عبيد الثورة «المقدسة».. وميدان التحرير الأطهر من «مكة»

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
‏ليس بالضرورة أن تكون عميلًا لتخدم عدوك، يكفيك أن تكون غبيا، ومشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون دائماً فى أنفسهم أشد الثقة، عكس الحكماء الذين تملأهم الشكوك.

الحكماء يلجأون إلى العقل والمنطق فى استبيان الحقائق، ولا يرتكنون للمشاعر الشخصية، من حب أو كراهية، ودائما يستفيدون من أخطائهم، ولا يعرفون للعنت والكبر طريقا، عكس الأغبياء الذين تنتفخ أوداجهم، ويصل الكبر والعنت والتمسك بالرأى مهما كان كارثيا، إلى مداه.

واتحاد ملاك ثورة 25 يناير، لم يستفيدوا من أخطائهم الكارثية طوال السنوات الخمس الماضية، وارتكاب كل الموبقات السياسية والأخلاقية من خلال تدشين خطاب منفر متعال، ومحاولة البحث عن الغنائم بشكل سريع فاق سرعة جماعة الإخوان الإرهابية فى خطة أخونة الدولة.

الثائر المقدام دائماً لا يبحث عن مغانم، ولكن يضحى بنفسه من أجل الآخرين، لا أن يظهر على شاشات القنوات الفضائية يتسول المقابل الذى دفعه للخروج فى المظاهرات لإزاحة الأنظمة، وكأن خروجهم هدفه الوحيد فقط الحصول على المقابل وجمع المغانم من مال وسلطة وجاه.

نحانيح ثورة يناير واتحاد ملاكها ودراويشها، أصابهم جنون العظمة، نتيجة الاطراء المبالغ فيه مع بداية الثورة، وقصائد المديح فى معجزاتهم الثورية، ولهث وسائل الإعلام خلفهم، وفتح أبواب قصور السلطة لهم، وفتح خزائن رجال الأعمال ليغرفوا منها ما يشاءون، ودعوات أمريكا وأوروبا وتركيا وقطر للسفر إليها والإقامة فى منتجعاتها.

ثم والأهم قائمة الوعود التى يسيل لها اللعاب، بداية من اختيارهم لحمل الحقائب الوزارية المختلفة، ومرورا بحقائب المحافظين، ومساعدى الوزير، وغيرها من المناصب المهمة.

لذلك لا اندهاش، أو تعجب، أو استغراب، من أن هؤلاء النحانيح، يَرَوْن أن الثورة أعلى مراتب القدسية، والطهارة، وأنهم يعبدونها، ويقيمون الأضرحة والمقامات لها، وخصصوا يوم 25 يناير من كل عام لإقامة «المولد الدموى» لها بميدان التحرير، تمارس فيه كل المحرمات، من قتل وتخريب وتدمير وحرق، وإثارة الفوضى.

هؤلاء النحانيح يَرَوْن فى ميدان التحرير، أطهر بقعة على وجه الأرض، يفوق طهارته وقدسيته مكة المكرمة، أحب البلاد إلى قلب محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويرون فى ثورة 25 يناير، المعجزة الإلهية التى فاقت قدسيتها ما قبلها وما بعدها.

هذه القدسية لثورة بشرية كان لها نتائج كارثية، وعواقب وخيمة، إنما إن دلت على شىء فإنما تدل على أنها تعد بمثابة منجم مصالح تفوق مناجم المعادن النفيسة بكل أنواعها.

فالثورة حققت للنحانيح، ما لم يكونوا يحلمون به من مال وشهرة ومجد وسلطة، وأصبحوا كتابا وصحفيين ومذيعين، وغيرها من المهن التى كانت بعيدة حتى عن خيالهم، لذلك أصيبوا بمرض التثور اللاإرادى المزمن، الذى من أعراضه الفوران الثورى الدائم، ويتثورون على (روحهم).

نعم مرضى الفوران الثورى، يرون فى الثورة المنجم الذى ينهلون منه كل المغانم، ويقتاتون على الفوضى والتخريب والتدمير والقتل وإسالة الدماء فى الشوارع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

محمد الشناوى يحرس مرمى منتخب مصر أمام نيجيريا فى المباراة الودية الليلة

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟


الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

بطل جديد فى حادث سيدنى.. شاهد ما فعل الرجل ذو القميص الأرجوانى

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025


وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار المتوقعة حتى نهاية اليوم

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

الاتحاد الأوروبى ولبنان يدعوان إسرائيل للانسحاب من الأراضى اللبنانية

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

الأهلي يدرس وضع أشرف داري على قائمة الانتظار حال فشل تسويقه في يناير

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى