«عديمو الجنسية» ليس الحل..والغضب يصنع الإرهاب

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
لا توجد طريقة وحيدة لصناعة الإرهاب فى العالم حتى إذا ما عرفها الناس وتجنبوها، انتهى هذا الدمار الرهيب الذى يحيط بنا ويصنع كوابيسنا، لكن صناعة هذا الطاعون الأسود تحدث بطرق متعددة وأساليب مختلفة، تختلف حسب كل ثقافة وحسب كل شخص، ولن نستطيع ذات يوم أن نحصر سبب الداء بشكل قاطع، لكننا نستطيع أن نواجهه شريطة ألا نكون نحن متطرفين فى هذه المواجهة.

وهذه الأيام يحدث جدل كبير فى فرنسا التى تعد من أكثر الدول التى عانت من الإرهاب فى عام 2015، ففى بداية يناير حدث الاعتداء الغاشم على مجلة «شارلى إبدو»، ومهما كنا نختلف مع أسلوب المجلة ومادتها فليس الاعتداء عليها هو الحل، وفى شهر نوفمبر الماضى حدثت اعتداءات أكثر دموية فى باريس وتعاطف الجميع معها، لكن فى لحظة الغضب خرج الرئيس فرانسوا هولاند عقب هذه الاعتداءات التى خلفت 130 قتيلا مصرحا باعتزام الحكومة رفع مشروع تعديل دستورى إلى البرلمان لإدراج إسقاط الجنسية فى الدستور، مع توسيع نطاق هذه العقوبة، لتشمل كذلك المولودين فى فرنسا، ثم تطور الأمر وأصبحت هناك مطالبات بإسقاط الجنسية عن حتى الفرنسيين أبا عن جد وهذا المشروع سوف تتم مناقشته فى البرلمان الفرنسى شهر فبراير المقبل، وهو أمر خطير جدا، لأنه يعنى معالجة الإرهاب بالخوف.

يرى البعض أنه فى حال تطبيق القانون على مزدوجى الجنسية فإن ذلك يصنع نوعا من عدم المساواة داخل البلد الواحد، خاصة أن المسلمين سيكونون أكثر الفئات تعرضا لهذا التصرف، ويرى البعض أنه يجب من باب المساواة تطبيقه على جميع الفرنسيين ويتوقعون أنه مهما يكن العدد فإنه سيكون قليلا، لكن أحدا لم يفكر فى كلمة «عديمى الجنسية» التى سيصنعها هذا المشروع لو تم إقراره وتحول إلى قانون، حينها سوف تتم صناعة فئة جديدة فى المجتمع تسمى «إرهابيين»، سوف تصبح هوية يشار إليها، وبالتالى سوف تترتب على ذلك أشياء كثيرة أقلها الحقد.

الإرهاب يكمن فى الأفكار وليس فى الأشخاص، وتصرفات مثل سحب الجنسية سوف تغلق باب التوبة تماما أمام الذى يريد أن يغير أفكاره ويعود إلى رشده، كما سيطيح بأحلام وطموحات أسر عديدة ويخلق جيلا موصوما بأفعال الآباء لن يملكوا جنسية، لأن آباءهم ارتكبوا تصرفات إرهابية، كل هذا وغيره سوف يجعل على مر الأزمنة عوالم سفلية أكثر اتساعا تنخر فى أساسات البلاد، وحينها سنعترف بأن تصرفاتنا غير المدققة ساعدت على ذلك.

وفى مجتمع مثل مصر معظم مشكلاته الفكرية ناتجة من غياب مفاهيم منها الشعور أحيانا بالإقصاء والبعد وعدم وجود المساحة المشتركة بين الجميع لحلم واحد، وهذه المشكلات لن يتم القضاء عليها إلا عن طريق المراهنة على الحلول الحقيقية وأولها المواطنة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة فى تكساس إلى أكثر من 100 شخص

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

الغاز الطبيعى المسال يقود استراتيجية كندا لمواجهة الحروب التجارية

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع


اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

تايلاند تقدم عرضا تجاريا جديدا لواشنطن لتجنب رسوم جمركية تصل إلى 36%

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت


نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أخبار 24 ساعة.. 21 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس ولا وفيات حتى الآن

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

7 أخبار لا تفوتك اليوم الإثنين 7 - 7 - 2025

أشرف زكى: سامح عبد العزيز مش فى غيبوبة

محمد شكرى يظهر فى مران سيراميكا قبل انتقاله للأهلى.. صور

رجال الحماية المدنية يعلنون السيطرة على حريق سنترال رمسيس وبدء عمليات التبريد

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى