ماذا تعنى 25 يناير؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
بقلم - يوسف أيوب
ماذا تعنى 25 يناير؟.. لم أشارك فى 25 يناير 2011، لأننى كنت خارج البلاد وقتها، حيث كنت فى إثيوبيا لتغطية فاعليات القمة الأفريقية التى كان يترأس وفدها آنذاك وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، ولا أدرى إن كنت سأشارك فى 25 يناير لو تواجدت فى القاهرة أم لا؟ فالشعارات التى تم رفعها فى ميدان التحرير وبقية الميادين «عيش - حرية عدالة - اجتماعية»، تلخص مطالب كل المصريين وقتها، بل إنها مطالب مستمرة وتلازم الإنسان طيلة حياته، لكنى فى الوقت نفسه كنت أخشى من مصير ما سيحدث، لعدم وجود قيادة تحرك من خروج إلى الشوارع والميادين.

فى أديس أبابا دارت حوارات كثيرة بين الوفد الصحفى المصرى حول مآلات الوضع فى مصر، واشتركنا فى حوارات أخرى مع وزير الخارجية أبو الغيط الذى كان يدرك خطورة الوضع، وقدم لنا شرحاً وتصوراً شاهدناه يتحقق بعدها بأيام وربما بشهور، المهم أن كل الحوارات التى انتهت إلى ضرورة أن يرحل نظام مبارك، لكنها كانت تخشى من المصير بعد ذلك، وهنا ظهر السؤال الجوهرى، أين القائد فيما يحدث؟ والقائد هنا ليس رئيس الدولة، وإنما الشخص الذى يقود المظاهرات وله رؤية واستراتيجية يسعى لتطبيقها حال نجاح هذه المظاهرات فى خلع رأس النظام، فالصورة العامة من بعيد وأنت خارج حدود مصر تبدو قاتمة، نعم هناك مطالب مشروعة تم رفعها فى الشوارع والميادين، وكل المؤشرات تقول إن القوات المسلحة التى نزلت إلى الشارع عصر 28 يناير، ستنحاز لرأى الشارع ومطالب المصريين، لكن لم يكن متصوراً أن القوات المسلحة هى من ستقود هذه التحركات، وبالتالى فأين القائد؟
القائد للأسف كان غائباً، ومن هنا كانت بداية المشاكل التى عانت منها مصر بعد ذلك، حينما بسطت جماعة الإخوان يديها بقوة على مجريات الأمور، بعدما كانت فى الخلف ولا تريد أن تظهر فى المقدمة، لكن حينما رأت الأمور تسير فى طريق تتمناه اقتنصت الفرصة وانقضت على الجميع لتعلن أنها المالك الحقيقى لـ25 يناير، وساعدها فى ذلك انقسام الشباب إلى مجموعات وائتلافات تعدت السبعين ائتلافاً، فضلاً عن عدم وضوح رؤية الدكتور محمد البرادعى الذى كان المنقذ فى رأى عدد كبير من الشباب، لكن هذا المنقذ لم يكن فوق مستوى الشبهات، كما أنه أراد القيادة دون أدنى مسؤولية ولا مشاكل أيضاً.

هذه هى المشكلة الرئيسية فى 25 يناير، وهى غياب الرؤية المستقبلية النابعة من عدم وجود قائد أو قيادة واحدة تستطيع تحريك الأمور إلى الطريق الذى تراه صحيحاً، عكس 30 يونيو التى كانت لها قيادة منذ البداية فتحركت مصر إلى طريق صحيح، واستطاعت تصحيح مسار 25 يناير التى اختطفتها جماعة الإخوان لصالح أجندتها الخاصة.

25 يناير تعنى الكثير بالنسبة للمصريين، فهى كانت بداية خروج الشعب عن المألوف والمعتاد، لكن هذا ليس كافياً ونحن نحيى الذكرى الخامسة لـ25 يناير، فالخروج على المألوف ليس مطلوباً فى هذه المرحلة، لأن التظاهرات لن تحقق شيئا، ومن يريد أن يطبق شعارات 25 يناير بحق عليه أن يبدأ بنفسه أولاً، وأن يجعل من نفسه حلقة مهمة فى دورة العمل والإنتاج بالبلد، حتى ننتشل اقتصاد مصر الذى يحتاج لعمل وجهد كبير، لكن أن نظل نرفع الشعارات ونهدد دون أن يكون لنا دور فى عملية الإنتاج فإن ذلك أول مهددات الاستقرار التى لن تجعل مصر تتقدم خطوة واحدة للأمام، كما أن الاقتصاد سيعانى ركوداً، لأنه ليس متصوراً أن يقبل مستثمر على ضخ أمواله فى السوق المصرى وهو يشاهد هذه المشاهد العبثية التى يدعو لها من يطلقون على أنفسهم نشطاء يناير.

من يريد أن يكون ناشطاً، عليه أن ينشط لصالح مصر وليس ضدها، وعليه أن يتعلم من دروس الماضى وألا يسير خلف أوهام تصورها له جماعات اتخذت الإرهاب منهج عمل لها، هذا ما نريده من 25 يناير، لا نريد التخريب والتدمير، وإنما نريد البناء والتنمية.

بقيت نقطة وهى توجيه التحية لشهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل أن تبقى مصر، شهداؤنا من القوات المسلحة والشرطة والشباب ممن كانت دمائهم شريان حياة لنا، هؤلاء هم القدوة لنا جميعا، علينا أن نتحلى بخلقهم ودورهم فى الدفاع عن بلدهم، شهداء مصر هم الأولى بأن يكونوا مثالا لكل شاب مصرى يبحث عن طريقة يخدم بها بلده، بأن يشارك فى بناء مصر، وأن يختار مستقبله بنفسه، وألا يضعه رهينة بجماعات إرهابية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كل ماتريد معرفته عن ختام مباريات إياب دور الثمانية لبطولة كأس عاصمة مصر اليوم

اليوم.. طرح كراسات شروط حجز 15 ألف شقة بمشروع سكن لكل المصريين

اليوم العالمى للشاى.. أغنيات قدمت المشروب الأشهر والمحبوب لدى الجميع

لقطة اليوم.. جوارديولا يبكى فى وداع دي بروين لجماهير مانشستر سيتي "فيديو"

صراع الحذاء الذهبى الأوروبى قبل نهاية الموسم.. محمد صلاح ثالثا "إنفوجراف"


مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

عمر مرموش يقود مانشستر سيتي لسحق بورنموث بثلاثية فى الدوري الإنجليزي (صور)

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025

ثروت سويلم: سننفذ حكم "كاس" حال القضاء بحصول بيراميدز على الدوري وليس الأهلي

الأهلي يهزم فاب الكاميروني 36 - 25 ويتأهل لنصف نهائى الكئوس الأفريقية لسيدات اليد


بوتين لترامب: أوكرانيا لم تحترم وقف إطلاق النار أثناء الاحتفال بعيد النصر

كيف دعم ماجد الكدوانى صديقه كريم عبد العزيز فى عرض المشروع x

مدافع كريستال بالاس يكشف سبب منح هالاند ركلة الجزاء لـ مرموش

الزمالك يواصل التصعيد ضد إعلان اتصالات ويقدم شكوى لرئيس الوزراء

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 (إنفوجراف)

الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من المتمردين

بولتيكو: مساعى بالكونجرس لعرقلة حصول ترامب على الطائرة القطرية

العين جامدة.. نجاة الدكتور جمال شعبان بعد انفجار إطار سيارته

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير

موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى