ذكريات يناير

محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
بقلم - محمود سعد الدين
بعد ساعات قليلة من منتصف ليلة 28 يناير 2011، كنت أنا والصديق العزيز وائل السمرى على بعد خطوات قليلة من مبنى الحزب الوطنى، شاهدنا أول السنة النيران المشتعلة، دقت فى قلوبنا الفرحة الفطرية أن متغيرا جديدا فى البلاد ويوما جديدا ينتظر مصر المحروسة. على أرصفة الطريق، كانت تتناثر «الكروت الشخصية» للمهندس أحمد عز أمين التنظيم، مسكت قليلا منها وبصوت عال قلت لوائل السمرى: «افرح يا وائل.. خلاص عز على الأرض»، فى المقابل كانت مشاعر الفرحة التى تغمرنا يواجهها أفعال فى غاية الغرابة لم نكن أبدا نصدقها، المئات من المواطنين يخرجون من مبنى الحزب الوطنى حاملين أجهزة كمبيوتر وشاشات وحقائب وكراسى.. بدأت مع السمرى إيقاف الشباب، على قدر ما نستطيع.. مستخدمين عبارات: «لا يا جماعة ما ينفعش كده.. الأثاث اللى جوا المبنى دا بتاعنا كلنا بتاع البلد مش بتاع الحزب الوطنى ومبارك».. حملنا عددا من الكراسى الجلدية وأجهزة الكمبيوتر ونقلناها إلى المتحف المصرى، مقر تمركز قوات الجيش وقتها، ولكن المئات من الشباب كانوا فى طريقهم لمنازلهم أعلى كوبرى أكتوبر حاملين كل شىء بعد سرقته من المبنى، هذا المشهد بدا عارضا لى فى ذكرياتى عن ثورة يناير، إذا ما أضفنا له ما جرى فى مول «أركاديا»، أو ما جرى فى عدة محلات تجارية وسلاسل تجارية تعرضت للسرقة من قبل مواطنين، قبل أن تنتشر اللجان الشعبية فيما بعد. الحقيقة أننى بعد 5 سنوات من ثورة يناير أكاد أقف على عدة نتائج أواجه بها نفسى قبل أن أطرحها عليكم:
- ثورة يناير لم تكن ثورة سلمية خالصة، شابها مزيد من العنف والسرقة من أفراد وشباب حسبوا نفسها عليها.

- لم تنجح الثورة، فقط لأن كل أم وأب وابن وبنت نزلت وشاركت فى المظاهرات بالشوارع، ولكن نجحت بالأساس لأن جهاز الدولة تعامل بالخطأ معها، ولو كان يمتلك ذكاء بنسبة %10 لاجتازها.
- الثورة فى أغلب الأوقات، ليست هى الحل الأمثل لبعض الشعوب والبلاد، الإجراءات الإصلاحية قد تكون هى الأنسب.
- عشرات من شباب الثورة وقعوا فى أخطاء تحملها جيل كامل، أسسوا لمبدأ الإقصاء، فانقلب عليهم بعد ذلك. شرعوا فى التواصل مع منظمات أجنبية مشروعة أو غير مشروعة، فكانت النتيجة أن أصبح كل الشباب عملاء، ويتواصلون مع منظمات بخلفيات استخباراتية.

- للأسف الشديد أيضا، بعض من نماذج شباب يناير لم ينجحوا فى المهام التنفيذية التى أوكلت إليهم، فترتب عليه أن كل شباب يناير غير مؤهلين لمناصب تنفيذية، ولا يزالون يقفون عند شعارات الميدان فقط.
- الشعب المصرى كان الرقم الأهم فى معادلة يناير، والأقل فى الاستفادة من يناير.
- شهداء يناير، هم الأطهر فى هذه الأمة، رحلوا عنا بأمل لكل منهم أن تكون مصرنا بخير، ولكننا لا زلنا نتخبط حتى الآن.
- للأسف الشديد، تأكد لى بعد 5 سنوات أن السياسة «ما بتوكلش عيش»، وأن الناشط الثورى الحقيقى هو من يعمل على نفسه فى مجاله لا أن يبقى حاملا للقب الناشط، ويعيد تذكير نفسه به مع كل ذكرى، ولو كان كل شاب بدأ فى مشروع خيرى أو تنموى، لكانت تغيرت نظرتنا لأنفسنا ونظرة المجتمع لنا.
- أخيرا.. يناير ليست ثورة إصلاح، بقدر ما كانت فكرة.. فكرة لمحو آثار الماضى، لصناعة المستقبل، لتغير أنفسنا قبل مطالبتنا بتغيير الآخر.

- وتبقى كلمة عمر سليمان.. «نحن شعب غير مؤهل للديمقراطية».. ربنا يرحم شهداء يناير.. رحم الله الورد اللى فتح فى جناين مصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مروان حمدى الأحدث.. مستشفى الإسماعيلى تخطف 5 نجوم من كتيبة ميلود حمدى

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة

7 أخبار رياضية لاتفوتك اليوم

خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: حر الصيف يذكرنا بعذاب النار

ماذا يفعل الأهلى مع صافرة محمد معروف قبل مواجهة فاركو الليلة ؟


قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

ترتيب الدورى المصرى قبل مواجهة الأهلى وفاركو الليلة

تعرف على صفقات الأهلى وفاركو والراحلين قبل لقاء الليلة بالدورى

من بناء الهيكل إلى محو الفلسطينيين.. أبرز شطحات الإسرائيلي المتطرف بن غفير

الأرصاد تحذر: اضطراب الملاحة بهذه المناطق ونشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة


الزمالك أمام المقاولون العرب فى الدورى.. موعد المباراة والقناة الناقلة

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

فيلم درويش يتصدر الإيرادات فى ثانى أيام عرضه بإجمالى 5 ملايين جنيه

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

ترامب: أريد رؤية الصحفيين يحصلون على حق الوصول إلى غزة

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

15 يوما على الاستفادة بتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد حتى نهاية أغسطس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى