الثورة التى نحتفل بها والثورة التى نريدها

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم - عادل السنهورى
ليست هناك ثورة فى العالم لم ترتكب أخطاء، ولم تتعثر فى مسيرتها نحو تحقيق أهدافها ومبادئها وغاياتها، وليس هناك قادة ثورات لم يختلفوا فى الأفكار والروئ السياسية حول تحقيق أهداف الثورة إلى حد الصراع السياسى والإقصاء والإبعاد، وبعد مرور السنوات الطويلة يأتى الحكم على هذه الثورة بمدى ما حققته من أهداف وما أحدثته من تغيير حقيقى فى المجتمع، تغيير سياسى واجتماعى واقتصادى وثقافى وأخلاقى، وما تركته من تأثير إيجابى فى المحيط الإقليمى حولها.

الثورات الكبرى فى العالم أخطأت وتعثرت وراح ضحيتها الملايين من الضحايا والأنقياء والأبرياء، ومرت بمراحل مظلمة من الصراع والاقتتال بفعل الانتهازيين فيها والمتاجرين بها، واقرأوا تاريخ الثورة الفرنسية التى رفعت شعارات الإخاء والمساواة والعدل، لكنها مرت بأسوأ ظروف يمكن أن تمر بها ثورة فى العالم لمدة 20 عاما من الإرهاب والصراع والفوضى حتى استقرت كثورة فرنسية كرمز للمساواة والعدل والإخاء، ولم تكن أيضا الثورة الروسية بأفضل حال فقد شهدت هى الأخرى تحولات وصراعات كثيرة.

ولو أردنا أيضا تقييم الثورة المصرية الأم فى 23 يوليو 1952 فيمكن أن نقول عنها وبكل صراحة إنها بدورها شهدت ما شهدته الثورات العالمية ولم تستقر بالشكل الذى نعرفه إلا بعد 5 أو 6 سنوات من قيامها، واستقرار الأوضاع لزعيمها جمال عبدالناصر.

هذا هو حال الثورات فى بداية قوتها وعنفوانها وانفجارها، وهو ما حدث فى ثورة 25 يناير 2011 التى نحتفل بذكراها السادسة، فقد قام بها الأنقياء من الثوار بمشاركة أو برغبة وتأييد من باقى فئات الشعب المصرى ثم قفز عليها الخونة والانتهازيون، خرج الشعب بعفوية غير مسبوقة تصل إلى حد العشوائية يطالب بالتغيير وبالحرية والمساواة بدون قائد أو زعيم أو بدون قيادة أو عقل يقود، وكان هناك من ينتظر ويتربص ويخطط ويتآمر على ثورة الشعب، ويتفاوض من أجل حصاد ثمارها التى أينعت فى الميدان، وتم حصادها فى مكتب الإرشاد، وفى قصور الرئاسة التى دخلها الإخوان لأول مرة كصك شرعية، واعتراف بهم من نظام كان يتهاوى وينتهى، فكانوا أول من خان الثورة وباعوا بقبول التفاوض على بقاء مبارك، وأعلن قادتهم مثل سعد الكتاتنى أن التفاوض هو الحل وليس الثورة.

وللأسف، ضاعت الثورة التى لم تكد أن تنجح بتنحى مبارك بفضل مراهقات سياسية وصراعات صبيانية بين رموز توهمت أنه قد حان الوقت لتولى زمام القيادة ورموز شبابية تناحرت وتناثرت دون أن تكون لها مطالب محددة، وبين الوهم والتناحر كان الذئب الإخوانى يسيل لعابه، ويدير المشهد، وانفرد بالمجلس العسكرى، وترك الثوار والسياسيون الجماعة لتفعل ما يحلوا لها وجلسوا على مقاهى التحرير، فكانت النتيجة التى ذهبنا جميعا إليها حتى قامت ثورة الشعب بمساندة جيشه فى 30 يونيو 2013.

ليس هناك مجال للمزايدة إذن على ثورة 25 يناير، ولا مجال للتباكى عليها، والاستمرار فى المتاجرة بها، فالمتباكون والمزايدون والمتاجرون الآن هم أول من خانوها وباعوها وسلموها تسليم مفتاح للجماعة الإرهابية، وتركوا الشعب وحده فى مواجهة مصيره مع الإخوان، لكن كان نصر الله للشعب أقرب مما تصور هؤلاء فى 30 يونيو.

نحتفل بالثورة نعم لكن بدون مزايدات جوفاء وتباك أجوف، فهى ثورتنا جميعا وليس ثورة فرد أو فصيل أو جماعة بعينها، نحتفل ونتعلم الدروس ونحمد الله أن ثورة يناير لم تدخل النفق المظلم مع الإخوان، نحتفل وندعو للعمل والإخلاص فيه من أجل مسقبل الوطن.

هذه هى الثورة التى نريدها الآن بعد أن خرجت مصر سالمة من مخطط الخراب والفوضى، ثورة يقظة وانتباه وعقل وحشد كل الجهود للإصلاح والتغيير والبناء وليس للخراب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على صفقات الأهلى وفاركو والراحلين قبل لقاء الليلة بالدورى

من بناء الهيكل إلى محو الفلسطينيين.. أبرز شطحات الإسرائيلي المتطرف بن غفير

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

بين سلام أوكرانيا واتفاق نووى.. هل يصبح زيلينسكي ضحية ترامب وبوتين

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة


فيلم درويش يتصدر الإيرادات فى ثانى أيام عرضه بإجمالى 5 ملايين جنيه

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية

تفاصيل بدء تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى.. فيديو

"الطفولة والأمومة" يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط


التشكيل المتوقع للأهلى أمام فاركو.. تريزيجيه وزيزو وشريف فى الهجوم

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

اليوم.. صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الآلى

مصرع 25 شخصا بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية شمال باكستان

انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى السبت 16 أغسطس بالعربى والدين.. وزارة التعليم تكلف الملاحظين وتشكل غرفة عمليات لمتابعة الاختبارات.. وتؤكد: الأسئلة بنفس مواصفة الدور الأول.. وتشدد على مكافحة الغش

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

أحمد العطار يعود للساحة الفنية بكليب "تعالى" بعد غياب سنوات

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى