واللامبالاة وكل شخصية من الشخصيات التى جلست على المائدة تراها من الخارج شديدة التماسك والعقلانية لكنها داخليا خاوية لا تمتلك ثقافة وتحمل توترات نفسية وتعيش فقط من أجل جمع المال وممارسة الجنس والتمتع بكل وسائل الرفاهية وترى بقية طبقات المجتمع مثل (الصراصير) كما جاء على لسان إحدى الشخصيات وهى شخصية (الجنرال) التى يجسدها الفنان سيد رجب.
اليوم السابع -9 -2015
أما على مستوى الرؤية البصرية فقد حقق مصمم الديكور والملابس حسين بيضون مع مصمم الإضاءة تشارلى استروم صورة بصرية تتناسب مع تفاهة وخواء تلك الطبقة بما تحمل من فكر سطحى ولذلك جعل طاولة العشاء والكراسى وكل ما هو موجود من الزجاج حتى يشف ويكشف عما بداخل هذه الطبقة من فراغ فى الفكر وقد عبرت الإضاءة والألوان المستخدمة فيها عن الجو العام لتلك السهرة التى يثرثر فيها الجالسون على مائدة الطعام فى أتفه الأمور.

على مستوى التمثيل نجح جميع الممثلين فى تجسيد شخصياتهم بعناية خاصة أن المخرج على حد علمى قد سمح لممثليه بمساحة من الارتجال على النص الذى كتبه كنوع من التفاعل مع الشخصية وقدم رمزى لينر شخصية (حسن) ذلك الشاب الذى يعيش فقط من أجل ممارسة الجنس مع الخادمات ودائما يغازلهن وبرغم علم زوجته بذلك إلا أنه لا يخجل من الإعلان عما يحبه فى هذا النوع من النساء ويعبر عن ما يعجبه فى الخادمات سواء المصريات أو اللاتى من جنسيات اخرى كالإثيوبيات أو الفلبينيات وقد نجح لينر بالفعل فى تقديم دوره بخفة ظل شديدة.

من ضمن الممثلين الذين برعوا جدا فى أداء شخصياتهم الفنانة ناندا محمد التى تلعب شخصية (فيفى) زوجة حسن الذى يخونها مع الخادمات وهى على علم بذلك لكنها تستمر فى العيش معه ويظهر من خلال الحوار أنها كانت متبرجة لكنها تحجبت واعتمدت ناندا على التعبير بكل ما تملك من أدوات فتعبر بعينيها وتمثل بصوتها وأحيانا تعبر من خلال تكوينها الجسمانى عما بداخلها فى عدد من المواقف و(ناندا) ممثلة سورية تعمل حاليا فى مصر كمدربة أصوات للممثلين ضمن فرقة الورشة المسرحية ولها العديد من الأدوار فى مسلسلات تليفزيونية سورية.

قدم أيضا الفنان سيد رجب مع الفنان بطرس بطرس غالى وشهرته (بيسو) شخصية الأب بكل ما تحمله من سطحية وسذاجة ومحدودية فى الثقافة فثقافته كلها تنحصر فى معرفة حركات البيع والشراء والعائلات التى تحتكر بعض السلع وشكل مع الفنان سيد رجب الذى يجسد شخصية (الجنرال) ثنائى كوميدى يتمتع بضيق الأفق، والمادية، والرياء، ومقاومة التغيير، والافتقار إلى الثقافة.

من ضمن المشاركين فى العمل الفنانة منى سليمان التى تجسد شخصية الخادمة وهى من أصعب الأدوار لأنها قليلة الكلام جدا لكنها تمثل وتتعايش مع الشخصية بنظرات عينيها المعبرة والتى تكشف ما بداخلها من حق وغل على هذه الطبقة وتحمل ما لا طاقة لها به من أجل لقمة العيش.
اليوم السابع -9 -2015

يتبقى فى فريق العمل شخصيتين هما مروة ثروت التى لعبت شخصية (مايوش) وزوجها (ميدو) الذى يجسد شخصيته عبد الرحمن ناصر وقد شكلا ثنائى أيضا يحمل الكثير من التفاهة والثرثرة الفارغة والعبثية فى الفكر ورسم كل ذلك شكلا ساخرا أعجب الجمهور وكان يثير الضحكات وحتى الطفلين اللذين شاركا فى العمل كان اختيارهما موفقا وحتى من جسدا شخصيتا الخادم (محمود حداد) وكبير الخدم (محمد حاتم) كانا مناسبين فى أدوارهما ووظف المخرج أحمد العطار جميع الممثلين بما يتناسب مع قدرات كل ممثل شكلا وموضوعا.

اليوم السابع -9 -2015

باختصار نحن أمام عرض مسرحى مختلف فى كل بنائه الدرامى متعدد الرؤى يجعلك تفكر أثناء مشاهدته وعقب خروجك منه بالإضافة لحالة الاستمتاع وأنت تشاهده مبتسما ومتأملا وبرغم أن العمل لا يطرح مشكلة محددة ولا يقدم حلا لها ولا يقدم رأيا حول ما يجب أو ما لا يجب لكنه يعرى ويكشف عن فكر طبقة موجودة فى مجتمعنا بكل ما تحمله من سلبيات وإيجابيات.

مسرحية (العشاء الأخير) عرضت بالأمس ضمن عروض المهرجان القومى للمسرح المصرى وستعرض اليوم على مسرح الفلكى بحرم الجامعة الأمريكية وقد عرضت من قبل فى مهرجان أفينيون بفرنسا والمسرحية مترجمة للغة الإنجليزية.

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استئناف القاهرة تلزم شركة أدوية بتعويض موظف بـ1.45 مليون جنيه لفصله تعسفيا

مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا آسفة وزعلانة من نفسى

الذكرى الثامنة لمعركة البرث.. شهادة دم تؤكد جرائم الإخوان ومعركة الدولة ضد الإرهاب.. مصر دخلت حربًا حقيقية ضد إرث دموي زرعته الجماعة في سيناء بعد 3 يوليو.. وكلمات الشهيد الحي أحمد منسي تحولت لأيقونة وطنية

وزير التعليم: الطالب يختار أحد 4 مسارات فى البكالوريا و70% النجاح فى الدين

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد استئنافه على حكم حبسه بسبب نفقة طليقته


الزمالك يتسلم استغناء عمرو ناصر خلال ساعات

ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

سيد رجب ورانيا يوسف يناقشان سلبيات السوشيال ميديا فى مسلسل لينك


تنسيق الجامعات 2025.. محظورات على طلاب الثانوية تؤدى لإلغاء اختبارات القدرات

جوني ديب يكشف مروره بطفولة مؤلمة بسبب عنفه والدته.. ويؤكد امتنانه لها لسبب غريب

الأمم المتحدة: انهيار شامل لمنظومة الغذاء فى غزة

عودة حركة القطارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية عقب إعادة العربات لمسارها

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

نصف نهائي كأس العالم للأندية يرفع شعار "أصدقاء الأمس.. منافسي اليوم"

الزمالك يدرس مستقبل شيكابالا بعد إعلان اعتزاله

شريف مكاوى يكشف عن مشاركته فى ألبوم عمرو دياب ويشرح تفاصيل عمله كمصمم أصوات

الخلاصة فى الاستاتيكا لطلاب الثانوية العامة استعدادا للامتحان

6 فئات لتذاكر حفل أنغام بحفل افتتاح مهرجان العلمين فى دورته الثالثة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى