نقابة الأطباء: مستشفى واحد يخدم 50 ألف مواطن بالواحات البحرية

نشرت النقابة العامة للأطباء، تجربة الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة أطباء الجيزة، فى التوجه إلى مستشفى الواحات البحرية، الذى كشف من خلالها أن المستشفى هو الوحيد الذى يخدم أكثر من 50 ألف نسمة، ويفتقد وجود أطباء أساسيين فى تخصصات "الجراحة والعظام والرمد والأنف والأذن والجراحات المتخصصة والرعاية والكلى والمعمل وبنك الدم وغيرها"، بجانب إنهاء تعاقد 5 أطباء أخصائيين واستشاريين فى الجراحة والنساء والعظام لعدم وجود ميزانية كافية لهم.

وأوضح أمين خلال رحلته التى وصفها بالجبرية لتنفيذ التكليف، أن المستشفى به طبيب جراحة وحيد من أهل الواحات قد خرج على المعاش والمستشفى لم ولن يتعاقد معه لعدم وجود ميزانية، على حد قوله، لافتا إلى أن أكثر الحالات التى يتم عرضها على المستشفى هى حالات الإصابات والكسور للعمال العاملين بالمناجم القريبة وحالات الولادة المتعسرة والولادات القيصرية ولدغات الثعابين والعقارب وجميعها يتم تحويلها لأقرب مستشفى وهو مستشفى 6 أكتوبر والذى يبعد 400 كلم من منطقة الواحات، لافتا إلى وجود حالات أمراض كثيرة من الكلى والفشل الكلوى نتيجة المياه الملوثة الموجودة بالمنطقة، بجانب 14 حالة للغسيل الكلوى مقيدة بالمستشفى .

وأضاف:" وصلنا مستشفى الواحات المركزى، بعد 6 ساعات من السفر كنا نضع أيدينا على قلوبنا خلالها، كلما توقف فيها موتور الأتوبيس عند مطلع أو مطب صناعى، المستشفى جيد كمبنى ومجهز بشكل جيد نوعا ما فيه 4 أسرة للرعاية المركزة و7 أجهزة غسيل كلوى وجهاز آشعة مقطعية وبنك دم ومعمل و3 حضانات وغرفتا عمليات ويخدمه 11 سيارة إسعاف موزعة على الواحات كلها ولأول مرة فى حياتى كلها أرى أسرة رعاية مركزة فارغة بالكامل، وأجهزة غسيل كلوى غير مشغلة بكامل طاقتها و3 حضانات لا تجد مكانا ولا أطقم عاملة".

وتابع:"القوة الأساسية للعاملين بالمستشفى تتكون من 70 ممرضا وممرضة و3 أطباء أسنان منهم نائب المدير، و5 أطباء بشريين منهم المدير، و3 طبيبات نساء وطبيب تخدير وطبيب باطنة والمستشفى يعتمد بشكل كامل تقريبا على الأطباء المكلفين بقضاء فترة الانتداب اللازمة للترقى، وكذلك الأطباء المنتدبين أسبوعيا فيما يعرف بتلك القوافل الطبية، حتى الجزء الخاص من العيادات والمستشفيات الخاصة غير موجود تقريبا اللهم إلا عيادة أو اثنتين" .

واستطرد:" أثناء تواجدى بالمستشفى أجريت عملية ولادة قيصرية طارئة لمريضة، دون ممرضة مدربة، ولا إشراف من أخصائى ولا أى معلومات عن الحمل أو التاريخ المرضى للمريضة، ولم يكن موجود حضانات ولا غرف رعاية ولا حتى حجز أكياس دم لها، وهو ما يعد مغامرة خطيرة لكننا اضطررنا إليها، فالبديل كان تحويل المريضة فى حالة بالغة الحرج لمستشفى 6 أكتوبر مجددا".

ولفت إلى أن أحد مسئولى المستشفى أكد حاجته إلى 900 ألف جنيه سنويا، لحل مشكلة الخدمة الصحية بالواحات والمستشفى ممثلة فى التعاقدات التى يستطيع أن يجريها مع الأطباء من التخصصات المختلفة، مؤكدا أن المستشفى تحتاج إلى وجود رغبة حقيقية فى إنقاذ سكان الواحات البحرية من هذا الواقع ورصد التمويل الكافى له، والتعاقد مع أطباء من كافة التخصصات وبعقود جيدة لتكون حافزا لهم للعمل وتكون مهمتهم بجانب عملهم هو تدريب الأطباء من الأطباء المقيمين.

وأكد على أهمية وضع المستشفى بكامل تخصصاتها فى كل حركات النيابات مع وضع امتيازات مادية وتدريبية وإدارية كحافز للأطباء، لافتا إلى أن مشكلة التمويل لن تكون معضلة خاصة أن أحد مسئولى مديرية الصحة بالجيزة أكد أن ميزانية القوافل الطبية بها 4 ملايين جنيه شهريا، كما أنه يمكن تمويلها من صندوق تحسين الخدمة أو غيرها".