أين متحف 25 يناير؟

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
مرت 5 سنوات كاملة على ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وعلى الخروج العظيم للشعب المصرى فى ميادين مصر، معلنا كلمته القوية فى وجه الظلمة والطغاة، وعلى الرغم من كون كثير من المشاركين تنبهوا لفكرة التسجيل اليومى لأحداثها وتفاعلاتها، وخرجت كتب كثيرة راصدة ليومياتها ودراسات محللة لظواهرها، ومقالات كارهة أو فرحة بها وقصائد ودواوين معبرة عن روحها وعاطفتها وروايات مزجت الواقع بالخيال، كل هذه الفنون وغيرها من الموسيقى والفن التشكيلى حاولت أن تقول شيئا ما، لكن الثورة فى الحقيقية مرت ولم يتم تسجيلها بالشكل الحقيقى، ولا يوجد حتى الآن متحف لأهم ثورة فى تاريخ مصر الحديث.

ربما كانت المشكلة أن التسجيل للثورة حدث بشكل فردى، لكن هذا أمر طبيعى فى وقت الثورات، وبعد 18 يوما خرجت الثورة من ميدان التحرير، وخرج المشاركون محملين بالمشاهد العظيمة وبصور الشهداء وبرؤيتهم للحظة النصر، كل واحد يحمل فى قلبه حدثا عاما وآخر خاصا به، صور جماعية محمية بالضحك الجماعى، وصور فردية تحمل الأمل الجديد، وأصبحت هناك موسيقى جديدة وشعر جديد وكتابة جديدة، كل ذلك بحاجة ليصبح شيئا واحدا فى مكان واحد.
نعم هناك كتب كثيرة جعلت من الثورة موضوعها، لكنها أصبحت مجرد عدد لم تستقر عين على كلماتها السوداء ولا فراغاتها البيضاء ولا خطوطها المستقيمة، هذه الكتب تحدثت عن فكرة الفريق الواحد لكنها لم تنتبه لروحه ولم تعمل على تكراره، ولم تؤصل لهذه الفكرة الجوهرية التى هى أصل الحكاية، حتى إنها تناقض بعضها أحيانا، والآن تحتاج الثورة إلى فريق واحد يعيد كتابتها مرة أخرى قبل أن يمر الوقت وتختفى الشواهد، وتصبح الثورة مجرد حكايات لا رابط بينها، خاصة بعد الاختلافات التى لحقت بالمجتمع بعد ذلك.

نطالب وزارة الثقافة بأن تنشئ متحفا لثورة يناير قبل أن تختفى آثارها كما حدث مع جرافيتى شارع محمد محمود بفعل فاعل، لأنه بعد سنوات وسنوات سوف تطالبنا الأجيال المقبلة بما يثبت أن ثورة الـ25 من يناير كانت فارقة فى تاريخ الشعب المصرى، وفى طريقة تفكيره، وفى وعيه بالأشياء، وعلينا أن نقدم لهم ذلك، ولا نكتفى بترديد الشعارات التى كانت مستخدمة، خاصة لو ظلت هذه الشعارات مجرد كلمات منظمة تردد بلحن موسيقى عقيم، لذا نحن مطالبون الآن بموسوعة عن الثورة تجمع كل ما قيل عنها فى عدد من المجلدات، تحتوى جانبا أرشيفيا كبيرا، ثم عددا من الدراسات التحليلية لهذا الأرشيف التجميعى، ويظل الباب مفتوحا بعد ذلك للتحليلات، كذلك صور الشهداء ورسوم الجرافيتى والموسيقى، وأن يوضع كل ذلك فى متحف يسمى 25 يناير.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

العراق: قطعنا شوطا كبيرا بملف النازحين ولم يتبقَ منه سوى مراحل قليلة

انقسام داخل بيت الأمة.. الهيئة العليا لحزب الوفد توافق على طرح الثقة فى عبد السند يمامة بعد تصاعد الغضب بسبب أزمة انتخابات الشيوخ.. السكرتير العام يتولى الإدارة حتى انعقاد "العمومية الحاسمة" فى 25 يوليو

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة


أمين عام الناتو يبحث مع وزير الخارجية الألماني سبل تنفيذ مخرجات قمة لاهاي

التشكيل الرسمي لمباراة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد بنصف نهائي مونديال الأندية

رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

مدبولى: الدولة اللى نجحت فى عمل أفضل برامج إسكان قادرة تتعامل مع موضوع المستأجرين


إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

فلومينينسي ضد تشيلسي.. ثنائية عاطفية تمنح جواو بيدرو أرقامًا تاريخية

نتنياهو: أؤيد رفع العقوبات على إيران حال وقف جميع أنشطتها النووية

الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

10 محظورات حددتها الهيئة الوطنية فى دعاية المرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ

موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

الأهلى يُخطر وسام أبو على بموعد الاستعداد للموسم الجديد لحين حسم العروض

فيلم ريستارت لـ تامر حسنى يحصد 87.6 مليون جنيه خلال 6 أسابيع عرض

خلاف فى البيت الأبيض.. "AP": ترامب فوجئ بقرار تعليق أسلحة لأوكرانيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى