مقتل دبلوماسى مصرى بالمكسيك بطريقة مقتل السائحين المكسيكيين

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم - دندراوى الهوارى
قولًا واحدًا، ندين مقتل السائحين المكسيكيين، وأى ضيف يحل على أرض الكنانة قاصدًا التمتع بمشاهدة الكنوز الأثرية، وشموخ الحضارة المصرية، والمناظر الخلابة للشواطئ والجبال، أو جاء لاجئًا، أو لأى سبب، ما عدا الحاملين للشر والمخططات التآمرية.

وما حدث للسائحين المكسيكيين، وبعيدًا عن الفكر التآمرى، فإن هناك خطأ اعترفت به الحكومة المصرية بشجاعة كبيرة تعبر عن أن هناك عهدًا جديدًا للمكاشفة، وسرعة الاعتراف بالخطأ، والاعتذار عنه، وهو ما يكسبها احترامًا ومصداقية.

الحكومة المكسيكية، ممثلة فى رأس السلطة، تفهمت ملابسات الحادث وظروفه، وأرسلت وزيرة الخارجية لمتابعة الحادث عن كثب، ووجدت تعاونًا جيدًا من الحكومة المصرية رغم استقالتها، وتذليل جميع العقبات لسفر المصابين، ونقل الجثث لبلادهم.

المثير للاشمئزاز، والقرف، والحنق، والسخط، أنه فى الوقت الذى تفهمت فيه الحكومة المكسيكية ملابسات الحادث، وجدنا نشطاء وأدعياء الثورية، وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وبعض الإعلاميين المتلونين والمنقلبين يهاجمون النظام والحكومة ويوجهون لهما سيلًا من الاتهامات الخطيرة، أبرزها اتهام القتل مع سبق الإصرار والترصد، وأصبحت «ميكسيكو سيتى» عندهم أهم بكثير من «القاهرة».

ثم بدأوا يرددون نغمة «نشاز» أن السياحة «إضربت» وكأن السياحة طوال السنوات الأربع ماضية «فى العلالى بتلالى» فى السماء، وعدم الاعتراف بأن السبب الرئيسى لتدمير القطاع السياحى بجانب معظم القطاعات الاقتصادية ثورة 25 يناير 2011، وهى حقيقة دامغة دون مواربة أو خداع أو خوف.

كما دمرت جماعة الإخوان الإرهابية البقية الباقية، بعدما نثروا الإرهاب فى سيناء، وعدد من المحافظات، واستهدفوا السائحين فى طابا، ومعبد الكرنك، وغيرها من الحوادث الإرهابية التى دفعت المقصد السياحى المصرى إلى التراجع المخيف.

فعلًا «المعفن لا يشم رائحته» وكم من «المتعفنين» الذين يتصدرون المشهد العام فى جميع المجالات، وينصبون أنفسهم أوصياء، ويُسخّرون كراهيتهم الشديدة للنظام فى تشويه صورته، وتأليب الخارج ضد البلاد، واستدعائه للتدخل فى الشأن الداخلى، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عن الفائدة التى سيجنونها من تقديم بلادهم على طبق من فضة للأعداء، مثلهم مثل أحمد الجلبى الذى قدم العراق لأمريكا؟

لم نر هؤلاء، ولم نسمع لهم صوتًا اعتراضًا أو سخطًا عندما قُتل دبلوماسى مصرى، كان يعمل سكرتيرًا ثانيًا بالسفارة المصرية فى المكسيك عام 1998 فى أثناء استقلاله سيارته وبرفقته زوجته ووالداه، حيث خرج عليهم مسلحون وأطلقوا وابلًا من الرصاص، وقُتل فى الحادث، وكان رد الحكومة المكسيكية حينها نصًا: «إنه تواجد فى مكان خطأ فى الوقت الخطأ»، وتفهمت الحكومة المصرية الموقف.

وفى حادث السائحين المكسيكيين، أيضًا كانوا فى المكان الخطأ، وفى التوقيت الخطأ، فالمنطقة محظور السير فيها، وشهدت قبل الحادث بساعات معركة ضارية بين الأمن والإرهابيين، وتمكنت القوات من قتل 8 إرهابيين من بينهم المتهم بتفجير موكب النائب العام هشام بركات، وأيضًا خاطف السائح الكرواتى.

وتفهمت الحكومة المكسيكية الموقف، مثلما تفهمت القاهرة نفس تبرير حادث مقتل الدبلوماسى المصرى.

لكنّ الخونة الذين يسكنون أحشاء هذا الوطن، والعاقين الذين ينكرون خير مصر عليهم، أرادوها نارًا، يسكبون عليها البنزين لزيادة اشتعالها، وإحداث أزمة دبلوماسية بين البلدين، ولكن القيادتين فى مصر والمكسيك فوتتا الفرصة على الخونة والعاقين من المنتسبين اسمًا لهذا الوطن.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

جمال عبد الناصر يكتب: بيتر بروك والمهابهاراتا..حين تتحول الملحمة إلى تجربة فى التلقى

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

هل يغنى أمير عيد أغنية ليلى فى مهرجان العلمين.. بعد محاوله الصلح بينهما؟


سقوط طائرة إسرائيلية بدون طيار فى غزة والسكان يتحفظون عليها.. فيديو

أشرف داري يواجه شبح الرحيل عن الأهلي خلال ميركاتو الشتاء

سفاك الدماء يصعد جرائمه فى لبنان.. غارات الجنوب مستمرة وإصابات فى غارة على الناقورة.. "صحة لبنان": مقتل شخص على "حداثا".. تحليق لطيران الاحتلال فوق بيروت.. رئيس الأركان: اغتلنا 240 بحزب الله منذ وقف إطلاق النار

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين ومدارس النيل الثانوية الدولية 2025 بداية من اليوم لمدة ثلاثة أيام للالتحاق بالكليات والمعاهد.. واستمرار التقدم بمرحلة تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة حتى 18 أغسطس


التفاصيل الكاملة لحكاية "بتوقيت 2028" بطولة هنادى مهنا قبل عرضها الليلة

دفاع إحدى ضحايا حادث طريق الواحات: شقيق أحد المتهمين عرض الصلح

القبض على التيك توكر علاء الساحر لظهوره فى مقاطع فيديو يعتدى على أشخاص

الحماية المدنية تستخرج طفلة محتجزة داخل مصعد فى الظاهر.. صور

الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ72 للمساعدات في قطاع غزة

موعد مباراة وولفرهامبتون ضد مان سيتي في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري والقناة الناقلة

ترامب بعد انتهاء المؤتمر الصحفى مع بوتين: سأجرى زيارة للعاصمة موسكو

قانون الضريبة على العقارات المبنية يحدد ضوابط تقدير القيمة الإيجارية

ميلود حمدى يبدأ استكشاف زعيم الثغر بحثاً عن أول انتصار للإسماعيلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى