بين النقد والردح.. سقوط هيبة الوزراء

أكرم القصاص
أكرم القصاص
لم يعد منصب الوزير أو المسؤول التنفيذى مثل السابق، لأسباب كثيرة بعضها يعتبر ميزات، والبعض الآخر يرتبط بطبيعة مرحلة سقطت فيها الكثير من الهيبات، وربما تكون طريقا، لأن يصبح المنصب التنفيذى عاديا بلا ميزات. خلال أربع سنوات ونصف، لم يكن من السهل على المواطن العادى أن يتذكر أسماء أكثر من أربعة أو خمسة وزراء بما فيهم رئيس الوزراء، وعادة يكون المشهورون وزراء الداخلية والتموين، وربما الصحة والتعليم بحكم الاحتكاك والتعامل مع قضايا تمس المواطنين.

أيام الحزب الوطنى ومبارك كان بعض الوزراء اشتهروا لأن بعضهم تجاوز ربع القرن فى منصبه، وعرفنا وزراء مثل ماهر أباظة وسليمان متولى، ويوسف والى وصفوت الشريف، وبعضهم ترك وزارة الإعلام لينتقل إلى مجلس الشورى، سياسيا كان هناك فتحى سرور وكمال الشاذلى، قبل أن يظهر الحرس الجديد، كانوا قد قضوا عقودا فى السياسة بعضهم تجاوز الأربعين عاما، وعلى العكس بعد يناير لم تستمر عام، وربما أقل وأصبح المسؤول تحت المجهر. لم تعد لديه الهيبة السابقة للمناصب والمواقع، ويمكن لأى شخص أن يلتقط حديثا أو تصريحا خاطئا ليسلخ هذا المسؤول أو ذاك، وهذا بالحق أو الباطل.

والحقيقة أن هيبة المسؤولين تراجعت قبل يناير فى السنوات الأخيرة لمبارك والحزب الوطنى كانت هناك جرأة فى مهاجمة الحزب الوطنى والمسؤولين ومبارك نفسه. كما أن نقل جلسات مجلس الشعب كانت مناسبة لوقوع مناوشات ومشاجرات. كانت الكاميرات تنقلها، ولعبت مواقع التواصل دورا فى هذا الأمر، بعضه كان إيجابيا فى التقاط أخطاء أو مقولات وبعضه كان مجرد مبالغة فى السخرية والشتيمة.

اللافت فى هذا أن السنوات الأخيرة كان الوزراء أحيانا أهدافا سهلة فى التجمعات أو الأماكن العامة. وبعض الشخصيات التى عرف عنها أنها معارضة أو ذات مواقف حدية واجهت بعد تولى المناصب مواقف تبدو امتدادا لإسقاط الهيبة. وكما قلنا فإن السياسى فى المعارضة يكون حرا فى طرح الآراء، بينما وهو مسؤول يصبح فى مرمى الانتقاد، ورأينا أسماء مثل الدكتور حسام عيسى أو كمال أبو عيطة وكلاهما كان معارضا تولى منصبا وزاريا فى وقت ما واجه تحديات مختلفة، بل وتعرضا لهجوم وانتقاد ساخن، وأحيانا تجاوزات من بعض المختلفين معهما، وساعتها يكون المسؤول فى موقف مختلف.

لكن يبدو كل هذا نتاجا لفترة انتقالية يحتل فيها الفراغ سياسى مساحة، حيث لا حواجز بين الشجاعة والتجاوز، وبين الانتقاد والتطاول، ولا بين المعارضة والنميمة، التوك شو والردح.

يمكن مع الوقت أن يتم تنظيمها، ليصبح الوزير شخصاً عادياً قابلاً للنقد وليس مسؤولاً مزمناً، وأن يتم النقد بالمناقشة وليس بالردح.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

بطل من الحماية المدنية.. مدير إدارة عمليات يصعد على السلم ليساعد في إخماد حريق سنترال رمسيس


السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

خسارة ناشئات الطائرة أمام إسبانيا فى تحديد مراكز بطولة العالم

نتنياهو: سنهزم حماس ونقضي على قدراتها

استمرار التسجيل فى مسابقة دولة التلاوة عبر منصة وزارة الأوقاف حتى 8 أغسطس.. فيديو

المصرية للاتصالات: لا نتنصل من مسؤولية حريق سنترال رمسيس والخطط عجلت عودة الخدمة


البنك الأهلي يغلق ملف رحيل أسامة فيصل بعد توقف مفاوضات الأهلي

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤول أوروبى

تعرف على قيمة إعارة حسام أشرف من الزمالك إلى سموحة

وزير الاتصالات يكشف أمام مجلس النواب ملابسات وتفاصيل حريق سنترال رمسيس

انتظام صرف الخبز المدعم للمواطنين بجميع المحافظات على مستوى الجمهورية منذ الخامسة صباحا.. شريف فاروق: ماكينات الصرف مزودة بشرائح اتصال متعددة.. وغرفة عمليات تتابع سير العمل لحظة بلحظة

الاتحاد الفلسطيني يستنكر تهديدات الاحتلال للاعب المنتخب علاء الدين حسن

بتمويل مليار جنيه.. وزير التعليم العالى يعلن نتائج المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية تحالف وتنمية.. تقدم 104تحالفات ومشروعات بحثية للمياه والطاقة والسياحة.. ووضع أول خريطة بحثية للتعرف على احتياجات الدولة

حماس وإسرائيل تتفاوضان على بلورة إطار عام للمرحلة النهائية من المحادثات.. مسؤول: انطباعات إيجابية والعملية التفاوضية تحتاج وقتا.. مصدر إسرائيلي: وقف الحرب بعد نزع سلاح الفصائل.. ومقتل 5 جنود إسرائيليين بالقطاع

أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور

الحكومة خارج الخدمة بعد حريق سنترال رمسيس.. انتقادات برلمانية واستدعاء وزير الاتصالات تحت القبة.. رئيس النواب: الضرر جسيم ولا نقبل التهوين.. نواب: أين الميكنة والتحول الرقمي؟.. ومحمود فوزى يكشف تفاصيل الحادث

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى