عصام كرم الطوخى يكتب: شخصنة الأفكار

ورقة وقلم - صورة أرشيفية
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
بدون أن تشعر قد تجد نفسك فى مواقف عديدة غاية فى الصعوبة والإحراج، ومعارك أنت لم تسع لها، ولكنك تهاجم من البعض وبشراسة، ويرجع السبب أنك من أصحاب النقد اللاذع وأسأت لهم بداع التوجيه والإرشاد ولم تعالج الأمور بسرية وستر، لذلك فنحن من نضع أنفسنا موضع التهم والحقد والغيرة والحسد بما تركناه سابقاً من أفعالنا وأقوالنا ثم بعد ذلك ندعى أننا مظلمون.

أسع إلى تقديم النصيحة بفكر راقى وحب وتسامح ومودة ورحمة فمن الطبيعى سيكون ردة فعلها تجاهك بنفس الشيء والعدل والاتزان فى التعامل معك، لذلك حاول وابتعد عن مواضع التهم حتى لا تفقد كل شيء جميل فى حياتك، لذلك إذا دخلت فى نقاش فأحرص على مناقشة الفكرة ذاتها ولا تدخل فى معارك قاسية بالتدخل فى أمور شخصية ليست من شأنك، بل قد تقحم أشخاص آخرين فى الموضوع بسبب جهل الحوار وافتقاد ثوابت الكلام المنطقى فتزداد مشاكلك كونك خرجت عن إطار النقاش الفكرى المتزن وتطرقت إلى عيوب الناس وذمهم وفضحهم، فإذا اتبعت آليات النقاش المعروفة لسلمت من أذى الناس وأحقادهم، فأصحاب العقول هم من يناقشون الفكرة بالحجج والبراهين لا الأشخاص نفسهم.

لذلك لا تشخصن الأمور بالهروب من مناقشة الفكرة ذاتها بالحجة والدليل إلى نقد الشخص الذى يطرح الفكرة، فإذا كنت من أصحاب الحق ستجد ذاتك تبحث عن الجمال والخير والثوابت فى مناقشة الفكرة فلا تلفت إلى من يطرح الفكرة وتنشغل به، فالأفكار ليست لها علاقة بمن يطرحها ونواياه وتصرفاته فأنت عندما تفكر بهذه الطريقة تؤدى إلى الاحتقان والى المزيد من العدائية ويضعف موقفك وحجتك لأنك لم تناقش وجهة نظرك، فكل ما عليك أن ترد الحجة بالحجة حتى نصل إلى نتيجة ايجابية.

الشخصنة تقودك إلى خصومات وإرهاب فكرى بسبب التعصب لأننا ندور فى فلك الأشخاص لا الأفكار، وهذا ما نراه ويشكل أزمات فكرية وثقافية، بسبب أن عامل القبول والرفض للفكرة مبنى على شخص قائلها، وهذا المعيار للحكم على الأفكار مدمر ومؤشر خطر للمعارك المصطنعة والـتأليب للشخص ذاته ومحاولة إسقاطه بل وتدميره. لذلك فالقليل منا ما يكون موضوعى فمن الصعب أن يتكلم أحد بحيادية لأن الشخصنة للبعض هى مهرب لهم، كونهم وهم يناقشون أموراً إنسانية، يتخذون الشخصنة مخرجاً من وضعية الحرج المادى الذى هم فيه. فأسوأ ما فى الشخصنة هو التصنيف المسبق، والحكم على الآخرين من خلال الأحكام العامة المسبقة، وليس من خلال الواقع الفعلى والعملى حتى لا يكون ظلماً للطرف الآخر، مما يجعلك تترك الموضوع أو الفكرة وينصب حوارك على الشخص نفسه وليس على الموضوع الأساسى لذلك فأنت من البداية لا تريد الفكرة بقدر ما تريد الشخص نفسه. ويبقى ثقتك بذاتك وأفكارك ومنطقك رد فعل يسمو بك إذا تعرضت للشخصنة فى حياتك، لأنها لن تقلل من هيبتك بل ستزيدك قوة كونك تعى وتدرك ما تقول.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المغرب ضد الإمارات.. أسود الأطلس يتقدم 1-0 فى الشوط الأول "فيديو"

الأرصاد: استمرار سقوط الأمطار حتى غد وتوقعات بشبورة كثيفة نهاية الأسبوع

أحمد السقا عن فيلم الست: منى زكى عظيمة ومحدش يجرؤ يجى جنبها.. فيديو

الأهلى يغلق باب رحيل إمام عاشور في الميركاتو الشتوى

أحمد السقا: عريس بنتى لو قدر يوصل لبيتنا لازم يكون لابس واقى من الرصاص


الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي


الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

غياب عادل إمام عن جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

منح وزير التموين وبعض موظفى الوزارة صفة الضبطية القضائية

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى