الزلزال الإيرانى

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
كيف ننجو من توابع المصالحة مع أمريكا؟
لم يكن الحبر الذى وقع به الرئيس الأمريكى باراك أوباما على الأمر التنفيذى بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران يجف بعد حتى شعرت أسواق المنطقة العربية بزلزال كبير أربك حسابات كثيرة، وألقى بظله على خارطة الأموال عالميا، وسط توقعات باستمرار هذا الوضع الصادم حتى يعتاد الناس على الصدمة!

إيران التى تعيش منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما تحت الحظر التدريجى الذى وصل إلى حظر كامل منذ أكثر من عشرين عاما أصبحت الآن حرة، تبيع كيفما تريد وتشترى كيفما تريد، وزير خارجيتها فى اجتماع سابق لمنظمة الأوبك التى تنظم تحديد أسعار البترول فى العالم قالها صريحة منذ شهر تقريبا: «بلادى لن تحدد سقفاً لإنتاجها النفطى بعد رفع العقوبات عنها، وتنتظر بفارغ الصبر العودة بقوة إلى الأسواق العالمية»، بينما أهم دول العالم إنتاجا للنفط بما فيها دول الخليج تعانى من أزمات مالية كبيرة وتضعها أزمات المنطقة المستمرة فى احتياج دائم إلى مزيد من الأموال، سواء لتوفير الاستقرار الداخلى أو المساعدة فى دعم استقرار بعض الحلفاء ومن بينها مصر، وهو ما خسف بسعر برميل النفط إلى مستوى متدنٍ لم يبلغه منذ العام 2009، لكن هذا كله كان قبل إبرام الاتفاق، فماذا حدث بعد ذلك؟

ووفقا للوكالة الفرنسية فإن هبوطا حادا قد انتاب الأسواق الخليجية بعد توقيع الاتفاق النووى مع إيران، فتراجعت سوق الأسهم السعودية 6.5 فى المائة بعد دقائق من بدء التداولات، أما مؤشّر سوق الأسهم السّعودية فقد هبط إلى أدنى مستوى له منذ سبع سنوات، مع هبوطٍ فى سعر برميل النّفط إلى 29 دولاراً، وهوت أسعار النفط العالمية أكثر من 6 فى المائة حتى وصل خام «برنت» إلى مستوى 29 دولاراً للبرميل، للمرة الأولى منذ 2004. كما تراجعت أسهم 164 من الشركات الـ167 المدرجة فى البورصة السعودية، وتراجعت سوقا الأسهم فى دبى وقطر حوالى ستة فى المائة، أما فى الكويت فقد هوى المؤشر الرئيسى 2.3 فى المائة، أما فى عمان فقد تراجعت بنسبت 1.5 فى المائة، ولم يزد التراجع فى البحرين 0.3 فى المائة.

هذا هو ما تعنيه كلمة زلزال، تلك النسب المئوية التى تتبادلها وكالات الأنباء تترجم على الأرض بمليارات الدولارات، تترجم أيضا إلى قرارات سياسية فورية، والامتناع عن قرارات سياسية أخرى، وهو ما يعنى أن وضع المنطقة قبل الاتفاق النووى الإيرانى شىء وما بعده شىء آخر، وهنا يبرز تصريح الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس مجلس وزراء الإمارات وحاكم دبى الذى قال فيه، إن %70 من اقتصاد الإمارات لا يعتمد على البترول، بما يعنى أنه لا داعى للصدمة، لأننا نملك بدائل أخرى، وربما يكون من آثار هذا التصريح هو تقليل الفارق فى تراجع البورصة من 6 فى المائة إلى 5.5 فى المائة، وفى الحقيقة فقد ذكرتنى تلك الأزمة بأزمة مصر إبان يناير 2011، فقد كانت مصر تعتمد بشكل كبير على قطاعى السياحة والإنشاء والتعمير فى اقتصادها، وحينما أشعلت الأجواء وهربت السياحة مع مقاولى الإنشاءات تدهور الاقتصاد المصرى، وتآكل الاحتياطى النقدى، ومن هنا ندرك أهمية تنويع موارد مصر الاقتصادية، أى «ألا نضع البيض فى سلة واحدة» اقتصاديا وسياسيا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وست هام ضد تشيلسي.. استيفاو يحقق رقما قياسيا مع البلوز بالدوري الإنجليزي

الداخلية تضبط شخص يزور تأشيرات السفر للشباب

محمد مكي يستعين بوادي دجلة لاستكشاف بتروجت قبل صدام الدوري

شيرين عبد الوهاب: ياسر قنطوش لا يمثلنى قانونيا ولا تربطنى به أى صلة

الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي بـ 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه


تفاصيل الاعتداء على شاب أثناء سيره بصحبة زوجته فى الحوامدية

رامي ربيعة.. العين ضيفًا على دبا في الدوري الإماراتي اليوم

محمد أبو لولى.. طفل فلسطينى أصابته شظية إسرائيلية بشلل رباعى

موجة حر شديدة تودي بحياة أكثر من 1300 شخص في البرتغال

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة


مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

مهلة المحكمة للتصالح أوشكت على الانتهاء.. موعد الفصل فى الحجر على نوال الدجوى؟

سيدة تطلب 17 ألف جنيه نفقة فرش وغطاء لطفلتها.. اعرف التفاصيل

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

للزوجات مع اقتراب موسم الدراسة.. من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟

وزيرة خارجية سلوفينيا: المجاعة مرحلة جديدة من الجحيم في غزة

محمود ناجى يدير مباراة السنغال وأوغندا اليوم في ربع نهائي أمم افريقيا للمحليين

زى النهارده.. الزمالك يحتفل بالتتويج بالدوري رقم "14" في أتوبيس مكشوف

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى