صناع الخير وصناع الدوشة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
ضجيج المدعين والأصليين فى ذكرى يناير
بما أننا تكلمنا عن دور الأفراد فى التغيير، وضربنا أمثلة بأشخاص كل منهم فى اتجاه مختلف، يبادر ولاينتظر، نتكلم أيضا عن صناع «الدوشة» ممن يثيرون ضجيجا، ليظهروا وكل منهم يزعم زعامته للتغيير والثورة، وهم يتصارعون لكتابة تاريخ أحداث لا تزال قائمة، وأن التاريخ لا يكتب بين يوم وليلة.

وإذا كنا قد ذكرنا قصص الثرى الذى يصنع الخير لتنمية الفقراء وبناء مدارس ومصانع، أو السيدة التى تواسى وتدعم المساجين وتربى الأجيال، أو المسؤول الذى يقوم بعمله، ويصبح عملة نادرة ونموذجا يطالب الناس بأن يتكرر، فى المقابل هناك صناع الدوشة ممن يثيرون الكثير من الضجيج، لإثبات ما لا يمكن إثباته، أو يقدمون أنفسهم على أنهم زعماء، بينما الحدث تخطاهم، ويرفضون الاعتراف بأنهم فاشلون بسبب التنافس على الزعامة، فنرى «عالم الحيوان» يقدم كلا منهم نفسه كصاحب أفكار وابتكارات، مع أن كل منهم «لم ينفع نفسه».

هناك شخصيات كثيرة تقوم بأدوار مهمة اجتماعيا وإنسانيا من دون أن تعلن عن نفسها، وربما ترفض الإعلان والصور والكاميرات، على العكس من نماذج وأفراد يبالغون فى تضخيم صورهم وأدوارهم، ليحتلوا مكانا أكبر كثيرا مما قدموه فى الواقع، وبعضهم يقدم كوكتيلا من الادعاء لدرجة العبط، فينطلق فى تصريحات كل يوم بحثا عن كاميرا أو مداخلة، يمارس فيها العادة السياسية الضجيج الفارغ.

وأبرز مثال على الصجيج بلا فعل، مجموعة شهادات يتنافس فى نشرها بعض من عينوا أنفسهم زعماء لثورة يناير أو يونيو، يسجلون شهادات مبالغا فيها أو مكذوبة، ويتصور كل منهم أن التاريخ يكتب ببعض الصور والشهادات، مع أن أغلب هؤلاء ليس لهم أى نشاط ولا بصمات باستثناء صور ومناظر وأصوات عالية من دون فعل حقيقى أو إنتاج من أى نوع، بعضهم مصاب بهوس نفسى وبارانويا أحيانا.

وبما أننا فى يناير، وبعد أيام تحل السنة الخامسة، ما زلنا نرى جدلا عقيما خاليا من المنطق، حول تقسيم نتائج أو تسجيل مواقف، بين طرفين يتصور كل منهما أنه المسؤول عن الجمهور والشعب، ويفتى ويعيد ويكرر ادعاءات ومزايدات وتهويل، من دون أن يجلس كل طرف من هؤلاء بدلا من الادعاء الفارغ بأنهم صناع الثورات وزعماء الليالى والنهارات، ليفكروا فى إعادة تقييم أدوارهم وأخطائهم أو مميزاتهم أيها أقرب، لأن استعادة ذكرى يناير لا تتم بين ليلة وضحاها أو خلال سنة أو خمس سنوات، وهناك أحداث وتواريخ ما زال الخلاف حولها قائما بعد عقود طويلة، منها الثورة الفرنسية التى تخطت القرون أو الروسية التى لا تزال بعد 70 عاما تخضع للتقييم.

وما زلنا ندير جدلا حول الماضى لاعلاقة له بالمستقبل، وهذا هو الفرق بين أصحاب المبادرات فى السياسة أو المجتمع، وبين أصحاب الدوشة الفارغة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قاتل صديقه بالإسكندرية: خبرتى فى الجزارة والذبح سهلت على تقطيع جثته

الأهلى يمنح أليو ديانج مهلة أخيرة لتجديد عقده قبل إغلاق الملف

موعد حفل افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025 والقنوات الناقلة

المقاولون العرب يعلن تعيين على خليل مستشاراً فنياً لقطاع الناشئين

4 مدافعين مرشحون لخلافة حسام عبد المجيد بالزمالك حال رحيله يناير المقبل


مواعيد مباريات اليوم.. افتتاح كأس أمم أفريقيا.. وفياريال مع برشلونة

استقرار الحالة الصحية لشقيق ناصر البرنس بعد حرق نفسه أمام المطعم

نشوب مشاجرة وإصابة شخصين إثر تعرض سيدة لمعاكسة في أبو النمرس

المغرب يدشن كأس أمم أفريقيا 2025 بحفل أسطوري الليلة

اتهام 4 طلاب بالاعتداء على زميلهم داخل حمام مدرسة بمدينة 6 أكتوبر


الطقس اليوم.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بالحرارة والصغري بالقاهرة 11 درجة

المغرب يبدأ رحلة مشوار كأس الأمم الأفريقية 2025 بمباراة جزر القمر

رغم الأزمة المالية.. الزمالك يعد محمد شحاتة بتعديل عقده

جدول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب الصف الثانى الإعدادى

مواعيد مباريات الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

قبل صرف معاشات يناير.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر

المراجعة النهائية.. موعد مباراة مصر ضد زيمبابوي فى أمم أفريقيا 2025

جمع أربع زوجات سرا.. زوجة أمام محكمة الأسرة بعد حرمانها من الأمومة

عرض قطرى لـ جراديشار واللاعب يشترط راتب الأهلى للموافقة على الرحيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى