عندما أدى الجنرال «إكسهام» التحية العسكرية لرجال الشرطة المصرية

محمود عبدالراضى
محمود عبدالراضى
بقلم - محمود عبدالراضى
فى 25 يناير 1952 ، عندما حاصر الإنجليز مبنى محافظة الإسماعيلية، وقف قائد قوات الإنجليز «إكسهام» وقال للبوليس المصرى: لابد أن تتركوا المكان فورًا وترحلوا منه قبل أن أبدأ بالضرب.. فرد عليه الملازم أول مصطفى رفعت: إذا لم تأخذ قواتك من حول المبنى سأبدأ أنا الضرب، لأن تلك أرضى وأنت الذى يجب أن ترحل منها ليس أنا.

لقد اتخذ هذا البطل وزملاؤه القرار بأنهم لن يتركوا المبنى حتى لو كلفهم الأمر حياتهم جميعا، حيث كان القرار هو الدفاع عن المبنى والمواجهة مع قوات الاحتلال الإنجليزى، رغم علمهم بعدم التكافؤ بينهم وبين تلك القوات التى تحاصر المبنى بالدبابات وهم لا يملكون سوى بنادق قديمة.
وعندما تساقط رجال الشرطة ببسالة وهم يدافعون عن مبنى المحافظة..أمر الجنرال «إكسهام» رجاله بإعطاء التحية العسكرية لرجال الشرطة أثناء خروجهم من المبنى اعترافًا بشجاعتهم فى الدفاع عن الأوطان.
الجنرال إكسهام قبل 64 عاما من الآن نظر بعين التقدير لرجال الشرطة، هؤلاء الأشخاص الذين تجدهم يقفون فى الشوارع لا يبالون بقسوة برد الليل فى الشتاء، ولا تزعجهم حرارة الشمس فى نهار الصيف، يداعب النُعاس جفون أعينهم لكنهم خاصموا النوم واختاروا أن يكونوا العيون الساهرة التى تحرس فى سبيل الله، عيونا لا تمسها النار.

وللأسف أصبح رجال الشرطة الآن إما فى مرمى نيران الإرهاب الغاشم، أو مرمى الاتهامات بالبلطجة والهجوم غير المبرر تشرف عليه منظمات وأجهزة دول هدفها إسقاط الدولة المصرية بضرب مؤسساتها الأمنية، وفى سبيل ذلك أطلقت الشائعات وروجت لها، وصفت الضباط بالبلطجية تارة واتهمتهم بتعذيب المواطنين داخل أقسام الشرطة تارة أخرى، وحاولت خلق فجوة بين الشعب والشرطة تضمن لهم عدم استقرار الأوضاع فى مصر.

نعم.. «هناك من يُعذب داخل أقسام الشرطة.. هناك من يُهدر كرامة المواطنين.. هناك من يتعامل بعنترية»، لكنهم قليلون يخضعون للمحاسبة، لا يفلتون من العقاب، قدمتهم وزارة الداخلية لجهات التحقيق، وستقدم كل متجاوز.

هؤلاء الشاردون عن القاعدة لا يمثلون رقمًا صحيحًا يختفى مقارنة بأرقام كبيرة فى مسلسل إنجازات رجال الشرطة، بينهم شهداء زفتهم الملائكة للجنان قبل عُرسهم بأيام، وآخرون تركوا سيدات يتشحن بالملابس السوداء وعيون لا تعرف سوى الدموع، وقلوب أصابها الوجع على فراق الأحبة.
من منا يتحمل القلق والخوف كل لحظة على ابن أو زوج أو أخ يعمل فى مواقع شرطية، أو تحت رصاص الإرهاب على أرض الفيروز، من منا يودع ابنه كل صباح ولا يدرى سيراه مرة أخرى أم ينتظره فى جنازة عسكرية بمسجد الشرطة، من منا يستطيع أن ينام أو يأكل أو يشرب أو يمارس حياته بشكل طبيعى وابنه يداهم وكرًا إجراميًا، أو يقف فى كمين تحاصره نيران الإرهاب، من منا يتحمل القلق المميت كل لحظة ويُخطف قلبه من صوت الهاتف ربما كان يحمل خبرًا سيئا عن الابن الغائب.

إذا كنا- أنا وأنت- لا نتحمل ذلك فلنعط التحية العسكرية لرجال الشرطة كما فعلها «إكسهام» من 64 عاما.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى لـ الخلود السعودي: أليو ديانج ليس للبيع ونرفض رحيله

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

تعرف على مشوار منتخب شباب اليد فى بطولة العالم قبل لقاء ألمانيا الأخير

محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025

أزمة تمويل حرب إيران وغزة تفجر خلافا بين وزارتى الدفاع والمالية فى إسرائيل


الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

فلسطين تعزى بضحايا حادث السير بالمنوفية: نقف دائما إلى جانب مصر

موعد مباراة بي إس جي ضد إنتر ميامي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق


ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

المكسيك تهزم السعودية بثنائية وتصعد لنصف نهائي الكأس الذهبية

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

شركة فوسفات مصر الحكومية بالوادى الجديد تستكمل جهودها للحصول على شهادة الأيزو ISO/IEC 17025 بمجال تحاليل الخام و المياه.. تجهيز المعامل بأحدث المعايير وتنفيذ أكبر مجمع لإنتاج الأسمدة بالشرق الأوسط.. صور

شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى