حنان شومان تكتب: حبس رنا السبكى والتهمة فيلم

حنان شومان
حنان شومان
لا يتوقف المحامى الذى يشبه اسمه اسم مذيع كبير شهير عن رفع قضايا حسبة ليصور نفسه وكأنه حامى حمى الأخلاق فى مصر، وهو ما يصنع له شهرة فيصبح صاحب كلمة ورأى يلجأ له الإعلاميون فى كل موقف وحكاية لها علاقة بالأخلاق والفضيلة، حتى أن الرجل استضافوه فى أحد البرامج وراح يدلى بدلوه فى الأعمال الفنية وكيف يجب أن تكون، وذلك لأنه قدم بلاغا ضد محمد السبكى وابنته رنا، منتجى فيلم "ريجاتا"، الذى ذكر فى اتهامه أنه يحوى مشاهد خادشة للحياء، الاتهام المطاط الذى يتسع حسب رغبة قائله، وقد تحول البلاغ لقضية وتم الفصل فيها والحكم على رنا السبكى بالحبس سنة لأنها منتجة فيلم "ريجاتا".

فيلم "ريجاتا" ليس فيلما عظيماً رائعاً وقيمة فنية فائقة ندافع عنها لذاتها، ولكن الأمر صار جد خطير لو تدركون، فحين يتم حبس منتجة سنة لأنها أنتجت فيلما أجازته مكتوبا الرقابة التى هى أحد أضلاع وزارة الثقافة التى تمثل الدولة، ثم أجازته مرة ثانية كمصنف مصور وهى الجهة المخول لها مراقبة الأعمال الفنية، ثم يأتى عابر سبيل غاوى شهرة يدعى أن هذا العمل خدش حياء سيادته ويلاحق منتجته قضائيا، فتلك مصيبة كفيلة بأن تدمر البقية الباقية من صناعة مصرية كانت فى يوم ما أهم صناعة بعد القطن، وهى أيضاً التى جعلت وغيرها من عوامل مصر هوليوود الشرق وقبلة الثقافة.

فى التاريخ البعيد والقريب سمعنا وقرأنا وعايشنا قضايا كان أطرافها فنانون يواجهون صلفا وديكتاتورية حكام يخافون فيلم، مجرد فيلم سينمائى، لأنه يفضح ظلما أو يشير لممنوع حتى بالهمس.

ولكن يأتى علينا زمن نعايش فيه حبس فنان أو منتج لأنه خدش حياء واهم من أجل شهرة، فذلك هو العبث بعينه والهزل الذى يتحول لجد بحق وحقيقى.

ولا أستطيع أن أفهم كيف تبرر دولة حتى لو كانت من العالم الخامس حبس منتجة حصلت على موافقة رسمية بعرض فيلمها، ثم تفاجأ بحبسها لأنها سمعت كلام الرقابة، أليس الأولى بالحبس الموظف الذى وافق على عرض ما خدش الحياء؟!

ما يحدث من بلاغات ممنهجة وهجمة باسم الأخلاق والفضيلة والحفاظ على الدين والاتهام بازدرائه لكثير من أهل المحروسة، يبدو وكأنه حالة سعار أصابت البعض وتطرف لدى آخرين وبحث عن شهرة زائفة، أى أن لكل هدف مستتر ليس من بينه أبداً لا الأخلاق ولا الفضيلة ولا الدين ورب العزة.

الهزل فى الجد للأسف لن يدفع ثمنه فقط أصحابه ولكنهم يجرون أمة كاملة وأجيال جديدة لتدفع جميعها الثمن، وكلمة أخيرة فقد قال لنا الأجداد إن من يُكثر ويبالغ فى الحديث عن الفضيلة أو الصدق أو الأمانة أو أى صفة محمودة عادة ما تكون مفقودة لديه، ولكى تتأكدوا راجعوا أقوال وأفعال نجوم الحسبة فى كل صورها وقتها فقط ستعرفون الحقيقة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصدر مقرب من حامد حمدان لليوم السابع: الأهلى لم يتقدم بعرض جدى

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو


نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده


ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى