محمود خالد يكتب: سأكتب..

ورقة وقلم - أرشيفية
ورقة وقلم - أرشيفية
سأكتب..
لا يهم ماذا أكتب؟
ولو كان كلامًا فارغًا
وإن كان موضوعًا تافهًا
سأكتب لأن الكتابة فقط غايتى
لا أريد أن يقال عنى كاتب أو مثقف فكلها لا تعدو السمعة الزائفة
لا أرغب أن يقال عنى بطل شعبى فكلها دعاية فارغة لسلطة زائلة
سأكتب لأن الكتابة صارت قضية
قضية الباقين وسير السابقين
إعلام الماضى والحاضر والمستقبل
أبنائى فى المستقبل سيسألونى كيف كنتم فى الماضى؟
ماذا أقول لهم إن خانتنى ذاكرتى وتناثرت مع ذرات الهواء
سأختار لهم ما يريدون معرفته عن حياتى وما حملته لى من آمال وأوهام
سأكتب لهم ما يريدونه زادًا لهم أن تعرضوا لمصاعب الحياة وتحدياتها
ولكنى حتى الآن أشعر أنى لم أعرف عن الدنيا سوى القليل
وقد لا تحمل رأسى الآن آية أفكار أو مشاعر أدونها على الورق
قد أبدو عاجزًا عن تحليل الواقع بكل معانيه وأرجائه
ولكن رغم ذلك كله … سأكتب
سأكتب فقط لأن تلك الحروف باتت مهددة
وتلك الكلمات صارت معرضة للخطر
قديمًا فى حرب المرتدين قتل الكثيرون من حفظة القرآن
فكتبوا ..
كتبوا حتى تظل رسالة الرحمن باقية
وطاف البخارى أرجاء الأرض من شرقها لغربها
فكتب ..
كتب حتى يظل صحيح الحديث النبوى باقيًا
وذاق التابعون من ألوان العلم والأدب أصنافًا شتى
فكتبوا..
كتبوا حتى تظل علومهم وأفكارهم باقية
وفى عصرنا كتب العرب والغرب
كتبوا فى كل شىء .. الدين والدنيا، العلم والحياة
منهم من كتب مجرد فكرة صغيرة
ولكنه كتب
كتب لعل فكرته كإنسان تتحدث
تتحدث إلى العالم بأسره
ولو لم تصل..
سيكتفى بالكتابة متعة وقضية
والآن ..
أراد الغرب تمزيقنا
بدأوا بالحرب .. فخسروا
جادلونا فى ديننا.. فانهزموا
فاختاروا أن يحاربونا بالكتابة
أقسموا أن يجعلونا شعبًا لا يكتب
لا يكتب حتى لا تصل رسالته إلى الباقين
فينقطع سلسال الواقع الرابط بين الماضى والمستقبل، فيختفى أجداد الماضى ويضيع أحفاد المستقبل
نصرخ فلا يسمعنا أحد، نبكى فلا يكف دمعنا، نقع فلا يسندنا
فنلقى باللوم على أنفسنا، وننشغل بالحرب على بعضنا
يظهرون من بيننا متخفين بردائنا، فيلطخوا سمعتنا ويلوثوا شرفنا، فنكتفى بالبكاء والنحيب
يسود قانونهم ويعم الظلام علينا
ولذلك سأكتب حتى وإن لم أجد موضوعًا
سأكتب حتى يتشجع أخوتى على الكتابة
فيظهر من بينهم العالم والمفكر فيكتب
يضع الحرف بجانب الحرف، والكلمة بجوار الكلمة، والسطر تحت السطر، فيكونوا سياجًا حصينًا أمام ما نراه من حرب على أفكارنا وثقافتنا ولغتنا الأم
سأكتب ولن أيأس
حتى وإن لم تصل رسالتى، حتى وإن لم يفهمها أحد
سيرون حروفًا مكتوبة ونصوصًا مدونة
فتثير شهوتهم للكتابة .. فيكتبون
ونكتب ونكتب ونكتب
لن نبخل على المستقبل بكلماتنا
وستظل رسالتنا باقية، تشملها معية الرحمن ويحيط بها أبناؤها
حتى تنتصر الكتابة.. وستنتصر بإذن الله
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يرحب برحيل شوبير حال تلقيه عروضا مغرية للاحتراف الخارجى فى يناير

مدرب جنوب أفريقيا يخمد فتنة العنصرية قبل خوض أمم أفريقيا باعتذار رسمى

إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان ..و تجهيز عادل لمباراة زيمبابوي

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

الأهلى يغلق باب رحيل إمام عاشور في الميركاتو الشتوى


محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

أحمد السقا: عريس بنتى لو قدر يوصل لبيتنا لازم يكون لابس واقى من الرصاص

تشكيل مباراة المغرب ضد الإمارات فى نصف نهائي كأس العرب

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي


أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الزمالك: لن نمانع رحيل عدي الدباغ فى انتقالات يناير

الأهلى مع الجزيرة والزمالك مع الاتحاد اليوم فى دورى سوبر السلة رجال

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد الأساسية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى