مليارات التعليم الضائعة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
نحن ننفق 79 مليار جنيه موازنة للتعليم وهى موازنة قليلة لا تفى بحاجات التطوير والمناهج، لكن أيضا ينفق أولياء الأمور 30 مليارا على الأقل دروسا خصوصية، ناهيك عن 30 مليارا أخرى للتعليم الخاص. كل هذا يعنى أن هناك اختلالا فى نظام الإنفاق على التعليم وإدارته، وهل يمكن للمواطن أن يستجيب حال طلب منه أن ينفق ما يدفعه للدروس الخصوصية على التعليم. نظن هذا يمثل مشكلة وسوف تواجهه اعتراضات. بالرغم من أن المواطن يدفع عن طيب خاطر للدرس الخاص والتعليم الخاص، والكورسات الأزمة، ربما لا تكون مادية فقط، مع ملاحظة أن دولا كثيرة كانت أفقر منا فى آسيا نجحت فى إقامة تعليم عصرى ساعدها فى التنمية.

لدينا سؤال سنوى سهل وصعب ولا إجابة عن الدروس الخصوصية، قصة مستمرة من سنوات نتحدث فيها ونناقشها من دون أن نصل إلى حل لها. كل وزير وكل حكومة من ثلاثين سنة وعدت بإنهاء الدروس الخصوصية، لكنها كانت تتضاعف، وتتضاعف، واكتشفنا أن الوزراء أنفسهم يرسلون أولادهم للدروس الخصوصية.

فى الثمانينات كنا نتحدث عن ملايين من جيوب أولياء الأمور. الملايين تضاعفت كل سنة، حتى وصلت إلى 30 مليار جنيه سنويا، وهناك إحصائيات ترتفع بها إلى 50 مليارا حال وضع دروس الجامعات. هذه المليارات بلا عائد. وتحتاج إلى مناقشة واضحة، كيف ننفق مالا يعود علينا، ولا يخرج الطلاب إلى سوق فارغ وبطالة مقنعة أو حقيقية.

كان هناك تصور أن مرتبات المعلمين وأحوالهم لو تحسنت يمكن أن تنتهى الدروس الخصوصية. ثم أن الموازنة تنفق أغلبها على الرواتب والأجور ولا يبقى منها شىء، وهل يمكن مضاعفة الأجور للدرجة التى يتم فيها بالقانون حظر الدروس الخصوصية؟.

كلنا يقرأ ويتابع ويعرف أن لدينا مشكلة فى مستوى التعليم، وأن مستوى الخريجين لا يتناسب مع حاجات المجتمع، وشكاوى من أصحاب مصانع يشكون من أنهم لا يجدون العمالة الفنية المدربة فيضطرون لاستقدام عمالة من الخارج. وهى مهن لا تحتاج أكثر من تدريبات لتأهيل الخريجين. ثم نتحدث عن أن العمالة الأجنبية تغزوا البلد. نحن هنا نتحدث عن أمية تكنولوجية ولم نقترب من أمية أبجدية تتجاوز 20 مليونا يمثلون عارا قوميا.

الأمر يحتاج إلى مناقشة صريحة، ومن دون تهوين أو تهويل، أو ازدواجية، نعترف بالمشكلة وتشخيصها وجوانبها وأطرافها، حتى يمكننا أن نضع جدولا زمنيا لعلاجها. بدلا من استمرار دفن الرؤوس فى الرمال. والإدلاء بتصريحات فى الهواء بينما التعليم لدينا يتآكل.

التعليم هو الخطوة الأولى نحو التنمية والتقدم، ونحن ننفق مليارات تضيع فى فوضى وعشوائية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواجهة نارية بين المغرب ضد السنغال فى نصف نهائى أمم أفريقيا للمحليين

الطقس اليوم.. انخفاض فى درجات الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 34 درجة

من صفقات جزئية إلى اتفاق شامل.. نتنياهو يتلاعب بوقف إطلاق النار فى غزة والسر "منشورات ترامب".. مسئول إسرائيلى: "الشروط الخمسة" تكتيك لإطالة "حكم الحرب".. و"CNN": ما يحدث حير الوسطاء والحل في واشنطن لا تل أبيب

كل ما تريد معرفته عن مباريات اليوم الأخير بالجولة الرابعة للدوري

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام بيراميدز فى الدوري والقناة الناقلة


روبرتو كارلوس.. أسطورة الصواريخ ومحير الفيزياء أفضل ظهير فى تاريخ الكرة

شباب الطائرة فى مواجهة الصين ببطولة العالم

زى النهارده.. إبراهيم حسن يقود الفراعنة لصدارة تصفيات كأس العالم 1990

المتهم بانهاء حياة ابنه بالجيزة: تعدى على والدته بسبب شراء المخدرات

ترامب يندد باستهداف إسرائيل مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة


تنسيق المرحلة الثالثة.. إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

ملخص وأهداف نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول 2-3 بمشاركة صلاح فى الدورى الإنجليزى

شقيق شيرين عبد الوهاب: نرجو من وسائل الإعلام عدم تناقل أخبار عن العائلة

ليفربول يقتنص فوزًا من نيوكاسل يونايتد 3-2 بمشاركة صلاح فى الدوري الإنجليزى

أنغام فى أحدث صورة بصحبة نجل شقيقتها: "حمد الله على سلامتك يا أحلى خالتو"

وزارة الصحة توصح معلومات مهمة عن تطعيمات الروتا للأطفال.. تفاصيل

طرد محمد الشيبى فى مباراة بيراميدز ومودرن.. واللاعب يغيب عن مباراة الأهلى

محافظة الإسكندرية تعلن إغلاق جميع الشواطئ غدا بسبب ارتفاع الأمواج

22 لاعبا فى قائمة الزمالك استعدادا لمواجهة فاركو

تعرف على مبيد الكلوروفينابير بعد وضعه فى خبز أطفال ديرمواس.. أعراض قادت للوفاة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى