صالح المسعودى يكتب: لغة القلوب

اصدقاء - صورة ارشيفية
اصدقاء - صورة ارشيفية
قصة لقلب موجوع جعلتنى أحلّق بقلب مفزوع فى هذه الدنيا التى لم يدرك أهلها بعد لغة القلوب، هذه اللغة التى ظلمت كثيرا فهى للأسف الشديد لا تكتب وهى أيضا لا تقرأ إلا (بشفرة) معينة ولا يمتلك تلك الشفرة السواد الأعظم من الناس فأصبحت لغة مسكينة تتسول العطف لتبقى على قيد الحياة.

لم أكن أتصور أن تتسارع نبضات قلبى وأنا استمع لقصة صديقى الذى أعادنى للزمن الجميل ذلك الزمن الذى يقدر لغة القلوب، فلا أكاد أستطيع أن أصف كيف كان صديقى يتصبب عرقا ولا كيف كانت عيناه تموج بدمع تتلألأ قطراته وهى تتساقط على خديه من شدة ما يجيش بصدره من مشاعر.

وتساءلت هل من المعقول أننا مازلنا نجد فى (دنيانا) هذه تلك القلوب النقية التى تقدر لغة القلوب وتتعاطى معها، فقد تصورت لزمن أننا تناسينا تلك اللغة المظلومة فقد تجمدت المشاعر بسبب ضغوط الحياة والتكالب عليها، حتى فى مجال الفن اختفى عهد الرومانسية لتظهر لنا أفلام المقاولات والإيحاءات الجنسية وإظهار مساوئ المجتمع وإخفاء محاسنه ليرانا الغير بخلاف طبعنا وطبيعتنا.

ليروى لى صديقى قصته وكمية الأسى تتساقط من بين شفتيه كأنها شلال من المشاعر الدافئة وكيف أحب بكل عفة وصدق مشاعر، فهو لم يكن ليصدق نفسه بعدما وصل سنه لقرابة منتصف العمر أن يجد من يستحق كل هذا الحب الجياش ليستطرد صديقى، ولكن وما أدراك ما (لكن) الظروف يا صديقى حالت بينى وبين من أحببت، فبرغم كل هذا الحب العذرى النقى فرقتنا الظروف !!!

لا أخفيك سرا عزيزى القارئ أننى كدت أجن بل كدت ألطمه على وجهه من هول المفاجأة وصرخت فيه بكل قوة وقلت له (أى ظروف وأى عراقيل تجعلك تتخلى عن قلبك وعقلك بعدما رأيت منك كل هذه المشاعر؟ هل تريد قتل هذا الإنسان الجميل فيك؟ هل هى ظروف مادية؟ فسحقا لأموال العالم التى تقتل الخير فينا، أم هى ظروف اجتماعية وشكليات؟

سحقا أيضا لأى ظروف تفرق قلوب تجمعت على المودة ومرضاة الله عز وجل وحب نقى، وسألته (ألم تفكر فى حال الطرف الآخر الذى أصبحت أنت كل شىء فى حياته)، أين المروءة والفروسية؟ أين الرجولة؟

تلعثم صديقى وهو يسوق المبررات الواهية وبدأت عبراته تتساقط كأنه يراجع نفسه ويعاتبها، فقلت له ليس هذا بوقت توبيخ للنفس بل هذا وقت العمل، قم يا رجل واتمم مشروعك الذى أعدت العالم فيه للزمن الجميل (زمن الحب العذرى) زمن يتباكى عليه الناس جميعا، ولكن ليس فى استطاعتهم أن يعيدوه للحياة فقد ماتت بذوره لديهم منذ زمن سحيق، اخلع يا رجل عباءة اليأس والشكليات وامتطى جواد الفروسية قبل أن تندم البقية الباقية من عمرك.

لا أزعم يا عزيزى القارئ أنه بإمكانى أن أعيد النهر لمصبه ولا لأغير مجريات التاريخ بلغة القلوب، ولكن حاول أن تقف مع نفسك لحظات وتسألها (هل مازلتى تذكرين لغة القلوب) فإن تسارعت نبضات قلبك فاعلم أن بذورها لم تمت لديك وعليك أن تحاول مسرعا إدخالها إلى غرفة (الإنعاش) حتى تسترد أنفاسها لتعود للحياة وساعتها سوف تتغير حياتك للأفضل، فلو أنك سألت كبار السن (شيوخاً أو عجائز) عن تجربتهم فى الحياة لقالوا لك (يا ولدى خضنا الكثير من معارك الحياة بحلوها ومرها، وبعد كل تلك التجارب وجدنا أفضل ما فى الدنيا (راحة البال) وأى راحة بال يا صديقى بعد صفاء النفس، ووجود من يرتاح قلبك إليه فى حياتك؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير

لورانس العرب عمر الشريف.. كاريزما وأداء وتاريخ سينمائى فى ذكرى وفاته

هالاند يتصدر أغلى 10 لاعبين انضموا إلى البريميرليج دون اللعب فى إنجلترا

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف


التحقيقات: نصاب الجيزة أوهم ضحاياه بقدرته على تسفيرهم للخارج

اليوم.. إغلاق باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك


غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

غزل المحلة يعلن ثانى الصفقات "أحمد عتمان" قادما من بلدية المحلة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

الصحة العالمية لـ القاهرة الإخبارية: النظام الصحي في غزة على شفا الانهيار الكامل

باريس سان جيرمان يضع قدما فى نهائى مونديال الأندية بثلاثية فى شباك الريال

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى