محمود حمدون يكتب: المصارحة وإعادة البناء

الرئيس السوفيتى ميخائيل جورباتشوف
الرئيس السوفيتى ميخائيل جورباتشوف
"الجلاسنوست والبريسترويكا أو بالعربية.. المصارحة وإعادة البناء"، مصطلحان ظهرا فى ثمانينات القرن الفائت، على يد الرئيس السوفيتى "ميخائيل جورباتشوف"، وسواء أكانت الغاية وراءهما إدارة حملة لتغيير واقع الامبراطورية السوفيتية المتهالكة. أو استعادة حيويتها فى مواجهة المارد الأمريكى ومن ورائه حلف شمال الأطلنطى "الناتو".

وبغض النظر عما قيل وتردد من أن للمخابرات المركزية دورا كبيرا فيما بعد.. إلا أن العام 1989، شهد فعليا زوال نظام القطبين فى العالم. إذ شكلّت حادثة سقوط جدار برلين فى ذلك العام، الخط الفاصل بين نظام ثنائى القطبين يحكمان العالم ويعملان على توزان القوى ويحدّ كل من تغوّل الآخر.

عجّل سقوط حائط برلين بسقوط الاتحاد السوفيتى نفسه وتفكك امبراطوريته لدويلات وجمهوريات عدة، وإغراقه فى حرب شرسة ممتدة المفعول والتأثير فى أفغانستان والشيشان، عالم من الفوضى الخلاّقة أحكمت فيه الولايات المتحدة قبضتها وقوتها على العالم وعملت على تشكيل خريطته وفقا لرؤاها ومصالحها فقط.

خمسة وعشرون عاما من الفوضى والقطب الواحد يحكمان العالم، اختفت بلدان بكاملها من على الخريطة السياسية العالمية بفعل التفكك وتفتت أخرى بفعل نيران داخلية استعرت أواصرها بفعل أيد خارجية لا تخفى على الأريب، ولأن دوام الحال من المحال، كان لابد أن يتوازن العالم من جديد وأن يسير نحو قطبية ثنائية جديدة.

اليوم العالم على أعتاب تجمع قوى جديد مشكّلا فيما بينهم قطب مناوئ وقوى ضد أمريكا. الشواهد تشير إلى هذا، والأدلة تؤكد أن مصر لا تزال هى بوابة الشرق الأوسط والمدخل الطبيعى للمياه الدافئة لإعادة صياغة خريطة العالم من جديد وفق رؤية قطبية ثنائية مناوئة ومقلّصة للنفوذ الأمريكى.

لعل الخطيئة القاتلة التى وقعت فيها أمريكا، أنها دعمت بعض الجماعات لإقصاء نظام مبارك من المشهد السياسى المصرى. فلم يكن ذلك النظام يمتلك قدرة على تغيير المنظور السياسى بل كان منهجه بقاء الوضع على ما هو عليه، وفق نظرية تأثير الفراشة والفوضى الخلاقة.. فدعم فصيل دينى سياسى فى مرحلة ما، لعب دورا كبيرا فى الإسراع بإنهاء حالة القطبية الأحادية التى سيطرت على العالم طوال ربع قرن كاملة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصدر مقرب من حامد حمدان لليوم السابع: الأهلى لم يتقدم بعرض جدى

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو


نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده


ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى