الهواية والاحتراف.. والخوف من السياسة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
عندما نتحدث عن فكرة انسحاب الأحزاب أو القوى السياسية من الانتخابات أو من السياسة عمومًا، نرى أن الانسحاب من دون وجود حقيقى وتأثير يكون مجرد قفز فى الفراغ، ثم إن السؤال المطروح بقوة أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك حراكا، حتى لو كان خارج الأحزاب، كان يفترض أن يكون قاعدة لعمل سياسى يملك ناصية المبادرة، ويرسم خطوط السير، لكن ما رأيناه طوال أربع سنوات أن القوى السياسية تاهت فى زحام الجدل السياسى من دون أن تفرز منها أو من بينها تحالفًا أو كتلة سياسية واضحة.

ومن تابع الحياة السياسية فى السنوات العشر الأخيرة لمبارك والحزب الوطنى كان يرى حالة من النشاط تجاوز الأحزاب التقليدية، وظهرت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) من مختلف القوى السياسية تهدف إلى تأسيس شرعية جديدة، ركزت على رفضها للتمديد لمبارك أو التوريث لجمال، وبعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية 2005، لم يعلن مبارك أنها فترته الأخيرة، ولم يبد تصورا لتطوير سياسى وإدارى، ولهذا صعدت حركة كفاية من نشاطها ومظاهراتها، وتشكلت حركات بالجامعة والنقابات وغيرها، وبدا أن هناك نشاطًا سياسيًّا، وانضم لهذه التحركات التى نشأت خارج الأحزاب أساتذة جامعات وشخصيات عامة شكل ظهورها نوعا من الدعم، مثل الدكتور عبدالوهاب المسيرى، والدكتور محمد أبوالغار، وعبد الجليل مصطفى، وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وعشرات الأساتذة والمثقفين والنقابيين والمواطنين الذين تشجعوا.

هذه الحركات صنعت حراكًا سياسيًّا لم يتطور وخفت مع الوقت، وبقيت تأثيراته وكان التصور أن هذه الحركات يمكن أن تمثل نواة لأحزاب أو تيارات سياسية يمكن أن تتشكل وتقود عملية التغيير من خلال مبادرات وتصورات ومنافسة، لأنها كانت بداية انتقال النخب الأكاديمية من النظرى للعملى.

ولم يكن متوقعًا بعد يناير بناء حياة سياسية وديمقراطية سليمة بين يوم وليلة، باعتبار أن السياسة وسيلة وليست غاية، وأن مرات من التجارب والأخطاء يمكن أن تنتج نظاما يسير للأمام وحركة سياسية تراكم الخبرات، للانتقال من الثورة بحلمها وخيالها، إلى السياسة التى ترتفع فيها المناورات والمفاوضات، وحتى هذا يحتاج خيالا لم يتوفر لدى قطاعات سياسية ظلت تعمل «على قديمه».. بقيت هذه التيارات والأحزاب تعمل بنفس ما كانت عليه أثناء معارضتها لمبارك والحزب الوطنى، وكأنها لم تستكشف بعد القدرة على ملء فراغ سياسى قائم حتى الآن، وتجاوز التهديد بالانسحاب، ولاتزال بعض هذه التيارات تعانى من حالة شك تجاه السياسة وخوف منها، وهى حالة لاتنتج تراكمًا وتجعل القوى السياسية مجرد حركات هواة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتظام صرف الخبز المدعم للمواطنين بجميع المحافظات على مستوى الجمهورية منذ الخامسة صباحا.. شريف فاروق: ماكينات الصرف مزودة بشرائح اتصال متعددة.. وغرفة عمليات تتابع سير العمل لحظة بلحظة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

الزمالك يستقر على إقامة معسكره فى العاصمة الإدارية استعدادا للموسم الجديد

إيقاف ثنائي سان جيرمان حتي نهاية مونديال الأندية وباريس يلجأ للإستئناف


اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف

محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم


الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

إصابة 8 أشخاص فى مهرجان الثيران بإسبانيا.. أحدهم نطحه الثور ..فيديو

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أبو عبيدة: عملية بيت حانون ضربة سددها مجاهدونا لجيش الاحتلال الهزيل

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى