شعوب غير متدينة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم -أحمد إبراهيم الشريف
هل نحن شعب متدين بطبعه؟ وهل الدين يشكل جزءا أساسيا من تكويننا الاجتماعى والنفسى؟.. دائما ما كانت هناك إجابات جاهزة لهذه الأسئلة وغيرها، حيث يتفق الجميع على أن الدين إطار مهم فى حياة الإنسان والمجتمع لأسباب كثيرة ومتعددة لا مجال هنا لحصرها، فالتدين الذى يقوم فى أصله على كونه علاقة بين الإنسان وربه هذه العلاقة تظهر فى سلوكيات شخصية معينة تتحول بعد ذلك إلى سلوك مجتمعى عام، فنقول حينها بأننا شعب متدين بطبعه، وأن الدين عامل أساسى فى مجتمعنا المصرى والعربى.. هذا قبل أن يفاجئنا تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية يؤكد أن الدول العربية لا تحتل المرتبة الأولى بين الدول التى يشكل الدين فيها جزءاً أساسياً من حياة مواطنيها.

وصحيفة الإندبندنت اعتمدت فى قولها ذلك على تقرير نشره مركز Pew Research الأمريكى بناء على استطلاعات رأى، حيث جاءت إثيوبيا فى المرتبة الأولى فقد أكد %98 من المستطلع رأيهم أن الانتماء إلى الكنيسة الأرثوذكسية يمثل جزءا كبيرا من هويتهم، وفيما يتعلق بالدين الإسلامى كانت السنغال وبعدها إندونيسيا فى المركزين الثانى بنسبة %97 و%95 على التوالى، فيما احتل الأردن المرتبة الـ13 بنسبة %83 من حيث أهمية الدين فى حياة الناس، بينما جاءت فلسطين فى المركز الـ15 بنسبة %74، وتوالت بعد ذلك معظم الدول الأفريقية وغيرها من بلاد العالم.

بالطبع نتفق جميعا على أن هذه الإحصاءات هى مجرد وجهة نظر تعتمد إحصاءات معينة فى ظروف محددة ولا يمكن من خلال قراءتها إصدار أحكام نهائية، لكنها تحمل فى الوقت نفسه أحد وجوه الحقيقة، وهذا التقرير- خاصة- مهم لكونه يكشف جانبا مهما من دواخلنا ويضعنا أمام أنفسنا لنكتشف أننا لسنا متدينين بالفطرة، لأننا لو كنا كذلك لظهر أثر ذلك فى حياتنا بشكل فطرى.

كما أن هذا التقرير يفتح المجال للتوقف أمام ما يحدث فى مصر مثلا كنموذج للدول العربية، فنكتشف أننا نمارس التدين اللفظى، لكنه لم يستقر بعد فى قلوبنا كما ينبغى، إلا من رحم ربى، وسندرك أيضا أن البرامج الإعلامية التى تصدع رؤوسنا ليل نهار إنما هى «أكل عيش» وليس المقصود بها صناعة تدين حقيقى داخل النفوس، وكل ذلك يؤكد أننا مجرد ظاهرة صوتية ليس إلا.

إن هذا التقرير يحمل جانبا إيجابيا يكمن فى معرفة حقيقة أننا لسنا الوحيدين الذين يحتكرون الدين ويتحدثون باسمه، بل هناك بلدان، نحن من صدرنا لهم الدين، لكنهم تعاملوا معه بطريقة أفضل واستطاعوا أن يستقر فى نفوسهم، وذلك بحد سواء فى الدين الإسلامى أو الدين المسيحى مثل إثيوبيا وإندونيسيا، وربما يجعلنا ذلك نتحرر من «تعالينا الدينى» بعض الشىء ونعرف أن هناك آخرين فتح الله عليهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

المصري يستقر على تجديد عقد باهر المحمدي لمدة 3 مواسم إضافية

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة


رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات

الأهلى يعرض على الرجاء المغربى 600 ألف دولار لشراء 6 شهور من عقد بلعمري

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات


تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صور الأقمار الصناعية.. تدفق للسحب مصحوبة بأمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى