لماذا تجديد الخطاب الدينى الإسلامى فقط؟!

جمال أسعد
جمال أسعد
لماذا الحديث عن تغيير وتجديد الخطاب الدينى (أى الفكر الدينى) الإسلامى فقط ولا نتحدث عن تغيير الفكر الدينى المسيحى أيضا؟ مع العلم أن الدين بالنسبة لمعتنقيه فهو يمثل الحقيقة المطلقة، سواء كان ذلك الدين المسيحى أو الإسلامى أو أى دين آخر سماوى أو وضعى.

كما أن هناك من يخلط بين الدين كنص مقدس وبين الفكر البشرى فى تفسير هذا النص، ولذا يتم الخلط بين المقدس وغير المقدس، ويحول التفسيرات البشرية والاجتهادات الإنسانية إلى جزء من الدينى المقدس وهذا يحدث فى كل الأديان دون استثناء.

هذا فى الوقت الذى يعيش فيه المواطن المصرى المسلم أو المسيحى فى وطن واحد ويجمعهم سلوك وثقافة وعادات وتقاليد واحدة مع التاريخ المشترك.

وإذا كان الإنسان هو كائن اجتماعى يؤثر ويتأثر بالآخر، لذا فتأثير الخطاب الدينى الإسلامى والمسيحى إذا كان سلباً أو إيجاباً سيؤثر على مجمل العلاقات الاجتماعية، وبالتالى سيكون التأثير المباشر والأهم هو سلوك هذا المواطن فى بناء تقدم هذا الوطن أو العكس.

هنا سيقول أحد المتشددين المسيحيين ما علاقة الفكر الدينى المسيحى بالإرهاب؟ هنا سنقول إن التأثير السلبى للفكر الدينى لا يقتصر على التفسير المتشدد والمتطرف للنص، ذلك الذى يولد فكرة الإرهاب باسم الدين فقط، وإن كان الإرهاب له عدة صور منها الأخطر وهو التصفية البشرية للآخر المختلف فى الدين أو حتى المختلف فى الفكر الدينى الواحد.

هناك إرهاب فكرى ومعنوى وسلوكى يخرج الآخر المختلف فكرياً من الدين ويكفره ويحاصره، وإن كان فى الجانب المسيحى بالنشأة والتاريخ والواقع من الصعب يمارس ذلك النوع من الإرهاب بالتصفية الجسدية.

الأهم أن الفكر الدينى غير الصحيح هنا وهناك هو ذلك الفكر الذى يؤسس لرفض الآخر تحت حجة الإيمان المطلق بصحيح الدين.

فهذا الإيمان الذى يحق لصاحب الدين يختلف عن رفضه للآخر كإنسان، فإذا رفضنا دين الآخر لابد أن نقبل الإنسان كإنسان، وهذه هى إرادة الله ومشيئته.

هناك الفكر الدينى السلبى الذى يجرى وراء الأوهام والخزعبلات ويستهويه الفكر الغيبى ويسيطر عليه الفكر الأسطورى فينتج بشراً لا علاقة لهم بالمنهج الصحيح ولا الأسلوب العلمى ولا الفكر الإنسانى الراقى المتطور، والذى يسعى لرقى الإنسان وتقدم الشعوب.

هناك الفكر الدينى الذى يكرس للطاعة العمياء والانصياع لكل ما يُسمع فيحول الدين إلى تلقين متوارث ويشيئ العقيدة فيتجمد الفكر ويخمد العقل وتسيطر السلطة الدينية التى لا تسعى لغير مصلحتها وتثبيت سيطرتها على البشر باسم هذا الفكر الدينى الموروث والمتوارث.

فهل الفكر الدينى الذى يحاول أن يعيش باسم المعجزات ويتمسح بالإيمان فتصبح حياة البشر كلها وكأنها تسير بالمعجزات لا بالقانون الكونى، فالصور ينزل منها الزيت، والرملة تشفى كل الأمراض، وشال القديس قادر على الشفاء، ولا عزاء للعلم والطب والعقل الإنسانى الذى ميز به الله الإنسان، فهل هذا فكر دينى صحيح؟.

هل فى هذا المناخ وبهذا الأسلوب وبذلك الفكر يمكن أن نُعد شخصية متوازنة عاقلة فاهمة تُعمل عقلها وتُشحذ فكرها وتُقدر المنهج العلمى؟ هل بهذا يمكن أن نعد إنسانا له القدرة الفكرية والعقلية على المساهمة فى بناء مصر الجديدة؟ ولذا يجب تغيير الخطاب الدينى الإسلامى والمسيحى ولا إيه؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موقع سفر عالمى: العلمين الجديدة تتمتع بإمكانيات اقتصادية هائلة لقطاع السياحة

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

الساعة السكانية تسجل وصول عدد سكان مصر لـ108 ملايين نسمة.. جهاز الإحصاء: حققنا مليون نسمة خلال 287 يوما ومعدل المواليد يتراجع منذ 5 سنوات.. أسيوط وسوهاج الأعلى وبورسعيد ودمياط الأقل.. و2.41 معدل الإنجاب فى 2024

الحكومة: تسليم 1298 قطعة أرض للإسكان لبدء تنفيذ مشروعات "بديل الإيجار القديم"

الوجوه الجديدة تزين قائمة الزمالك أمام المقاولون بظهور ناصر وبيزيرا وشريف


الأهلي يخوض مباراة ودية استعدادا لمواجهة غزل المحلة في الدوري

11 حالة وفاة نتيجة الجوع في غزة خلال 24 ساعة والعدد يصل لـ251 شهيدا

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

وزارة التعليم: تحصيل مصروفات العام الدراسى 2026 والالتزام بالزي المدرسى

هدف ودموع ووفاء.. محمد صلاح يتألق فى ليلة استثنائية بالدوري الإنجليزي.. ملك ليفربول يواصل تحطيم الأرقام القياسية ويدخل نادي عظماء البريميرليج أمام بورنموث.. ويقترب من إنجاز تاريخي غير مسبوق للأجانب


غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

مواد المرحلة التمهيدية "أولى ثانوى" بالبكالوريا للعام الدراسى 2026

البنك الأهلي يغلق صفحة الهزيمة من الحدود استعداداً لكهرباء الإسماعيلية

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

علشان تختار لابنك صح.. أبرز 10 فروق بين البكالوريا والثانوية العامة

بعد التصديق على قانون التعليم.. اعرف موعد تطبيق البكالوريا ومساراتها

وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها

طبيب الأهلى يكشف موعد مشاركة إمام عاشور في المباريات

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى