إبراء الذمة العاطفية

سهير جودة
سهير جودة
بقلم - سهير جودة
البداية أحلام رائعة وغالية.. مشاعر حقيقية راقية.
النهاية أحزان عميقة وجراح غير شريفة.. وما بين نهاية البداية وبداية النهاية اعتقلت دموعها وارتضت بقانونه الجديد: «فلنكن أصدقاء».

اختزلت أحلامها وطموحاتها فى جملة اعتذار كانت تنتظرها «أعرف كم آلمتك.. اعذرينى»، أو فى مجرد سؤال عبر الـ«SMS» أيًّا كانت صيغته:

«ازيك؟».. «هل أنت بخير؟».. «عاملة إيه؟».
ولكن جملة منه لم تصل ولو حتى كلمة وكأنه «بخل» عليها بها وكأنها لا تستحق.

حاولت صياغة حياتها التى لم تعشها بعد، واكتفت بأن تحتفظ بمشاعرها وأحلامها فى نفسها ولنفسها.

أشياء مجردة وكأن من عشقته إنسان آخر لم يعد له وجود ولا علاقة له بإنسان الواقع الجديد مع ضرورة الاحتفاظ بالصداقة كما يريد.. تنازلت عن نظريتها لا صداقة بعد الحب وكان منطقها أن مشاعر الصدق التى تحملها له كافية لأن يكون فى أى «موقع»، ولأنها لم تكن «عشيقة»، ولأنه لم يكن مجرد كتاب جذبها فقرأته صفحة صفحة ثم انتهت المتعة فتركته، ولأنها تراه «صفوة» مشاعر رجال العالم فى قلب رجل واحد، ولأنها مؤمنة به إلى أقصى حدود الإيمان.. أقنعت نفسها بعد ليال من العذاب والوجع والانكسار أنه وما اختار.. احترمت اختياره وإن لم تفهمه ولم ترضه ولم تتوقعه!... احترمت قراره رغم أنه كان «رصاصة قتل».

لقبته بالغالى رغم أنها لم تنادِه يوما بهذا اللقب ولكنه كان اسمه الذى اختارته له.. وكانت تؤمن أيضا بأنها غاليته حتى عندما طعنها بقرار «فلنكن أصدقاء».

كانت مؤمنة بأنها الغالية.. لم تدرك أنها واهمة إلا عندما عاملها بقانون الأعداء بينما كانت حواسها تتعامل معه بنبل ووفاء الأصدقاء.. تعامل معها وكأنه «يقتص» منها لسبب لا تعلمه، وكأنه يكرهها كراهية التحريم، لحظتها فقط أطلقت سراح دموعها وقرأت «فاتحة» الرحيل وقصار السور و«عدية ياسين»، واحتمت بالسجود والصلاة والكتابة.

الآن ما عدت أحتاجك، ما عدت أشتاق إليك، ما عدت أفتقدك أو أحترق شوقا لأجلك، الآن ما عدت أعرفك.. وتأملت لوحتها التى رسمتها من الذاكرة لم تدر إن كانت تتأمله فى محاولة لأن تعرفه أم تتأمل إبداعها، فاللوحة تشبهه ولكن فيها روحها، وفيها ما تريد أن يكونه، وأمامها، لا تمل من الإنصات للذاكرة، حين رآها أول مرة فى افتتاح معرضها التشكيلى ووصفها بأنها «لوحة تشكيلية» مبهرة وفاخرة.

تتأمل لوحتها التى رسمتها ولم يرها وتتساءل: من هو ولماذا هو ولماذا جاء الآن؟ لماذا لم يكن لديها الاستعداد والدفاع والمقاومة؟.. لماذا لم تجيّش نفسها ولم تتحصن بجيوش المناعة؟ لماذا لم ترفع شعار «لا» وهو شعار حياتها فى وجه أى محاولة لعاطفة أو عاصفة رومانسية؟ لماذا سلمت واستسلمت لمشاعره ومشاعرها؟ أيهما كان الأصدق؟ عندما كانت مشاعره متدفقة صادقة متألقة ورائعة.. محلقة كاملة العنفوان والاحتواء والحنان أم عندما صدمها بعبارته «فلنكن أصدقاء»؟.. أم عندما رفض صداقتها وصدقها؟ متى كان صادقًا؟ ولماذا ذبح كبرياءها.. هل الإهانة مع سبق الاستمرار والإصرار؟

ويستمر جلد الأسئلة لروحها وعقلها.. طبقت على صدرها وهى تكسر اللوحة التى رسمتها له وتدمر البرواز الذهبى الأنيق الفاخر الذى وضعته فيه.

سحبت تليفونها المحمول وأعطت أمر delete لجميع أرقامه ورسائله فى ثورة تصحيح لنفسها وكرامتها.. قررت ألا يكون بطل عمرها أو حتى صفحة فى حياتها سحبت منه «ال» المعرفة، وبدأت من أول السطر بيضاء تبحث لنفسها عن موقع يرضيها من الإعراب لنفسها..

لن أكون مجرورا بالكسرة والحسرة
لن أكون مفعولا به والفاعل حزن أو عشق
لن أكون مضافا إليه.. أو إلى أى أحد
لن أكون مبنيا للمجهول... لن أكون ضميرا مستترا
لن أكون سوى فاعل أو مبتدأ مرفوع بالضمة والهوى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة


جيوكيريس الخطر الأكبر على محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. الأرقام توضح

زى النهارده.. الأهلى يعلن التعاقد مع محمد الشناوى قادما من بتروجت

الزمالك يدرس الاستغناء عن صلاح مصدق لتقليص عدد الأجانب

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة


درجاتك مضمونة فى الإحصاء.. مراجعة شاملة لطلاب الثانوية العامة 2025

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

إمام عاشور جاهز للسفر مع الأهلى لتونس والمشاركة فى المعسكر الخارجى

أخبار الرياضة المصرية اليوم الأربعاء 9 – 7 – 2025

الحمصاني: لا اعتماد على سنترال رمسيس وحده.. والحكومة تُحقق فى ملابسات الحريق

عقد قران المخرج مراد مصطفى والمنتجة سوسن يوسف.. صور

إصابة 6 اشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بالتجمع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى