تيمور المغازى يكتب: ماتت البراءة

ايلان الطفل السورى الغريق
ايلان الطفل السورى الغريق
مات وترك لنا الحزن على أنفسنا، لقد أصبحنا كالشجر المعدوم من الحياة والإحساس، وماتت الأوراق الخضراء وأصبحت الشجرة هى والعدم سواء.

مات وترك لنا صوره لتنتقل من جيل إلى جيل لتحكى آلما وحسرة على الأوطان وتشرد الأطفال قبل الرجال والنساء، مات المستقبل فهو الامل لتجديد الحياة.

لم أعد أتحمل النظر إلى تلك الصورة المؤلمة التى هزت كل كيانى وخلعت من أنفاسى سبل التنفس واستبدلت ذلك بشوك يخرج من صدرى فيمزق ما كان من جمال البراءة والإنسانية .

مات الطفل وانقلب الجسد وظهر لنا هو يسجد لمن خلقه وكأنه يقول أغلقت أبواب الأرض وفتحت أبواب السماء، طردنى البشر من دنيا فانية واستقبلنى الرحمن بالغفران، ياأيها البحر العميق لقد احتويت الجسد رغم غدرك لقد لفظت أمواجك الجسد لتؤلم العالم وتزرع الحسرة فى قلوب البشر.

من منا لم يتألم من هذه الصورة التى احتوت فى طياتها موت المستقبل وموت البراءة وموت الإنسانية ولماذا؟! اتركوا ما ارتبط به هذا الطفل من انتماءات ومن ديانات ومن مذاهب وتمسكوا بأنها نفس خرجت بدون احترام وبدون احتواء .

كم كانت هى اللحظات التى عاشها الطفل قبل الممات! كيف بكى؟ وكيف صرخ؟ وكيف خرجت الروح؟ إحساس يحوى كل هذه الأسئلة وأكثر، لم يعد لدى ما أسطره من ترجمة إحساسى الحزين ولم يعد لدى رغبة فى أن أعيش وسط براكين من الانقسامات والتخوين، لقد أصبحنا كغثاء السيل رغم كثرة العدد وأصبح فينا من يساعد على التفرقة ولم يشعر بالندم، وما هذه الدنيا إلا كغرفة مغلقة لها بابان ندخلها من باب وسنخرج منها من الباب الآخر .

يا من قسمتم الأوطان وزرعتم الفتن بين الأبناء، لماذا كل هذا؟ لكرسى زائل أو لمنصب سينتهى تتشبسون بالفناء ولم تعلموا عواقبه حللتم دماء المسلم قبل غيره تركتم العداء بيننا وألبستم الباطل ثوب الحق وخدعتم الشعوب بالنفاق قبل الاتفاق، ماذا جنى هذا الطفل من تلك الحروب إلا احتواء البحر لذلك الجسد المبتور من الروح ما الذنب المقترف وما الحيله لذلك؟، ماتت البراءة والإنسانية ومازال الدماء يسيل .

أنقذوا الأوطان والشعوب بنشر السلام والمحبة واتركوا التعصب والعداء، اغرسوا فى الأطفال حب الوطن والدفاع عنه ضد الأعداء ولا تغرسوا الحسرة والندم لانتمائهم لتلك العروبة التى تتمزق بسببكم، إنها الفاجعة التى لا تغيب أثارها عن عقول البشر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كريم حسن شحاتة: الزمالك يضغط على بيراميدز للتعاقد مع محمود صابر

ضبط طفل يقود سيارة في شبرا الخيمة معرضاً حياته والمواطنين للخطر

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. استشهاد 3 فلسطينيين فى قصف للاحتلال غرب خان يونس.. إيران تستلم بطاريات صواريخ أرض جو من الصين.. وزارة الصحة بغزة: ارتفاع مقلق فى حالات الإصابة بالحمى الشوكية


بطل من الحماية المدنية.. صاحب اللقطة الأشهر ظل ساعات أمام الأدخنة حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

الخارجية الأمريكية: ترامب متفائل بشأن التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة

فيفا يرد علي استفسار الاسماعيلي بشأن أزمة القيد

بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.. مصر تُحصّن مستقبلها الديمقراطي بذاكرة شعب لا ينسى تجارب الوجع.. كيف استغلت الجماعة الإرهابية الدين للوصول إلى الحكم؟.. ووعى المصريين كشف خدعة "الإسلام هو الحل"


جو هيل يكشف تفاصيل مثيرة عن أحداث فيلم The Black Phone2 قبل طرحه

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

رئيس الوزراء يرأس غدا اجتماع الحكومة الأسبوعي ويعقبه مؤتمر صحفى

شاهد محمد سيحا حارس الأهلي "يستجم" على الشاطئ رفقة أسرته

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

الكرملين "مصدوم" من انتحار وزير النقل الروسى بعد إقالته

اشتباكات بالأيدى وتبادل صفعات بين النواب داخل البرلمان الأرمينى.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى